بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

حين يكون للحلم ثمن!



عندما يقرر المرء منا أن يكون سعيدا –وهو قرار ليس بالسهل أبدا- فهذا يعني أن يخوض حربا ضروسا مع جميع المحبطات حوله بكافة أشكالها ومقادير تأثيرها وانتشارها في داخه أولا وقبل كل شيء . قد لا يعي مدى صعوبة قرار كهذا الا من كانت لديه نية واضحة وخظوات عمل جادة ازاء محاولة تحقيق هذه المعادلة.


لن أتحدث هنا عن مفاهيم السعادة التي لا حصر لها ,لسبب بسيط جدا وهو أن السعادة أمر نسبي بحت , تختلف كل مواده المتفاعلة وعوامله الحفازة من شخص لأخر وإن كانت هنالك نقاط تقاطع يشترك فيها البعض.


عندما تقرر أن تكون سعيدا فإنك تبذل كل ما تملك من طاقة لتحقيق ذلك , كممارسة الرياضة يوميا بعد ساعات دوام طويلة وعمل منهك جسديا , الابتعاد عن مصادر كثيرة تشعرك بالقرف –وما أكثرها في عصرنا- كالانترنت وصداقات الفيس بوك التي لا طائل منها غالبا , رسم خطة بعيدة المدى على جميع الاصعدة مما قد يفتح لك أبوابا جديدة , التعرف على أناس في محيط عملك قد يكسبك الاحتكاك بهم والاستفادة من تجاربهم دروسا وخبرات في حياتك العملية , تبني هوايات جديدة .....إلخ


بإخنصار أنت تبذل طاقة كبيرة كي تكون إيجابيا ,وتحاول أن تعيش ضمن إطار المعقول وبأن ترسم أحلاما تستطيع تحقيقها يوما .. ولكن ماذا اذا كنت تعيش في وطن يبذل كل ما في وسعه ليقتل أحلامك وطموحاتك ,يجعل أيامك تشبه بعضها .


تناضل لعامين كاملين للحصول على وظيفة ,وعندما تبتسم لك الاقدار قليلا تحصل على وظيفة مؤقتة لا تمت لما كنت تحلم للوصول إليه بصلة , لكنك رغم هذا تسعى جاهدا بأن تتأقلم مع ما هو موجود لانك تتذكر بأنك يجب أن تحقق معادلة السعادة التي ترجوها .. ينتهي عقد العمل الذي حصلت عليه , وهذا يعني العودة مجددا للبحث عن عمل وعن أمل في النهوض بذاتك الحالمة ..


تطرق جميع الابواب , وتظل تنتظر برجاء وترقب فرصة جديدة ..


في وطني :لا تدرس الكيمياء وان كنت لا ترى في قدراتك ورغباتك الا كيميائيا , لانه لا متسع للكيميائيين فيه وهوفي الحقيقة بلد نفطي من الطراز الاول !


في وطني :لا تفكر أبدا بأن تحمل شهادة عليا وان كان طموحك يناهز السحاب , لانه لا يكترث بأن تصبح خبيرا أو متميزا وإنما يفخر كثيرا بالخبراء الوافدين ليمد بهم جسر تواصله مع العالم الخارجي ويثبت له بأنه الأكفأ دوما وأبدا !


في وطني :لا تحلم أبدا بأن تملك منزلا يحتويك وشريك حياتك الا بعد مضي 10 سنوات على زواجكما مع أقساط يمتصها منكم البنك لعشرين سنة قادمة على أقل تقدير !


في وطني : أمامك خيارين لا ثالث لهما في إجازة نهاية الاسبوع :إما أن تعود إلى بلدك الاصلي إن لم تكن من سكان العاصمة أو أن تقضي وقتك تتابع أفلام ام بي سي إن لم تكن ترغب بأن تصاب بإكتئاب محتم من زحام الطريق والاماكن الثلاث ذاتها التي يتصادم فيها كل سكان البلد!


مرهق جدا أن تسير في قطار لا تعلم في اي محطة سيوقفك! وكم من الزمن ستقضي منتنقلا من محطة إلى أخرى !


متعب جدا أن لا تكون متأكدا من أي شيء يخص مستقبلك ,وأن لا تملك خيارا سوى الانتظار وترديد موال (عسى خير ).


أرجوكم كفواعن ترديد عسى خير ,ليتكم تدركون كم من الانكسارات ومن الهروب نخفي وراءها !


مقلق جدا أن تضطر إجهاض كل أحلامك فقط لان وطنك قرر وانتهى الامر بأن الاحلام ليست بالمجان!


نعم .. في وطني للحلم ثمن , ثمنه عمرك ,وصحتك وسعادتك وحياتك بأكملها .


فقط دع كل ما تحب وراءك,اقتل طموحاتك,اجهض أحلامك وامضي مضطرا غير باغ وارضى بالفتات وردد :بلادي وان جارت علي عزيزة .. عزيزة ...عزيزة ..عزيزة ..عزيزة.................


وسط كل هذه المعمعة , عليك أن تعيد النظر جيدا في معادلتك للسعادة ,ستحتاج –بلا شك-مرارا وتكرارا أن تزيد من عواملك الحفازة الداخلية وأنت تبحث عن صبركبير ربما فقط لتعيش!


من قال بأن الاحلام بالمجان فقد كذب ..


في وطني ,قد يكون ثمن حلمك هو حياتك بأكملها !


2:32 م


28\12\2011


shell





الأحد، 25 ديسمبر 2011

من حياة مكررة..



من سلسلة أشياء لم أكن على يقين بأنني سأحبها يوما هي السياقة !
في طريق طويل – رجوته ألا ينتهي في مرات بدأت تكثر هذه الايام- أقود سيارتي بالسرعة ذاتها وفي المنطقة الوسطى ذاتها ,يسافر عقلي في رحلة طويلة وعميقة من التفكير والتحليل واتخاذ القرارات , لدرجة أن معظم قراراتي بت أتخذها وأنا أقود السيارة,والتي تكون غالبا قرارات سريعة لا أحسب نهايتها غالبا ,كأن أقرر فجأة أن أذهب للتسوق , رغم أن الواقع يقول بأنه وقت الذهاب إلى الدوام , لا أجدني سوى أبحث عن موقف لسيارتي أمام أحد المولات,أترجل من السيارة بكل ثقة وسرور وأعد قائمة متلطباتي – التي باتت لا تنتهي مع وجود راتب آخر الشهر –في عقلي سريعا ..أخرج بعدها بساعتين لاستمتع بما تبقى من طريقي الطويل ..



أدرت مسجل السيارة ليتساقط المطر الاسود من عيني ماجدة الرومي ...


على جسر العذيبة –الذي أجزم يوما بأنه سينهد قريبا- تتزاحم السيارات كالعادة وتقف بغير انتظام لمدة تزيد عن العشر دقائق ,والتخمين الاول والارجح دائما بأن هنالك مأساة واقعة من الغير طبيعي أن لا تقع ..


علمتني فترة البطالة الطويلة عادة مراقبة وجوه الناس في الاماكن المزدحمة ,كنت أخمن الحكايات وأعطي لكل وجه قصة بل رواية أحيانا,فبعض الوجوه أعمق من أن تستوعبها روايات ,في حين أن بعضها الاخر يبدو خاويا وأقل بكثيرمن أن يحمل حكاية !


تقف أمامي فورد بلون نيلي رهيب,يقودها شاب يبدو في الثالثة والثلاثين من عمره ,يبدو بأن مرآة سيارته الامامية كانت وسيلة تسليته ليقتل ملل الانتظار ,لم تكد عيناه تنفك عن المرآة وكأنه يتابع فيلما ما أو يحل أحجية في جريدة محلية تكرر أخبارها ..


