بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 11 مارس 2011

كلمة في الدستور التعاقدي

مما لا شك فيه بأن عمان كمنظومة اجتماعية تتأثر وتؤثر بما حولها من المنظومات الاجتماعية الأخرى ,وما شهده العالم العربي في الآونة الأخيرة من ثورات واعتصامات ومطالبات بإسقاط الفساد وتغيير النظام كان له الدور الأعظم والأكبر في خروج العمانيين من سباتهم العميق والتحرر من فوبيا الصمت التي لازمتهم سنينا طوال ...



منذ ثورة السادس والعشرين من فبراير التي بدأت في صحار وسلسلة الاعتصمات التي امتدت إلى جميع مناطق عمان فيما بعد ,وعمان تعلن دخولها عهدا جديدا من الحرية والصحوة والنضج ..


القضاء على البطالة ,وإسقاط الحكومة ,ومحاكمة المفسدين ورفع الأجور كانت أهم مطالب الشعب الذي اعتصم مناديا بها ما يزيد عن الأسبوعين إلى يومنا هذا ...


ثمة مطلب آخر أصبح يطغى على المطالب الأخرى وينادي به فئة قليلة من العمانيين وأغلبيتهم من فئة المثقفين من كتاب وشعراء ومدونيين ألا وهو الدستور التعاقدي ..


لست هنا بصدد مناقشة بنود هذا الدستور ولا معارضته ولا تأييده ,ولكن الأمر يتطلب الكثير من التعقل والمنطقية ,فمطلب كالدستور التعاقدي يفترض أن يكون غرضه الأول والأخير هو النهوض بالوطن والتواصل بين السلطان وشعبه بدون عوائق وعراقيل , بعيدا كل البعد عن الأغراض الشخصية الأخرى كالتسلق أو التشفي من الحكومة وغيرها...


المطالبة بدستور تعاقدي وفي هذا الوقت بالذات حسب رأيي هو أمر غير عقلاني وغير منطقي البتة لسببين :


السبب الأول : لان هنالك مطالب أساسية وضرورية جدا هي أهم بكثير من الدستور التعاقدي ,بمعنى في ماذا سيفيدني الدستور التعاقدي وأن عاطل عن العمل ما يزيد عن الخمس سنوات؟


ما جدوى الدستور الآن وأنا أرغب في رفع راتبي وتوفير حياة كريمة لي ولأبنائي؟


هل سيكفل لي الدستور التعاقدي حقي في إكمال دراستي ما بعد الثانوية ؟


السبب الثاني:قد تقولون تعليقا على السبب أعلاه بأن الدستور التعاقدي سيكفل لنا كل مطالبنا تلك وسيقوي علاقتنا بالسلطان ,حسنا :هل تعتقدون بأن الشعب العماني الذي يدين الكثير من الولاء والحب والعرفان لجلالته إلى حد القداسة,قد يرضى أو حتى يقتنع بأن يكون شريكا له في اتخاذ قرارات تخص البلاد وهو الذي يثق في سياسته وفي حنكته منذ 40 عاما!!! وخصوصا في هذا التوقيت ,حيث أن السلطان سعى جاهدا لتلبية مطالب الشعب ,وحقق معظمها ,وتأتون الآن لتقولوا للشعب أننا نريد أن نشارك السلطان في أمور هذا الوطن!!لا أعلم حقيقة كيف فكرتم لوهلة أن هذا الشعب بعشقه لشخص السلطان قد يستمع إليكم؟؟؟


السبب الثالث:أن الشعب العماني لا زال كطفلة صغيره لتوها تعلمت كيف تنطق بحروف الحرية وتحارب خوف التلعثم عند الكلام ,أنتم الآن كمن يطلب من طفل بدأ لتوه تعلم الحروف أن يلقي خطابا كبيرا !


الدستور التعاقدي مطلب كبير جدا جدا جدا على شعب كالعماني الذي لا زال يحاول فهم ممارسة الحرية ,هو حرية كبيرة جدا لا زال العماني الحديث العهد بالحريات غير قادر على فهمها أو تعاطيها ..


نحتاج إلى الكثير من التريث وأن نعطي لأنفسنا وللحكومة وللحاكم وقتا لا بأس به كي نهضم ونستوعب التغيرات السريعة والمتلاحقة التي طرأت علينا مؤخرا ,وبعدها قد يكون الوقت قد آن لمناقشة وجود دستور تعاقدي.





الخميس، 3 مارس 2011

رفعت الأقلام وجفت الصحف


كسل فظيع يغزوني منذ ما يزيد عن الأسبوع,بعد صيام لأكثر من شهر عن القراءة والشخبطات التي كنت أبعثرها هنا وهناك..



اليوم يبدو مختلفا إلى حد ما عن ما سبقه من أيام تشابهت حد التماثل ..


اشتقت لصباحات مسقط وضجيجها ,وأذان الفجر من الجامع الأكبر ,أحب هذا النوع من الشوق الذي يأتي بعد فترة طويلة من الانقطاع ,وأتمنى ألا يتكرر كثيرا حتى لا أفقد لذته...


رغم كل هذه المعمعة التي تعيش فيها البلاد ,وبين مؤيد ومعارض ,وقليل محايد ,ووسط دوامة الاعتصامات والخطابات والمطالب ,القوة والعنف تارة ,الهدوء ولغة العقل تارة أخرى ,أجدني أنعم بشيء من الهدوء الداخلي رغم كل سلبيات الحالة ..


الانشغال مع الآخرين في هم مشترك من شأنه أن يخفف الكثير من هم المرء الشخصي ,ثمة حالة من اقتسام الألم والتعب عندما يكون الأمر مشتركا ,قد يكون هذا سببا من جملة أسباب لما أشعر به اليوم..


لست متأكدة بأنني سأودع البطالة ومرحلة البحث عن عمل عما قريب ,ولكنني متأكدة بأنني يجب أن أودع نعمة الفراغ قريبا ..


أن تملك سيارتك الخاصة ورخصة قيادة وأن تغادر بلدا يخلو من كل شيء إلا الفراغ ،إذا فأنت تصعد أول سلم من سلالم الحياة,كل ما سبق ذلك كان الموت بكل مفاهيمه...


لم يعد لدي أدنى استعداد أن أهدر من عمري يوما واحدا إضافيا في الانتظار ...


رفعت الأقلام وجفت الصحف...


الواحدة وست دقائق مساء


2011-03-03


الغُبــــــــــــــرة