بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

حين يكون للحلم ثمن!



عندما يقرر المرء منا أن يكون سعيدا –وهو قرار ليس بالسهل أبدا- فهذا يعني أن يخوض حربا ضروسا مع جميع المحبطات حوله بكافة أشكالها ومقادير تأثيرها وانتشارها في داخه أولا وقبل كل شيء . قد لا يعي مدى صعوبة قرار كهذا الا من كانت لديه نية واضحة وخظوات عمل جادة ازاء محاولة تحقيق هذه المعادلة.


لن أتحدث هنا عن مفاهيم السعادة التي لا حصر لها ,لسبب بسيط جدا وهو أن السعادة أمر نسبي بحت , تختلف كل مواده المتفاعلة وعوامله الحفازة من شخص لأخر وإن كانت هنالك نقاط تقاطع يشترك فيها البعض.


عندما تقرر أن تكون سعيدا فإنك تبذل كل ما تملك من طاقة لتحقيق ذلك , كممارسة الرياضة يوميا بعد ساعات دوام طويلة وعمل منهك جسديا , الابتعاد عن مصادر كثيرة تشعرك بالقرف –وما أكثرها في عصرنا- كالانترنت وصداقات الفيس بوك التي لا طائل منها غالبا , رسم خطة بعيدة المدى على جميع الاصعدة مما قد يفتح لك أبوابا جديدة , التعرف على أناس في محيط عملك قد يكسبك الاحتكاك بهم والاستفادة من تجاربهم دروسا وخبرات في حياتك العملية , تبني هوايات جديدة .....إلخ


بإخنصار أنت تبذل طاقة كبيرة كي تكون إيجابيا ,وتحاول أن تعيش ضمن إطار المعقول وبأن ترسم أحلاما تستطيع تحقيقها يوما .. ولكن ماذا اذا كنت تعيش في وطن يبذل كل ما في وسعه ليقتل أحلامك وطموحاتك ,يجعل أيامك تشبه بعضها .


تناضل لعامين كاملين للحصول على وظيفة ,وعندما تبتسم لك الاقدار قليلا تحصل على وظيفة مؤقتة لا تمت لما كنت تحلم للوصول إليه بصلة , لكنك رغم هذا تسعى جاهدا بأن تتأقلم مع ما هو موجود لانك تتذكر بأنك يجب أن تحقق معادلة السعادة التي ترجوها .. ينتهي عقد العمل الذي حصلت عليه , وهذا يعني العودة مجددا للبحث عن عمل وعن أمل في النهوض بذاتك الحالمة ..


تطرق جميع الابواب , وتظل تنتظر برجاء وترقب فرصة جديدة ..


في وطني :لا تدرس الكيمياء وان كنت لا ترى في قدراتك ورغباتك الا كيميائيا , لانه لا متسع للكيميائيين فيه وهوفي الحقيقة بلد نفطي من الطراز الاول !


في وطني :لا تفكر أبدا بأن تحمل شهادة عليا وان كان طموحك يناهز السحاب , لانه لا يكترث بأن تصبح خبيرا أو متميزا وإنما يفخر كثيرا بالخبراء الوافدين ليمد بهم جسر تواصله مع العالم الخارجي ويثبت له بأنه الأكفأ دوما وأبدا !


في وطني :لا تحلم أبدا بأن تملك منزلا يحتويك وشريك حياتك الا بعد مضي 10 سنوات على زواجكما مع أقساط يمتصها منكم البنك لعشرين سنة قادمة على أقل تقدير !


في وطني : أمامك خيارين لا ثالث لهما في إجازة نهاية الاسبوع :إما أن تعود إلى بلدك الاصلي إن لم تكن من سكان العاصمة أو أن تقضي وقتك تتابع أفلام ام بي سي إن لم تكن ترغب بأن تصاب بإكتئاب محتم من زحام الطريق والاماكن الثلاث ذاتها التي يتصادم فيها كل سكان البلد!


مرهق جدا أن تسير في قطار لا تعلم في اي محطة سيوقفك! وكم من الزمن ستقضي منتنقلا من محطة إلى أخرى !


متعب جدا أن لا تكون متأكدا من أي شيء يخص مستقبلك ,وأن لا تملك خيارا سوى الانتظار وترديد موال (عسى خير ).


أرجوكم كفواعن ترديد عسى خير ,ليتكم تدركون كم من الانكسارات ومن الهروب نخفي وراءها !


مقلق جدا أن تضطر إجهاض كل أحلامك فقط لان وطنك قرر وانتهى الامر بأن الاحلام ليست بالمجان!


نعم .. في وطني للحلم ثمن , ثمنه عمرك ,وصحتك وسعادتك وحياتك بأكملها .


فقط دع كل ما تحب وراءك,اقتل طموحاتك,اجهض أحلامك وامضي مضطرا غير باغ وارضى بالفتات وردد :بلادي وان جارت علي عزيزة .. عزيزة ...عزيزة ..عزيزة ..عزيزة.................


وسط كل هذه المعمعة , عليك أن تعيد النظر جيدا في معادلتك للسعادة ,ستحتاج –بلا شك-مرارا وتكرارا أن تزيد من عواملك الحفازة الداخلية وأنت تبحث عن صبركبير ربما فقط لتعيش!


من قال بأن الاحلام بالمجان فقد كذب ..


في وطني ,قد يكون ثمن حلمك هو حياتك بأكملها !


2:32 م


28\12\2011


shell





الأحد، 25 ديسمبر 2011

من حياة مكررة..