قطع علي المشهد تويوتا كورولا حمراء وقفت بيني وبين صاحب الفورد,بجواري تقف فتاة تقود كيا سوداء ,بدت لي وكأنها عابسة أو أنها كانت من الشخصيات التي يغلب عليها طابع الجدية ,كانت كلها سواد ,سيارتها , شيلتها ,عباءتها ونظارتها الشمسية .. كانت ساكنة حتى أن رأسها بدا لي وكأنه لا يتحرك ..


إلهي .سوااااد وسكووون ...نقلت بصري عنها بسرعة .....بدأ الشارع يتحرك لترى كل قائدي السيارات يبحلقون في حادث كان السبب وراء كل هذا التأخير .


(وأعود إلى طاولتي , لا شي معي إلا كلمات ), وكأن ماجدة الرومي علمت بإنقضاء الزحام فعادت لطاولتها فارغة الا من كلمات كما انطلقت في طريقي ممتلئة بكل شيء سوى عذر أقدمه لمديري عن سبب تأخري !


11:37 am


26th –Dec-2011


Shell





الجمعة، 16 ديسمبر 2011

حيث تولد أماني , وتنتهي أحلام ..




صباح النهايات التي أرجوها سعيدة لكل من لهم معزة في قلبي .
ديسمبر ... أحب الاشهر وأقربها لروحي, هو نهاية الطريق لأحلام كثيرة انتهى وقت قطافها ,هو بمثابة مرحلة ما بعد اعلان النتائج ,وان كانت على غير ما كنا نصبو اليه فديسمبر هو البلسم المخفف لالتهاب خيبات آمالنا وتعثر أحلامنا ,, في ديسمبر تولد الاماني وتعبئ الارواح بوقود طاقة هائلة يعينها على تحمل العثرات لعام كامل ..



مع ديسمبر بدأت حكايتي , حكاية الميلاد والصرخة الاولى ...هو شهر مثالي جدا , لان مواليده ولدوا مع احلام وأماني جديدة لعام مقبل ... لذلك هم مميزون :)


كان 2011 عاما متناقضا بكل ما يحمله التناقض في طياته من معاني , بدأ بفاجعة وها هو يغادرنا بهدوء وسرعة مخيفة ... لم يكن عام تفاصيل كثيرة بالنسبة إلي , ولكنه كان الاهم اذا ما قارنته بسنين حياتي الماضية ..


في 2011 كبرت أكثر من خمس سنوات , وأدركت الكثير مما كنت قد تغافلته قبل ,كان عاما مرهقا ومتعبا لأقصى الدرجات , تحققت فيه أمنيات كبيرة وأجهضت فيه أحلام أكثر ..


في 2011 تعلمت دروسا كثيرة في الكرامة والعلاقات الاجتماعية والصداقات والعمل ........إلخ


أماني كبيرة مغلفة برجاء كبير وصادق أسعى جاهدة أن ترى النور في عامي المقبل ..


قاتلوا بصدق وبحب من أحلامكم وعيشوا كل لحظاتكم القادمة بفرح ..فلا شيء يستحق أبدا أن يحرمنا بهجة دقائق لن تعود أبدا ..


كل عام وأنا أكثر اشراقا وفرحا وأنتم أكثر حبا وتألقا ..


11:04 ص


17\12\2011


Shell

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

ولعقلي في منطقه شؤون!!



صباح الموسيقى ..



ثمة مقولة تجمع عليها معظم الكتب والمحاضرات في مجالي علم النفس وتنمية الذات وهي: أن( حياتنا هي ما تصنعه أفكارنا) ,وإذا ما توغلنا قليلا في الحقيقة أعلاه وقسناها بمنحى عقلي لوجدناها منطقية 100% ولا مجال للتشكيك في صحتها . ولكائن بشري مثلي يحمل عقلا يميل دوما وأبدا إلى التحليل والربط بين الامور بطريقة عجائبية ,أجدني دائما أميل إلى لغة الارقام ,لانها الاقرب الى الدقة برأيي..


دعوني أبسط الامر وأقول : بأن ميلي إلى الإعتقاد بلغة الارقام (فكرة) , هي من صنعت حياتي الحالية .. أجدني في كل حوار ونقاش أكرر السؤال ذاته ,بنسبة كم ؟ كم من الزمن سيلزمنا لاكمال هذا ؟ ويبقى لساني أسير (متى) ! حتى في لغة العواطف ,لا بد للأرقام فيها من نصيب وافر ! حتى عمليتا الحب والكره أخضعهما دوما للارقام ..


أحبك : بنسبة كم ؟


غاضبة : بدرجة كم ؟


............................


أعترف بأن تبني التفكير بمنطق كهذا متعب جدا ومرهق أيضا, لأنك دوما وأبدا تظل تتحرى الدقة ,وقد تفقد كثيرا من الاثارة في التمتع في ما هو حولك وخاصة ما تحب!


أرجع جزء كبير من طريقة تفكيري إلى دراسة لمادة تطبيقية من الطراز الاول وهي الكيمياء .


أن تكون كيميائيا جدا يعني أن تهتم بالارقام جدا جدا خاصة وان كنت في المختبر , ف 0.1 من الملح في كمية مقدارها 10 مل من النفط الخام تختلف جدا, نعم جدا عن 0.15 من الملح في الكمية نفسها من النفط! لذلك قضاء 5 سنوات في مختبر الكيمياء والتعامل مع قياسات دقيقة أسهم بقوة من جعلي أرقم الاشياء بأرقامها الحقيقية حيث لا مجال للتقريب !!


كأن أقول مثلا: اليوم أنفقت ما يقارب المئة ريال ,تشعرني هذه العبارة بشيء من اللادقة أو ... لا أجد الكلمة المناسبة ... بإختصار أنا كائن يحمل عقلا يحب جدا تخصيص الاشياء وتحديدها بالارقام...


طوال سنواتي الدراسية في المدرسة وما بعدها كنت أحفظ الاشياء وأفهمها حسب ترقيمها في الكتاب, كأن يكون هنالك جدول في كتاب الاحياء يحمل أسماء أهم الهرمونات في الجسم ووظيفة كلا منها , بطريقة لا ارادية اجدني استرجع اسم اي هرمون أو وظيفته تبعا لموقعه في الجدول , كان الجميع يتعجب من طريقتي هذه وينعتها بالمعقدة, لكنني كنت استمتع ولا أثق إلا بها , وللعلم وقتها كنت أملك ذاكرة فولاذية بإمتياز لتتبع ترقيم كل شيء على حسب موقعه في الكتاب , وقلما كنت ألخبط بين جدول وآخر في الكتاب لانني أيضا وبطريقة لا ارادية يطبع عقلي رقم صفحة ذاك الجدول فأميزه عن غيره ,وأربط الامور بأن هذا الجدول جاء قبل ذاك لذلك سيحدث ما ذكر هنالك قبل هذا وعليه أفسر وأعلل اجاباتي في معظم الامتحانات !!


يبدو الأمر غرائبيا بعض الشيء ! نعم هو كذلك ..


رغم كل هذا التعلق بالارقام الا انني لم أكن على وافق دائم مع مادة الرياضيات ,ومرد ذلك هو أنني كنت أجد معظم نظرياتها وتحليلها للقوانين غير منطقي , ولكنها المادة الاولى التي اشتقت إليها بعد تخرجي ,قبل الكيمياء نفسها!


ولا زلت أؤمن بشدة بأن حياتنا بالفعل هي ما تصنعه أفكارنا :)


11:05 AM


15th /Nov/2011


Shell

















الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

محاولة !


القراءة وأنا قصة حب لا يمكن أن تنتهي وإن تنوعت وتقاربت واختلفت أسباب القطيعة والجفاء بيننا ,تبقى حقيقة أنها الحب الحقيقي الوحيد الذي لن يفلح أدرينالين دماغي الغرائبي ولا مزاجي المتعنت الانتقائي جدا أن يشككا في صدقه وقوته!



بعد أيام طويلة من الغرق في دوامة عمل ممل وخيار يتيم لا مناص من تحمله, أعود محملة بشوق كبير ولهفة قوية لأرتمي بين أحضان كتبي ,وأروي ظمأ استمر طويلا كاد يسلبني روحي !


