من سلسلة أشياء لم أكن على يقين بأنني سأحبها يوما هي السياقة !
في طريق طويل – رجوته ألا ينتهي في مرات بدأت تكثر هذه الايام- أقود سيارتي بالسرعة ذاتها وفي المنطقة الوسطى ذاتها ,يسافر عقلي في رحلة طويلة وعميقة من التفكير والتحليل واتخاذ القرارات , لدرجة أن معظم قراراتي بت أتخذها وأنا أقود السيارة,والتي تكون غالبا قرارات سريعة لا أحسب نهايتها غالبا ,كأن أقرر فجأة أن أذهب للتسوق , رغم أن الواقع يقول بأنه وقت الذهاب إلى الدوام , لا أجدني سوى أبحث عن موقف لسيارتي أمام أحد المولات,أترجل من السيارة بكل ثقة وسرور وأعد قائمة متلطباتي – التي باتت لا تنتهي مع وجود راتب آخر الشهر –في عقلي سريعا ..أخرج بعدها بساعتين لاستمتع بما تبقى من طريقي الطويل ..
أدرت مسجل السيارة ليتساقط المطر الاسود من عيني ماجدة الرومي ...
على جسر العذيبة –الذي أجزم يوما بأنه سينهد قريبا- تتزاحم السيارات كالعادة وتقف بغير انتظام لمدة تزيد عن العشر دقائق ,والتخمين الاول والارجح دائما بأن هنالك مأساة واقعة من الغير طبيعي أن لا تقع ..
علمتني فترة البطالة الطويلة عادة مراقبة وجوه الناس في الاماكن المزدحمة ,كنت أخمن الحكايات وأعطي لكل وجه قصة بل رواية أحيانا,فبعض الوجوه أعمق من أن تستوعبها روايات ,في حين أن بعضها الاخر يبدو خاويا وأقل بكثيرمن أن يحمل حكاية !
تقف أمامي فورد بلون نيلي رهيب,يقودها شاب يبدو في الثالثة والثلاثين من عمره ,يبدو بأن مرآة سيارته الامامية كانت وسيلة تسليته ليقتل ملل الانتظار ,لم تكد عيناه تنفك عن المرآة وكأنه يتابع فيلما ما أو يحل أحجية في جريدة محلية تكرر أخبارها ..
قطع علي المشهد تويوتا كورولا حمراء وقفت بيني وبين صاحب الفورد,بجواري تقف فتاة تقود كيا سوداء ,بدت لي وكأنها عابسة أو أنها كانت من الشخصيات التي يغلب عليها طابع الجدية ,كانت كلها سواد ,سيارتها , شيلتها ,عباءتها ونظارتها الشمسية .. كانت ساكنة حتى أن رأسها بدا لي وكأنه لا يتحرك ..
إلهي .سوااااد وسكووون ...نقلت بصري عنها بسرعة .....بدأ الشارع يتحرك لترى كل قائدي السيارات يبحلقون في حادث كان السبب وراء كل هذا التأخير .
(وأعود إلى طاولتي , لا شي معي إلا كلمات ), وكأن ماجدة الرومي علمت بإنقضاء الزحام فعادت لطاولتها فارغة الا من كلمات كما انطلقت في طريقي ممتلئة بكل شيء سوى عذر أقدمه لمديري عن سبب تأخري !
11:37 am
26th –Dec-2011
Shell
ابتسم بعدما أقرأك يا رحمة
ردحذفيُعجبني أسلوبك الصادق/ العفوي في الحديث عن حياتك
ذات العفوية التي أفتقدها كثيرا منذ دخولي عالم الدراسة الذي سحب البساط عن الـ"أنا" ودفنني وسط أشياء جامدة لا تنبض بالحياة ..
يبدو أني لست الوحيدة التي تنسج الحكايات عن الوجوه التي أمامها
لا أنكر أني وصلت لـ مرحلة تأمل أفواه المتحدثين والتفكير في أنهم يقولون كذا وكذا وأضحك كالمجنونة أحيانا
استمتعي يا رحمة
بـ تفاصيل الحياة
استمتعي بـ كل شيء
فـ نحن نعيش مرة واحدة فقط
لا تتوقفي
أحتاج قراءة نصوص كـ نصوصك
سارة الجميلة!
ردحذفتعلقيك صنع يومي ...
انتظر بدوري كتاباتك ,تعلمين بأن مدونتك المفضلة عندي ..
ود لا ينضب :)