من سلسلة أشياء لم أكن على يقين بأنني سأحبها يوما هي السياقة !
في طريق طويل – رجوته ألا ينتهي في مرات بدأت تكثر هذه الايام- أقود سيارتي بالسرعة ذاتها وفي المنطقة الوسطى ذاتها ,يسافر عقلي في رحلة طويلة وعميقة من التفكير والتحليل واتخاذ القرارات , لدرجة أن معظم قراراتي بت أتخذها وأنا أقود السيارة,والتي تكون غالبا قرارات سريعة لا أحسب نهايتها غالبا ,كأن أقرر فجأة أن أذهب للتسوق , رغم أن الواقع يقول بأنه وقت الذهاب إلى الدوام , لا أجدني سوى أبحث عن موقف لسيارتي أمام أحد المولات,أترجل من السيارة بكل ثقة وسرور وأعد قائمة متلطباتي – التي باتت لا تنتهي مع وجود راتب آخر الشهر –في عقلي سريعا ..أخرج بعدها بساعتين لاستمتع بما تبقى من طريقي الطويل ..



أدرت مسجل السيارة ليتساقط المطر الاسود من عيني ماجدة الرومي ...


على جسر العذيبة –الذي أجزم يوما بأنه سينهد قريبا- تتزاحم السيارات كالعادة وتقف بغير انتظام لمدة تزيد عن العشر دقائق ,والتخمين الاول والارجح دائما بأن هنالك مأساة واقعة من الغير طبيعي أن لا تقع ..


علمتني فترة البطالة الطويلة عادة مراقبة وجوه الناس في الاماكن المزدحمة ,كنت أخمن الحكايات وأعطي لكل وجه قصة بل رواية أحيانا,فبعض الوجوه أعمق من أن تستوعبها روايات ,في حين أن بعضها الاخر يبدو خاويا وأقل بكثيرمن أن يحمل حكاية !


تقف أمامي فورد بلون نيلي رهيب,يقودها شاب يبدو في الثالثة والثلاثين من عمره ,يبدو بأن مرآة سيارته الامامية كانت وسيلة تسليته ليقتل ملل الانتظار ,لم تكد عيناه تنفك عن المرآة وكأنه يتابع فيلما ما أو يحل أحجية في جريدة محلية تكرر أخبارها ..


قطع علي المشهد تويوتا كورولا حمراء وقفت بيني وبين صاحب الفورد,بجواري تقف فتاة تقود كيا سوداء ,بدت لي وكأنها عابسة أو أنها كانت من الشخصيات التي يغلب عليها طابع الجدية ,كانت كلها سواد ,سيارتها , شيلتها ,عباءتها ونظارتها الشمسية .. كانت ساكنة حتى أن رأسها بدا لي وكأنه لا يتحرك ..


إلهي .سوااااد وسكووون ...نقلت بصري عنها بسرعة .....بدأ الشارع يتحرك لترى كل قائدي السيارات يبحلقون في حادث كان السبب وراء كل هذا التأخير .


(وأعود إلى طاولتي , لا شي معي إلا كلمات ), وكأن ماجدة الرومي علمت بإنقضاء الزحام فعادت لطاولتها فارغة الا من كلمات كما انطلقت في طريقي ممتلئة بكل شيء سوى عذر أقدمه لمديري عن سبب تأخري !


11:37 am


26th –Dec-2011


Shell





الجمعة، 16 ديسمبر 2011

حيث تولد أماني , وتنتهي أحلام ..




صباح النهايات التي أرجوها سعيدة لكل من لهم معزة في قلبي .
ديسمبر ... أحب الاشهر وأقربها لروحي, هو نهاية الطريق لأحلام كثيرة انتهى وقت قطافها ,هو بمثابة مرحلة ما بعد اعلان النتائج ,وان كانت على غير ما كنا نصبو اليه فديسمبر هو البلسم المخفف لالتهاب خيبات آمالنا وتعثر أحلامنا ,, في ديسمبر تولد الاماني وتعبئ الارواح بوقود طاقة هائلة يعينها على تحمل العثرات لعام كامل ..



مع ديسمبر بدأت حكايتي , حكاية الميلاد والصرخة الاولى ...هو شهر مثالي جدا , لان مواليده ولدوا مع احلام وأماني جديدة لعام مقبل ... لذلك هم مميزون :)


كان 2011 عاما متناقضا بكل ما يحمله التناقض في طياته من معاني , بدأ بفاجعة وها هو يغادرنا بهدوء وسرعة مخيفة ... لم يكن عام تفاصيل كثيرة بالنسبة إلي , ولكنه كان الاهم اذا ما قارنته بسنين حياتي الماضية ..


في 2011 كبرت أكثر من خمس سنوات , وأدركت الكثير مما كنت قد تغافلته قبل ,كان عاما مرهقا ومتعبا لأقصى الدرجات , تحققت فيه أمنيات كبيرة وأجهضت فيه أحلام أكثر ..


في 2011 تعلمت دروسا كثيرة في الكرامة والعلاقات الاجتماعية والصداقات والعمل ........إلخ


أماني كبيرة مغلفة برجاء كبير وصادق أسعى جاهدة أن ترى النور في عامي المقبل ..


قاتلوا بصدق وبحب من أحلامكم وعيشوا كل لحظاتكم القادمة بفرح ..فلا شيء يستحق أبدا أن يحرمنا بهجة دقائق لن تعود أبدا ..


كل عام وأنا أكثر اشراقا وفرحا وأنتم أكثر حبا وتألقا ..


11:04 ص


17\12\2011


Shell