أقلب صفحات رواية كنت قد قرأتها منذ ما يقارب العام بسرعة وتلذذ وكأنني أبحث فيها عن أمر ما أو ربما أهرب من فشل حتمي قادم !


مرهق جدا أن لا تملك من الهوايات غير كتاب ودفتر وقلم , القراءة والكتابة عمليتان مرهقتان تعتصر فكر المرء وروحه بقسوة لتكشف جميع خبايا أغواره, تستنزف كل ما فيك لتعريك أمام ذاتك ,حيث لا مجال للتنصل والإنكار !


قضيت الليل بأكمله أسرد لذاتي حكايات متناقضة حد التشابه ,ومختومة بنهايات لا يقتنع بها غروري وطموحي المُرهِق!


كمن يسير في طريق طويل جدا وغير متيقن من أنه الطريق الصحيح لوجهته , وفي الرأس مليون فكرة وبليار احتمال ويبدو التراجع أخرهما..


تجمد أصابعي على لوحة المفاتيح بعد كل عبارة يشبه كثيرا عجزي عن التقيؤ عندما يتلبسني صداع عيناي المنطفئتين, في الحالتين لا أملك إلا أن أشفق على ذاتي المغلوبة على أمرها!


الآن : لا أتمنى شيئا سوى أن تمطر وتمطر بلا توقف ,علها تخمد شيئا من نيران ودماء وتعب هذه البشرية البائسة..


2:23 م


8/11/2011


إبراء ... يوم الشواء العماني 

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

عودة...


فتحت صفحة وورد جديدة ,وجلست أتأملها محاولة ترتيب أفكاري وتجميعها بدون أية فائدة تذكر ..



أعترف الان بأنني أبحث عن الذرائع أينما وجدت وأختلقها أحيانا لأهرب من هذه الفاضحة التي تسمى ب(الكتابة )..


كوجهة نظر شخصية قد تحتمل كثيرا من الجدال :أرى بأن معظم الذين يتبنون الكتابة كهواية أزلية ,يعيشون حالة صدق غير طبيعية مع ذواتهم , لان الكتابة هي حالة من المكاشفة وتعرية الذات بطريقة أو بأخرى ,وإن حاولنا التذاكي أحيان بالاستعارات المكنية والتوريات للإشارة عن شيء من الخفايا ,فنحن نتعرى أمام ذواتنا وأمام بعض الاخرين أيضا ..


أخاف الكتابة بالقدر ذاته الذي أعشقها به ,فضلا عن كونها تحرجني أمام ذاتي العليا ,فهي أيضا تجعلني أكتشف مكنونات دفنها الزمن بداخلي أو حاولت تناسيها وانشغلت بتوافه أمور باتت هي الاولويات لحياة تمضي بتناقض غير غريب وصمت معلن !


كل شيء يبدو هادئا ومكررا , وقضاء ساعات تصل الى العشر أحيانا في وظيفة لا تبقي فيك عظما واحدا سليما, هوأمر ليس بالسيء أبدا..


أفتقد القراءة بشكل كبير جدا ,وحتى بعد مرور شهر على حياتي العملية أجدني لا زلت إلى الان غير قادرة على الالتزام أو مزاولة أي شيء آخر عداها ..


لا أستطيع أن أرى القادم أبدا , وليست لدي خطط أكيدة لأهم الاولويات في حياتي ,لان كل شيء يبدو غير واضح وغير مضمون..


ثمة طارئ قد يغير الكثير الى الامام , وقد يهدم كل شيء!










12:34 م


31ST /OCT/2011


LOBP TR NO: 1


SHELL


الخميس، 6 أكتوبر 2011

A chance to live!


I don’t know from where I shall start. Things are mixing with each other. I feel like to vomit at this moment. Confused, exhausted, bored, lost appetite for everything.



Start asking myself; what do I really want? What makes me feel, think and act in this negative way? Why can’t I adapt with any new situation? Why and why and why …thousands of questions are colliding in my mind!


What is going to happen tomorrow? What is my coming plan? What If I couldn’t fulfill my dreams? Why suddenly everything become boring and repeated by the same way? Do I really have a clear picture about the future? Do I have enough self-awareness?


Iam sure that the easiest answer for the all above questions can summarize in the following: it’s all because of my negative way of thinking, because of me. No one is responsible for my misery .it is just me. Iam the one who should be blamed for my disappointment. So please keep me away from your repeated advices!


Miss reading but feel no desire to even hold a book. Thinking to do something new .playing music, joining yoga sessions and learning new language. It is something good whenever you are trying to update your life. Although of my bad feelings towards everything, still I feel that my situation is better than so many people who are really couldn’t investigate their problems!!! Have you noticed how contradictious iam?


Saying two opposite things at the same time! Ooooh god blesses me!


I was thinking that work will be a great solution to overcome my boredom and negative thinking and I had never thought that the opposite may happen! I was so excited working in a global company every one envies me having a position in it. However iam not happy about it at all! I feel like that the work iam doing can be done by the tea boy at the company and there is no use of my existence. This situation may be the first reason of my bad psychology along with other reason which I even don’t want to admit of its existence.


A very big desire inside me to travel .to stay away from everything here. I don’t want to dream about it right now because it’s not the right time. iam committed to a job now and couldn’t do things whenever I want as I used to do during the last two years! My freedom is governed by silly, stupid, killing job. My friend is putting the blame on me not at the nature of work iam doing. That’s may be true to some extent only. But iam not the only reason, the work iam doing me is not suiting my ambition and expectations. It is not at all.


This is the only way to try to release your pain and headache without annoying anyone .It is writing. At these moments I want cold lemon, kewi and mint fresh juice.


Good night


8; 17pm


6/10/2011


Mwalih










الخميس، 29 سبتمبر 2011

بعثرة ...


يزدحم رأسي بالكثير من الأفكار, الأشياء,المشاعر المتضاربة ,تكاد تجتمع الأحاسيس المتناقضة بداخلي في الوقت ذاته !



لكنني لا زلت أظن بأنني قادرة إلى حد ما الإمساك بزمام الأمور ووزنها بميزان العقل هذه المرة ..


كل شيء يمر بشكل سريع جدا ,لدرجة أصبحت أشعر فيها بأنني أحلم ,وأظل أحاول تذكر بقية الحكاية حتى أباغت بحكايات أخرى , ولكن رغم كل هذا التسارع الذي أعيشه ,تبقى الأحداث تكرر نفسها برتابة مزعجة .


قد نصل أحيانا إلى درجة أو مستوى نعتقد بأن الحياة ستقف عنده عقدا بأكمله ,لانه مرحلة تستحق منا الكثير ,لكن كل شيء يمر بلمح البصر ولا نكاد حتى نحتفظ بأبسط الاشياء عنها ..


أن تتدارك نفسك من اعادة تكرار خطأ كان سيستنزف منك ما تبقى من طاقتك ,يجعلك تفكر كثيرا ويقنعك بحقيقة أنك يجب أن تستذكر الدرس جيدا في المرة القادمة ,وأن ثمة خطب ما في آلية فهمك مع الحياة وتعاملك مع مجرياتها !


Never give people more than they deserve!


هي النصيحة الماسية التي أقدمها لذاتي هنا ولكل من تكبد عناء مشقة قراءة هذه الشخبطات هنا , لان ثمة آخرين قد يستنزفون منك الكثير ,وتظل تعطيهم من وقتك ومشاعرك واهتمامك فقط ليرضوا به غرورهم ,لا تعطهم الفرصة ابدا ولا تتردد في حذفهم من أجندة حياتك مهما كانت الذكريات التي جمعتك بهم ,نعم فالأخرون هم الجحيم ...


يؤلمني جدا أننا نحيا في بلد يتفنن في اهدار الطاقات واجهاض الاحلام وتربية الجهل وزرع الغباء والروتي على كافة الاصعدة ,فكم من العقول نطمسها وراء مكاتب وطاولات ,وكم من النفوس والضمائر التي قتلها الظلم والفساد !


أخطط للقادم ببطء,ولست متأكدة من شيء..


11:02 م


29/9/2011


الموالح






الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

Has just started!



Actually, iam not really sure about the grammar at my above title, anyway it is just another trial to blog in English.



Don’t know from where I shall start! Got lost and many things are crowded in my mind.


Today is my first day at work. I have been called a (training admin support) which is a very new and challenging job for me. I have been introduced to so many new things related to the job. I felt lost from the 1st hour! Iam trying to give myself some kind of peace and saying (go ahead Rahma, You can do It. it’s all a matter of time). I hope that things will move smoothly and I will be admired by my manger.


Sometimes life becomes so ironic as well as so miser in giving you options. With destiny, she is playing a stupid game to examine you. Limiting you in very few choices and just watching your confusion, then after noticing you losing all your energy and power. Both-LIFE AND DISTENY- open many doors at the same time. Now, you are in a situation of having lots of choices and very limited time to choose .And what’s really make you scared, that each chance can never be repeated! Here is the point and the most difficult exam. You have to take the right decision; otherwise you will miss a chance which may not be repeated.


The new job WASN’T the only challenge for me, but also the long way driving from mwalih to alwatiah WAS THE OTHER HORRIBLE CHALLENGE. For a person like me, who really hates driving, has a lack of concentration, and has no sense of direction; it WAS a miracle FOR ME to drive this long distance without being lost. WAW, A CHIVEMENT!


I feel that all what iam doing is adventure, not really sure about the results. Iam trying to make it easy and accept it as it is. Don’t know what will be the coming step and where life is going to push me. And do I really have enough endurance in order to stand any failure!


This morning I was telling a friend at the face book that I am ready to adapt with any situation and I meant it that time. Now iam thinking: can I really do that?


Unfortunately, I have discovered that iam that kind of people who are easily become bored from things they showed lots of interest towards it. This fact makes me feel that iam in big trouble .iam reasoning that to the long period of being jobless. Until this moment and even after having other choices, I still have a deep pain from that worse experience. I have to admit that staying a jobless at home for two years has really destroyed many positive points I used to have. I have never ever suffered from bad memory or lack of remembering many things at the same time. Now I mainly lose my memory. I can’t remember things even if i make a reminder. When I was a student, I used to memorize things the same as it is written at the book, no matter if I understand it or not! I have never struggle in speaking English in front of any one and it wasn’t a big deal with me to make mistakes ,because I knew that iam learning and mistakes are the only way to learn therefore to be different. I don’t want to frustrate myself by this comparison. And I know that I should be more confident about myself ,but I just wanted to know , is this what happening with me is natural or I have something wrong need to be repaired!!


When I set with myself , I think my problem –if it is really a problem or iam just making things complicated- can be summarized in one short sentence which is : I always have a high level of expectation about EVERYTHING in life . I always expect things to be in a high level and keep on dreaming, in other words iam not a realistic person!


Iam angry of myself because many people wish if they could have the chance I have now, and what iam doing is complicating things and mix it together.


I don’t want to say that iam not happy of this position, but I MUST do my best to enjoy it and clear my mind from un wanted thoughts which really destroyed the good ones inside it.


I used to say: whenever there is a will, there will be always a way. Now it is the time to apply that. I have the will, so no need to worry this much about the way. MY LIFE HAS JUST STARTED.


Please friends, whenever you read this, give me your advices and recommendations.


Happy that i got the patience to write this long in English .please wish me best of luck.






7:28pm


20th /9/2011


mawalih


















الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

لــــــــــــــــُـــــــــــــــــــعبة







مؤخرا تبدو لي الحياة بكل تفاصيلها وحكاياتها كلعبة ساخرة , ورغم كل محاولاتي لربط الأحداث ببعضها ,الا أنني أجدها لا زالت تخلو من كثير من المنطقية .



أن تظل لفترة طويلة تلهث وراءها باحثا عن خيار أو فرصة واحدة تشعرك بأنك تستحق الأفضل لانك متميز,لا تكترث لك مولية فرصها عكس رياحك...


اليوم تلعب معك لعبة مختلفة تماما عن سابقاتها ,تستفزك بأكثر من خيار , وتقننقك بزمن ,وترقب تشتتك وحيرتك عن بعد ,وكأنها تقول لك : هل من مزيد!


وتكتمل اللعبة بفستان أبيض بلا ذيل ,يوقظني قبل المنبه بأربعين دقيقة .


ولا زالت اللعبة مستمرة بمفاجئات أخشى توقعها..






1:03م


14-9-2011


المدرسة






 

الأحد، 28 أغسطس 2011

Good bye unemployment :)

 



Being a jobless for two years in a country like Oman is really unbearable at all. Just like anything in this life , unemployment has positive as well as negative sides!



long waiting with limited choices are the most difficult things, as it gives you a feeling that your age is passing and you are not getting use of your education and knowledge, in addition to that you will forget most of what you studied which increases your feeling of worthless towards yourself. The conditions around you has a role in either encouraging you to get rid of these bad feelings or enhancing it .. iam not exaggerate by saying that Oman is a very good example of a frustrate environment for jobless people, and the reason doesn’t limited in the shortage of the job vacancies only ,but also due to the shortage of all kind of creativity and entertainment facilities .Actually there is no realization of the importance of youth and their un limited power .

Despite of all the negativities of un employment, it teaches us a lot about ourselves as well as the surrounding .It gives us a chance to examine all kind of feelings (sadness, happiness, frustration , hopelessness patience,…etc).It all depends upon our reaction towards it and our way to deal with it…

From now on iam saying a big GOODBYE for the unemployment. It was a very useful stage in my life. It helps me a lot to be what iam now. I have never been positive as much as iam now. It increases myself confident and teaches me that there is always another choice and how to smile and be positive no matter how it seems negative. Iam now a new person who has a very strong will and ready to do anything in order to fulfill his dreams and desires.


This is another trial to write in English, hope that it is better than the previous one 


Wish all of you happy eid and gathering


12:19am


29th/ 8/ 2011


Al-mwalih

الخميس، 11 أغسطس 2011

شيئـــــــــــــــــــــا من فـــــــــــــــرح




على مخدة النوم تتجمع كل الأفكار بترتيب وتنظيم لم يخضع لتخطيط مسبق,وريثما أصل إلى هذه الصفحة تهرب كل الأفكار من رأسي دون أن تترك أي أثر لوجودها!
قد يرجع ذلك إلى كثرة التسويف والكسل ,أو ربما لأننا نحاول دائما الهرب من أنفسنا ,والكتابة هي من أكثر الآليات التي تجعلنا عراة أمام أنفسنا ,وتفضحنا ..


تبدو الحياة أكثر هدوءا من أي وقت آخر ,وصمت هاتفي الدائم بات يريحني جدا ,لقد أصبحت مقتنعة اليوم بأن قلة العلاقات الاجتماعية باختلاف عمقها يساوي راحة نفسية في أقصى درجاتها ....


في أحيان كثيرة نصل إلى درجة من اليأس والفراغ نعتقد من خلالها بأننا لا نملك خيارا غير الذي نعيشه في تلك اللحظة ,ونظل نصدق بذلك لزمن طويل , لا ندرك خلاله كم نخسر من أنفسنا ومن قدراتنا وحماستنا ,وكلما طال زمن غزو هذا اليأس لنا , قلت مقاومتنا له ولتعلقنا بالحياة..

رغم كل ذلك ,ضوء خافت جدا من داخلنا قد يسطع ويغير الكثير , بقرار واحد وبعضا من إرادة وقليلا من مجازفة نصل إلى حقيقة أن هنالك دوما وأبدا خيارا أخرا ,خيارا آخرا على أقل تقدير !


خيار واحد يفتح الباب لخيارات أخرى تتبعه ....


تبني قناعة كهذه من شأنها أن تجعلك مرتاح البال لايااام طويلة قادمة ,حتى مع تكرار الأحداث لذاتها بشكل ممل ,يبقى هنالك شيء بداخلك مستعدا ل أن يتقبلها كما هي ..


مستمتعة بالقراءة وثمة شعور جميل تمنحني إياه يصعب علي وصفه..


طيب الله أيامكم بالخير والفرح 


الجمعة، 22 يوليو 2011

its just like that!!

Its Friday,22nd of July 2011,the time is 2:18am. I know it is too late for me to stay awake until this time because it will negatively affected me and I will start blaming myself for not waking up early the following day and enjoying the beauty of the morning , even if I have nothing to do , waking up early makes me feel like …….. oh my god , have you noticed how long was my previous sentence?



Actually it is not easy to blog in English and I hate it when I wrote long sentences , it gives me a feeling that my writing is just like a kid in an elementary school who just starts to learn English . anyway I don’t want to frustrated myself anymore, it is over and am sure that I can reach the level of writing that I wish soon.


Being a jobless for long time causes you crazy . actually some kind of craziness is cooool , especially when you try each night to learn dancing in front of the mirror ,and keep on trying until you shocked that it's too late and you have to sleep .


Why am I blogging in English today?


I am a passion of English , I adore it , I always enjoy to write in English and recently I have built a habit of reading in English too. I think this is one advantage of being a jobless l0000000l!


I sent text message to my friend saying "I am happy. It's just like that, I have a huge energy and power, I want to learn everything, I can enjoy and feel the beauty of what Allah has given me of endowments , it's just like that, am happy" it may seem a crazy attitude to sent to your friend such a message like that at 2 am , but I like doing that, it is very nice and funny to be a crazy sometimes(:


I don’t know what to say but I can't ignore at all my poor English in writing though am sure I can do better than this…


I was thinking to make coming year " A YEAR OF ENGLISH WRITING AND READING", means that am planning to read about 50 books in English in many aspects , self of development ,science, novels, history ..etc .so I should start collecting books and borrowing it from now , so please guys who are reading this now and laughing at my English if you have books which are deserved to be read in English lend it to me ,and don’t worry I will return it to you exactly the same as you give it to me and at a fixed day !( again loooong sentence).after reading each book I will write short summary about it just to practice writing in English and I will publish it here .. what do you think about it ? is it a worth idea to be applied?


That’s all for today , wish I can write something else soon .













الثلاثاء، 7 يونيو 2011

وتستمر الحياة...




مؤخرا تبدو لي الكتابة أو بمعنى أصح الخربشة أو الهلوسة الكتابية أصعب ما يمكن أن أقوم به , وشراء دفتر جميل وقلم أزرق مائي حيلة قديمة مارستها على نفسي لتخفيف وطأة الأمر , لكن الأمور لم تسر كما خططت لها ,فوجود مدونة إلكترونية كان مانعا قويا وبامتياز لإغلاق دفتري الجميل لأجل غير مسمى ,والعودة من جديد للكتابة على شاشة متعبة ومرهقة لعينان انطفأ نورهما!



لا أعلم حقيقة لماذا تبدو لي جميع الأفكار وإن تشابكت ببعضها أكثر وضوحا ,وجميع الأحلام وإن بالغت في تخيل وقوعها أكثر واقعية ,وجميع الخطط وإن تشابهت مع بعضها بدت أكثر تميزا ,كل هذا وأنا على مخدع النوم ,وكأنني أغالب عدوي الصديق بأقوى الأسلحة التي أملك!


في لحظات ما من الزمن قد نتشبث بأمور ما بقوة لا مثيل لها ,أو نعتنق أفكارا ومعتقدات لسنين طوال , متخذين منها مبادئ وملزمين أنفسنا بها ,والحياد عنها قليلا يوقعنا في دوامة كبيرة من الندم ولوم الذات.... يمر الزمن ,وتوقعنا الحياة في اشتباكات مع ذواتنا بامتحاناتها التعجيزية,لنقع بعدها بين مطرقة مبادئنا وسندان دروسها...


في مواقف كثيرة أيضا نقف بخيالنا عند عتبة يصعب علينا تجاوزها ,نجد أنفسنا لا نملك من الجرأة ما يكفي حتى لنفكر ما وراءها , تدور دائرة الزمن وتجرنا إلى ما وراء العتبة ,حيث نقف مذهولين ,فزعين من عالم جديد كان التفكير به شيء خارج قدرات عقولنا,وحداسة أرواحنا , هنا يمر كل شيء ببطء شديد ومزعج, نصطدم فيه بكل شيء ,بالآخرين الذين قد يكونوا وصلوا قبلنا,بأفكارنا,بذواتنا,بحيواتنا السابقات,بأرواحنا,بعقولنا.. قد تبدو عندها الحياة غريبة ,لكننا في نهاية المطاف نتجاوز كل شيء وسواء أكان هذا التجاوز بسلام في بعض الأحيان أو بأكبر الخسائر في أحيان آخر ,فإن الحياة تستمر بكل تأكيد.



لا أجدني قادرة على استيعاب أو إيجاد مفهوم شامل للحياة بكل تناقضاتها ,ومترادفاتها ,سطوتها واستبدادها,كرمها وسخاءها.والسؤال الأهم الذي يتقافز في رأسي هو ما الفرق بين الحياة والزمن !


قد تكون الحياة سلسلة من الأزمنة نعيش كل منها على حدة دون أن نشعر بانفصالها عن بعضها البعض بل وكأنها زمن واحد!


أو قد يكون الزمن سلسلة من الحيوات المختلفة التي تمر سريعا وكأنها حياة واحدة فحسب!


تتخبط الأسئلة والأفكار في رأسي مسببة صداعا لا يطاق ,ومن الجهة الأخرى مخاض لولادة أحلام جديدة,وخطط لغد قادم تنشد الأولوية..


الآن تبدو لي الحياة ماضي بالكاد أذكره ,وحاضر أتقبله بشكل غير سيء وغد أجهله تماما...


تصبحون على وطن عادل


12:49 ص


8\6\2011


الموالح

الأحد، 5 يونيو 2011

هلوسة من الزمن القديم



ثمة أحلام نستحي حتى من البوح بها ,أو ربما هو الخوف من نتائجها الناتج من استحقاقنا لها والعكس غير صحيح.



عندما لا تستحقنا أحلام ما فهذا يعني بأننا نجازف في ارتباطنا بها وتربيتها,ويكون الأمر سيئا جدا إن كانت أحلاما طويلة الأجل.


ثمة حكايات من الغير مجدي أبدا المجازفة فيها,لأنها ليست سوى نسخة معادة من سابقاتها مع اختلاف الزمان والمكان.


عندما تلعب على المكشوف لعبة معادة,وتتوقع نهاية مختلفة ,عليك أن تعي تماما بأنها اللعبة الوحيدة التي ستلعبها حتى رمقك الأخير..


(..........................................................................................................................,جزء من النص قررت أن أفقده )


إذا كنت تستخدم (كثيرا)و(جدا)و(للغاية) كثيرا في كتاباتك,فأغلب الظن بأنك كائن متطرف..


الانتظار لإنهاء معاملة ما في دائرة حكومية ما لأكثر من ساعة ونصف برأس مثقل بالنوم هو عذرا كافيا ككتابة هلوسات متقاطعة كالتي أعلاه , ولست أدري حقيقة إن كانت الهلوسات تحتاج إلى أعذار.


28\3\2011


دائرة حكومية ما


الأربعاء، 4 مايو 2011

بعد غياب




لم أكن أتوقع بأن هذه الصفحة التي بدأت حكايتها لقتل وقت طويل كنت مستعدة أن أهبه لكل من يريده بالمجان, ستصبح اليوم جزء كبير ومهما من( أنا ).



بعد غياب طويل ثمة أمور كثيرة جدا لتحكى ,تتصادم الكلمات في رأسي المزدحم بكل شيء وأنا أتنقل بين ممرات مستشفى الجامعة أتأمل تفاصيل الوجوه بطريقة لم أعتدها واستغربتها من عيناي المنطفئتين ..


كانت بداية صعبة ومرهقة,انتابني عندها شعور ورغبة كبيرين بأن يكون يومي الأول هو ذاته الأخير هناك ,رغم أن الظروف المحيطة بالمكان لم تكن بالسيئة على الإطلاق,ولكن عندما يبتليك الله برخصة قيادة وسيارة وببلاهة دربية ممتازة , يتحتم عليك أن تراجع كل خرائط طرق العودة إلى البيت التي تزدحم بها حقيبة يدك قبل نهاية الدوام بساعة على أقل تقدير ,وأن تتأكد جيدا جدا بأن هاتفك برصيد كافي في حالة تهت في أحد الطرق –وهذا أمر متوقع جدا-..ولمغامراتي مع السياقة حكايات كثيرة سأرويها في تدوينة أخرى  .


لم يكن من السهل أبدا أن أعود إلى أي شيء يخص الدراسة أو العمل بعد بطالة طويلة وبلادة ذهنية متعبة ومحرجة في الوقت ذاته , كنت أعود الى كل عمل أقوم به أو أي معلومة أقراها أو تفاصيل عمل جهاز ما مرتين وثلاث لأتأكد من أنني أنجزت ما علي كما ينبغي ..


لا أستطيع أن أنكر كم كان العمل مع عينات الدم وزيارة المرضى في حالات نادرة ممتعا وشيئا جديدا جدا علي, إلا أنني في الوقت ذاته كنت أكرر بيني وبيني نفسي (الله يرحم أيام البطالة),بالأخص عندما أغلق منبه هاتفي ما يزيد عن الخمس مرات ,وينتهي بي الأمر أن لا أجد موقفا لسيارتي في المستشفى !!


اليوم وأنا أودع –كم أمقت لحظات الوداع -من عملت معهم, تمنيت لو أني اعتذرت للشرطي الذي يقف عند بنك الدم ,والذي استأت منه أكثر من مرة في داخلي ,لتكراره السؤال ذاته(لو سمحتي الأخت ,ممنوع الدخول) ,لم أكن أنطق بحرف وتلقائيا أشير إلى بطاقتي المعلقة في العباءة ,لا أذكر بأنني ألقيت عليه التحية الا مرة واحدة طوال فترة تدريبي في المستشفى .. كم نتصرف برداءة أحيانا لا ندركها إلا بعد أن نفارقهم!


معرفتي بآلاء كانت من أجمل الأمور التي حدثت لي في مستشفى الجامعة ,والتي منحتني إحساسا رائعا جدا كلما تذكرته الآن شعرت بالسعادة ,إلتقيتها في قسم الأطفال عندما قصدته مع مريم التي تعمل في القسم الذي أتدرب به ,ذهبنا لنجري لها فحصا لقياس كمية التعرق في جسمها ,كانت طفلة لطيفة للغاية ,لا يستطيع أي امرئ في العالم أن يقاوم مداعبتها ,تعلقت بي بشكل غريب ,حتى أنني أنا من أجرى لها جزء من الفحص رغم أنني لم أكن أجرئ أن أتعاطى مهمة كهذه ,لكن آلاء استسلمت ليداي بطواعية وحب كبيرين .. شكرا لك يا آلاء


(الله يفتح لك باب من أبواب الجنة) دعاء أثلج صدري ,دعت به عندما فتحت لها باب المختبر لاستلم منها عينات الدم ,اليوم لقيتها في الممر وأنا متوجهة إلى خارج المستشفى قلت لها ,أودعك لان اليوم هو آخر يوم لي هنا ,قالت لي : الله ينولك اللي في بالك بالضبط مثل ما تريديه , صافحتها بقوة وفرح وقلت آمين الله يسمع منك ..


كلما دخلت إلى مطعم المستشفى يحيني مبتسما ويسألني إن كنت أريد (كروسون بالزعتر ) رغم أنني لم أطلب منه كروسون غير مرة واحدة فقط ,اليوم جاءني كالعادة قلت له : I want a bowl for the soup<لم يعطني جوابا ,وغضبت منه في داخلي ظنا مني بأنه تجاهلني قلت له في نفسي: يعني ما اخترت تتجاهلني إلا في آخر يوم لي هنا !, بعدها بدقائق قليلة جاء صديقه بsoups bowls وناولني واحدة ,ندمت لأنني ظلمته ..


لأنني أصبحت أملك ذاكرة مهترئة بفعل البطالة الطويلة ,كان أمرا غير طبيعي أن أتذكر شكله منذ ثاني يوم لي وأنا أرتاد المطعم إلا أنه بدى لي يشبه ممثلا سوريا رأيته في احد المسلسلات منذ أشهر طويلة,فلتعذرني لأنني ظلمتك وأعدك بأن لي عودة بعد أسبوعين لأشرب من الsoup ذاته رغم أنني لا أخفيك بأنه كان بلا طعم !!


الآن وبعد هذه التجربة الجميلة بكل تفاصيلها ,أجد الأمر صعبا للغاية أن أعود إلى البطالة والروتين ذاته والبلادة الذهنية ذاتها ..


أتطلع إلى القادم بكثير من الخوف ولا أدري ماذا أيضا..........

4|5|2011
الموالح




























الجمعة، 11 مارس 2011

كلمة في الدستور التعاقدي

مما لا شك فيه بأن عمان كمنظومة اجتماعية تتأثر وتؤثر بما حولها من المنظومات الاجتماعية الأخرى ,وما شهده العالم العربي في الآونة الأخيرة من ثورات واعتصامات ومطالبات بإسقاط الفساد وتغيير النظام كان له الدور الأعظم والأكبر في خروج العمانيين من سباتهم العميق والتحرر من فوبيا الصمت التي لازمتهم سنينا طوال ...



منذ ثورة السادس والعشرين من فبراير التي بدأت في صحار وسلسلة الاعتصمات التي امتدت إلى جميع مناطق عمان فيما بعد ,وعمان تعلن دخولها عهدا جديدا من الحرية والصحوة والنضج ..


القضاء على البطالة ,وإسقاط الحكومة ,ومحاكمة المفسدين ورفع الأجور كانت أهم مطالب الشعب الذي اعتصم مناديا بها ما يزيد عن الأسبوعين إلى يومنا هذا ...


ثمة مطلب آخر أصبح يطغى على المطالب الأخرى وينادي به فئة قليلة من العمانيين وأغلبيتهم من فئة المثقفين من كتاب وشعراء ومدونيين ألا وهو الدستور التعاقدي ..


لست هنا بصدد مناقشة بنود هذا الدستور ولا معارضته ولا تأييده ,ولكن الأمر يتطلب الكثير من التعقل والمنطقية ,فمطلب كالدستور التعاقدي يفترض أن يكون غرضه الأول والأخير هو النهوض بالوطن والتواصل بين السلطان وشعبه بدون عوائق وعراقيل , بعيدا كل البعد عن الأغراض الشخصية الأخرى كالتسلق أو التشفي من الحكومة وغيرها...


المطالبة بدستور تعاقدي وفي هذا الوقت بالذات حسب رأيي هو أمر غير عقلاني وغير منطقي البتة لسببين :


السبب الأول : لان هنالك مطالب أساسية وضرورية جدا هي أهم بكثير من الدستور التعاقدي ,بمعنى في ماذا سيفيدني الدستور التعاقدي وأن عاطل عن العمل ما يزيد عن الخمس سنوات؟


ما جدوى الدستور الآن وأنا أرغب في رفع راتبي وتوفير حياة كريمة لي ولأبنائي؟


هل سيكفل لي الدستور التعاقدي حقي في إكمال دراستي ما بعد الثانوية ؟


السبب الثاني:قد تقولون تعليقا على السبب أعلاه بأن الدستور التعاقدي سيكفل لنا كل مطالبنا تلك وسيقوي علاقتنا بالسلطان ,حسنا :هل تعتقدون بأن الشعب العماني الذي يدين الكثير من الولاء والحب والعرفان لجلالته إلى حد القداسة,قد يرضى أو حتى يقتنع بأن يكون شريكا له في اتخاذ قرارات تخص البلاد وهو الذي يثق في سياسته وفي حنكته منذ 40 عاما!!! وخصوصا في هذا التوقيت ,حيث أن السلطان سعى جاهدا لتلبية مطالب الشعب ,وحقق معظمها ,وتأتون الآن لتقولوا للشعب أننا نريد أن نشارك السلطان في أمور هذا الوطن!!لا أعلم حقيقة كيف فكرتم لوهلة أن هذا الشعب بعشقه لشخص السلطان قد يستمع إليكم؟؟؟


السبب الثالث:أن الشعب العماني لا زال كطفلة صغيره لتوها تعلمت كيف تنطق بحروف الحرية وتحارب خوف التلعثم عند الكلام ,أنتم الآن كمن يطلب من طفل بدأ لتوه تعلم الحروف أن يلقي خطابا كبيرا !


الدستور التعاقدي مطلب كبير جدا جدا جدا على شعب كالعماني الذي لا زال يحاول فهم ممارسة الحرية ,هو حرية كبيرة جدا لا زال العماني الحديث العهد بالحريات غير قادر على فهمها أو تعاطيها ..


نحتاج إلى الكثير من التريث وأن نعطي لأنفسنا وللحكومة وللحاكم وقتا لا بأس به كي نهضم ونستوعب التغيرات السريعة والمتلاحقة التي طرأت علينا مؤخرا ,وبعدها قد يكون الوقت قد آن لمناقشة وجود دستور تعاقدي.





الخميس، 3 مارس 2011

رفعت الأقلام وجفت الصحف


كسل فظيع يغزوني منذ ما يزيد عن الأسبوع,بعد صيام لأكثر من شهر عن القراءة والشخبطات التي كنت أبعثرها هنا وهناك..



اليوم يبدو مختلفا إلى حد ما عن ما سبقه من أيام تشابهت حد التماثل ..


اشتقت لصباحات مسقط وضجيجها ,وأذان الفجر من الجامع الأكبر ,أحب هذا النوع من الشوق الذي يأتي بعد فترة طويلة من الانقطاع ,وأتمنى ألا يتكرر كثيرا حتى لا أفقد لذته...


رغم كل هذه المعمعة التي تعيش فيها البلاد ,وبين مؤيد ومعارض ,وقليل محايد ,ووسط دوامة الاعتصامات والخطابات والمطالب ,القوة والعنف تارة ,الهدوء ولغة العقل تارة أخرى ,أجدني أنعم بشيء من الهدوء الداخلي رغم كل سلبيات الحالة ..


الانشغال مع الآخرين في هم مشترك من شأنه أن يخفف الكثير من هم المرء الشخصي ,ثمة حالة من اقتسام الألم والتعب عندما يكون الأمر مشتركا ,قد يكون هذا سببا من جملة أسباب لما أشعر به اليوم..


لست متأكدة بأنني سأودع البطالة ومرحلة البحث عن عمل عما قريب ,ولكنني متأكدة بأنني يجب أن أودع نعمة الفراغ قريبا ..


أن تملك سيارتك الخاصة ورخصة قيادة وأن تغادر بلدا يخلو من كل شيء إلا الفراغ ،إذا فأنت تصعد أول سلم من سلالم الحياة,كل ما سبق ذلك كان الموت بكل مفاهيمه...


لم يعد لدي أدنى استعداد أن أهدر من عمري يوما واحدا إضافيا في الانتظار ...


رفعت الأقلام وجفت الصحف...


الواحدة وست دقائق مساء


2011-03-03


الغُبــــــــــــــرة













الأحد، 20 فبراير 2011

أوراق مبعثرة...



عشرة أصفار



عندما يبعث إليك صديق مقرب جدا رسالة طويلة مؤلمة ,ينقطع على إثرها التواصل بينكما طويلا,تبادر برد التواصل برسالة مفادها(أفتقدك كثيرا جدا ,وزعلان منك أكثر),ببرود يأتيك الرد(شو اللي مزعلنك؟)ثمة حقيقتين مؤكدتين مما جاء أعلاه:


1-أنك غبي بامتياز.


2-أن قَدرك وأهميتك عند هذا الصديق تساوي عشرة أصفار!!وإعادة النظر في صداقة كهذه بات أمرا حتميا...


اكتشاف متأخر


القطيعة بين الأصدقاء ليست أمرا سيئا دائما ,بل هي حالة قد تكون أقرب إلى الصحية,. لتراجع فيها مدى معرفتك بالطرف الأخر وقدرتك على فهمه,لان الاكتشاف المتأخر لعدم معرفتك به يعني أن الوقت لطي هذه الصفحة قد آن أوانه,ولم تعد (للأسف ) تجدي نفعا!


Face book


أظن بأن معظم مدمني الفيس بوك يعانون أزمة عصرية مع الزمن..


كآبة


أجمل ما في الكآبة هو أنك تفقد كيلوجرامات زائدة دون أن تكون بحاجة إلى الشعور بالجوع أو تجنب أصناف معينة من الطعام,وكلام كهذا يقرر بأنك مكتئب حقا..


خداع


It Is All A matter Of Time


أصبحت أكرر الجملة أعلاه يوميا لأسلي روحي وأخدعها بأن المسألة برمتها هي مسألة وقت فقط...


لكن,آينشتاين يقول بأن الزمن هو وهم لا أكثر,أنكون غارقين في الجهل إلى هذه الدرجة عندما يسير أمورنا وهم!!


لم تفلح الخديعة إذا !!!


تناقض


تتعبك البطالة لسنة ونصف وتجدها مرحلة قاتلة تسلب منك كل شيء كان في ما مضى جميلا, لكنك في الوقت ذاته تراها أمرا ليس سيئا جدا..


هل يعقل أن يكون الأمر القاتل ليس سيئا جدا!!


انكسار


رتابة,فراغ ,رداءة,ملل


تفعل لا شيء أبدا ,يستهويك لا شيء ,يفرحك لا شيء


فرج


رغم كل الخيارات المحدودة التي تضعها مع القدر مجتمعين أمام نفسك,تنتظر فرجا ترجوه قريبا بشيء من الجزع.


مرة أخرى ,أيجتمع الفرج والجزع معا!






5:11 م


20\2\2011


إبراء


السبت، 5 فبراير 2011

Everything Is Over




في محل البوشار إلتقينا ,بعد أكثر من خمسة أشهر من القطيعة ,كانت بصحبة إحداهن التي ما إن لمحتني وصديقي حتى جاءت نحونا بخطوات واسعة وسريعة, يخال اللي أنها لم تنتبه لوجودي في بادئ الأمر وتلقائيا كانت تتبع خطوات صديقتها الواسعة.



صافحت صديقي بابتسامة واسعة ,عرفني عليها صديقي قائلا: سعاد ,زميلة في دورة الكمبيوتر ,لم أبدي كثيرا من الاهتمام على عكس عادتي عندما يتعلق الأمر بالجنس الناعم,أومأت براسي مُرحِباً..


لم تكن هي سوى مطأطئة الرأس ولم تنبس ببنت شفه,كانت تعبث بهاتفها بين الحين والأخر,بدت أكثر جاذبية من أي مرة سابقة رايتها فيها,كنت وكأنني أراها للمرة الأولى..


كنت أقف متململا عاجزا عن قول أي شيء,ألعن صديقي وأرجوه في سري أن ينهي هذا اللقاء الأرعن بأقصى سرعة ممكنة..


حكت لي بصمتها الكثير ,أكثر بكثير مما كان سيحكيه كلامها..


******


كان فيلماً دراميا أو ربما كوميديا أو قد يكون سياسيا , لم أعي شيئا من أحداثه ولا أذكر سوى أن عجوزا كان يحكي حكاية لحفيدته الثرثارة وكلب أبيض يأكل أحذية الضيوف في بيت العجوز..


صمتها يقتلني،ليتها تلومني على تفريطي لتلك الصداقة الجميلة أو حتى تسبني أو تحرجني أمام صديقي كما تفعل الأخريات عندما يغضبن مني,ليتها رمقتني بنظرة احتقار أو غضب ,ليتها فعلت أي شيء لتجنبني عذابا قادما ,لكنها كانت باردة للغاية ,غير مبالية جدا,غادرت صالة العرض ناسيا تماما أمر من كان يرافقني..


*****


كتبت: (أفتقدكِ كثيراً جداً...) وضغطت على عجالة على خيار إرسال , ليصلني بعد ثوان تقرير يفيد بأنها استلمت الرسالة..


اليوم مرت ثلاثة أيام ,ولم أستلم فيها رداً على رسالتي,ويمر بعدها أسبوع واثنين وثلاثة..............


*******


على صفحة wordكتبت ما كان يحكي صمتها: (Everything Is Over),نسخت الورقة ,وعلقتها في خزانة ملابسي..


بعض الفرص لا تتكرر أبداً..













الأحد، 30 يناير 2011

لم يعد هنالك بيت حبابي...



ثمة حميمية غريبة تنتابني اتجاه كل شيء قديم ,وارتباط عاطفي قوي ومخيف يجذبني إلى الماضي والطفولة..



أحن إلى كل شيء قديم ودوما أفضله على الجديد مهما تفوق الأخير في ميزاته وخصائصه عن الأول ..


لا زلت أذكر أول حقيبة حملتها على كتفي في سنتي الابتدائية الأولى, ركزت في كل تفاصيل الحقائب بعدها في المحلات واحدا واحدا ,ولم أكن لأجد ما يشبهها أو حتى ما يجذبني ويحدث شيئا من الألفة كما كانت تفعل حقيبتي الأولى ..


لا زلت أذكر جيدا مكتبة الهندي سعيد المقابلة لدكان حبابي, لم تكن أفضل المكتبات في حينا وقتها , ولكنها كانت الأقدم ,والأجمل بكل تفاصيلها القديمة في داخلي, وحده الهندي سعيد من كان يبيع مساحات على شكل كاميرا بألوان شتى , وأذكر أن أول ممحاة اشتريتها من هذا الطراز كانت زرقاء..


الألم الحقيقي والذكرى الحميمية للماضي جميعها تتجلى في بيت حبابي(1) ,حيث كان كل شيء ,الحياة بالنسبة اللي كانت كلها تعني هناك , في بيت حبابي,حيث السنوات العشر الأولى ,مغامرات الطفولة والحماقات والشقاوة,شوارع السفالة, مدرسة المتنبي,دكان حبابي,الهبطة,بيت عمي صالح,شيماء المصرية,هلال الذي رحل سريعا,المطعم الذي علمنا ان نضع الدغوص على الخبز والجبن ونضيف مخلل الجزر اليه ليكتمل ساندويش الطفولة..


كل هذه التفاصيل وتفاصيل تفاصيلها لا زالت تختزنها ذاكرتي , وينفطر قلبي كلما استرجعتها ..


صنعت كل هذه التفاصيل الصغيرة طفولة أعتبرها مثالية وتستحق أن تروى ,إذا ما قارنتها بطفولة الأجيال الراهنة التي تتمثل في السينما والسيتي سنتر والبلاي ستيشن والانترنت الذي لا يمكن تناسيه, طفولة ميتة تخلو من الحياة والتفاصيل ..


أبكي اليوم على كل الذين صنعوا ماضي روايتي ,على الأعمدة الحقيقية التي كنت أستند عليها ومنحتني الكثير جدا من الأمان وجنبتني مخاوف كثيرة..


رحل جدي أهم عمود لذلك البيت الذي صنعني أنا التي أكتب هذه الكلمات الآن ,رحل لينهدم بعده الجزء الأكبر من أساس هذا البيت العظيم,..


ألم يعلم أنه برحيله سوف يحملنا الكثير من العبء والخوف من أن ينهد البيت ويقع فوق رؤوسنا في أية لحظة!


ألم يكن هو من يضيء الحي بأكمله بدكانه الذي كان معبرا لكل نزيل إلى المدينة!


ألم تكن تنتظر اليوم الذي أتخرج فيه من الكلية وأحمل فيه شهادتي!


جدي العزيز:


اليوم أحمل شهادتي بين يدي ولكنني لا أبصر الطريق أمامي ,ثمة إحساس بعدم الأمان يغلف روحي ,لم أعد أرى جيدا ,والكثير من الضباب يضلل طريقي ..


بعد رحيلك بت أخاف من كل شيء , انهد جزء كبير من داخلي ,أغلقوا دكانك ولكن اللوحة التي نقش فيها أسمك لا زالت موجودة كما تركتها,لكنها لم تعد واضحة , ولم أعد أستطيع قراءة اسمك عليها من بعد,ولم تعد سيارتك البيضاء واقفة تحت شجرة الشواب أمام مكتبة الهندي سعيد.


كل شيء تغير بعد رحيلك,نعم كل شيء........


لأول مرة أكتب بهذه السرعة وأتمنى أن لا أتوقف أبدا .


اليوم أغلق باب بيتك يا جدي إلى الأبد , وربما قريبا جدا سيهدم..


هاهي جدتي تلحق بك بعد سنوات ثلاث ,لتغلق خلفها الباب الذي لن يفتح أبدا..


كل الأشياء في تلك البقعة باتت موحشة ,كئيبة,قاتمة


برحيلكما مات كل شيء بالنسبة اللي,الماضي ,الطفولة,الذكريات,الأمان ولم يبقى شيء سوى الخوف والدموع..


لا أدري إن كانت ثمة طريقة يمكن أن يتصالح بها المرء مع حقيقة الموت والفقد, أم أنني انشد شيئا مستحيلا؟


لا أعلم كم من الزمن يلزمني كي أستوعب حقيقة أنه لم يعد هنالك بيت حبابي وذكريات الطفولة ؟


في كل ليلة أحتضن فيها وسادتي يأتيني التساؤل ذاته:من سيكون التالي؟


استرجع في عقلي صور كل الأقربين ,وأهيئ روحي لفقدهم في أية لحظة قادمة ,قد تكون قريبة جدا.


تمر ساعات الليل سريعة باردة أبحث في داخل نفسي عن شيء من الدفء أو بعض من الأمان لأقتات بها في أيامي القادمة ,لكنني في معظم الأحيان لا أجد شيئا ,نعم لم أعد أجد شيئا أتدثر به ,فأبكي طويلا..


يؤذن المؤذن لصلاة الفجر,أقف أمام الله راجية إياه بقوة أن لا يفجعني برحيل أحدهم قريبا ,أرجوك يا رب لا تفعل ...


أقول لأبي منذ أيام: لنرحل من هنا ,فلم يعد لنا شيء في هذه البلاد


بالفعل لم يعد لنا شيء هنا أبدا ,أشعر وكأننا نعيش في عالم لا يمت لنا بصلة,نحيا غرباء في بقعة من الأرض لم تعد لنا ,لا مكان لنا فيها..


كل شيء اندثر ,انهدم وضاع ورحل بلا عودة


جدي,جدتي,هلال,دكان حبابي,بيت حبابي,حتى اللوحة (متجر سليمان ال خليفين) ستزال قريبا من هناك,كرسي جدتي,شجرة الشواب


انتهى كل شيء,وأغلق الباب


لم يعد هنالك بيت حبابي


لم يعد هنالك بيت حبابي.........










(1):حبابي:جدي