بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 يناير 2011

لم يعد هنالك بيت حبابي...



ثمة حميمية غريبة تنتابني اتجاه كل شيء قديم ,وارتباط عاطفي قوي ومخيف يجذبني إلى الماضي والطفولة..



أحن إلى كل شيء قديم ودوما أفضله على الجديد مهما تفوق الأخير في ميزاته وخصائصه عن الأول ..


لا زلت أذكر أول حقيبة حملتها على كتفي في سنتي الابتدائية الأولى, ركزت في كل تفاصيل الحقائب بعدها في المحلات واحدا واحدا ,ولم أكن لأجد ما يشبهها أو حتى ما يجذبني ويحدث شيئا من الألفة كما كانت تفعل حقيبتي الأولى ..


لا زلت أذكر جيدا مكتبة الهندي سعيد المقابلة لدكان حبابي, لم تكن أفضل المكتبات في حينا وقتها , ولكنها كانت الأقدم ,والأجمل بكل تفاصيلها القديمة في داخلي, وحده الهندي سعيد من كان يبيع مساحات على شكل كاميرا بألوان شتى , وأذكر أن أول ممحاة اشتريتها من هذا الطراز كانت زرقاء..


الألم الحقيقي والذكرى الحميمية للماضي جميعها تتجلى في بيت حبابي(1) ,حيث كان كل شيء ,الحياة بالنسبة اللي كانت كلها تعني هناك , في بيت حبابي,حيث السنوات العشر الأولى ,مغامرات الطفولة والحماقات والشقاوة,شوارع السفالة, مدرسة المتنبي,دكان حبابي,الهبطة,بيت عمي صالح,شيماء المصرية,هلال الذي رحل سريعا,المطعم الذي علمنا ان نضع الدغوص على الخبز والجبن ونضيف مخلل الجزر اليه ليكتمل ساندويش الطفولة..


كل هذه التفاصيل وتفاصيل تفاصيلها لا زالت تختزنها ذاكرتي , وينفطر قلبي كلما استرجعتها ..


صنعت كل هذه التفاصيل الصغيرة طفولة أعتبرها مثالية وتستحق أن تروى ,إذا ما قارنتها بطفولة الأجيال الراهنة التي تتمثل في السينما والسيتي سنتر والبلاي ستيشن والانترنت الذي لا يمكن تناسيه, طفولة ميتة تخلو من الحياة والتفاصيل ..


أبكي اليوم على كل الذين صنعوا ماضي روايتي ,على الأعمدة الحقيقية التي كنت أستند عليها ومنحتني الكثير جدا من الأمان وجنبتني مخاوف كثيرة..


رحل جدي أهم عمود لذلك البيت الذي صنعني أنا التي أكتب هذه الكلمات الآن ,رحل لينهدم بعده الجزء الأكبر من أساس هذا البيت العظيم,..


ألم يعلم أنه برحيله سوف يحملنا الكثير من العبء والخوف من أن ينهد البيت ويقع فوق رؤوسنا في أية لحظة!


ألم يكن هو من يضيء الحي بأكمله بدكانه الذي كان معبرا لكل نزيل إلى المدينة!


ألم تكن تنتظر اليوم الذي أتخرج فيه من الكلية وأحمل فيه شهادتي!


جدي العزيز:


اليوم أحمل شهادتي بين يدي ولكنني لا أبصر الطريق أمامي ,ثمة إحساس بعدم الأمان يغلف روحي ,لم أعد أرى جيدا ,والكثير من الضباب يضلل طريقي ..


بعد رحيلك بت أخاف من كل شيء , انهد جزء كبير من داخلي ,أغلقوا دكانك ولكن اللوحة التي نقش فيها أسمك لا زالت موجودة كما تركتها,لكنها لم تعد واضحة , ولم أعد أستطيع قراءة اسمك عليها من بعد,ولم تعد سيارتك البيضاء واقفة تحت شجرة الشواب أمام مكتبة الهندي سعيد.


كل شيء تغير بعد رحيلك,نعم كل شيء........


لأول مرة أكتب بهذه السرعة وأتمنى أن لا أتوقف أبدا .


اليوم أغلق باب بيتك يا جدي إلى الأبد , وربما قريبا جدا سيهدم..


هاهي جدتي تلحق بك بعد سنوات ثلاث ,لتغلق خلفها الباب الذي لن يفتح أبدا..


كل الأشياء في تلك البقعة باتت موحشة ,كئيبة,قاتمة


برحيلكما مات كل شيء بالنسبة اللي,الماضي ,الطفولة,الذكريات,الأمان ولم يبقى شيء سوى الخوف والدموع..


لا أدري إن كانت ثمة طريقة يمكن أن يتصالح بها المرء مع حقيقة الموت والفقد, أم أنني انشد شيئا مستحيلا؟


لا أعلم كم من الزمن يلزمني كي أستوعب حقيقة أنه لم يعد هنالك بيت حبابي وذكريات الطفولة ؟


في كل ليلة أحتضن فيها وسادتي يأتيني التساؤل ذاته:من سيكون التالي؟


استرجع في عقلي صور كل الأقربين ,وأهيئ روحي لفقدهم في أية لحظة قادمة ,قد تكون قريبة جدا.


تمر ساعات الليل سريعة باردة أبحث في داخل نفسي عن شيء من الدفء أو بعض من الأمان لأقتات بها في أيامي القادمة ,لكنني في معظم الأحيان لا أجد شيئا ,نعم لم أعد أجد شيئا أتدثر به ,فأبكي طويلا..


يؤذن المؤذن لصلاة الفجر,أقف أمام الله راجية إياه بقوة أن لا يفجعني برحيل أحدهم قريبا ,أرجوك يا رب لا تفعل ...


أقول لأبي منذ أيام: لنرحل من هنا ,فلم يعد لنا شيء في هذه البلاد


بالفعل لم يعد لنا شيء هنا أبدا ,أشعر وكأننا نعيش في عالم لا يمت لنا بصلة,نحيا غرباء في بقعة من الأرض لم تعد لنا ,لا مكان لنا فيها..


كل شيء اندثر ,انهدم وضاع ورحل بلا عودة


جدي,جدتي,هلال,دكان حبابي,بيت حبابي,حتى اللوحة (متجر سليمان ال خليفين) ستزال قريبا من هناك,كرسي جدتي,شجرة الشواب


انتهى كل شيء,وأغلق الباب


لم يعد هنالك بيت حبابي


لم يعد هنالك بيت حبابي.........










(1):حبابي:جدي

الثلاثاء، 25 يناير 2011

رحلة بالداسار





بالداسار رجل أربعيني ,يعمل في تجارة التحف الثمينة,والكتب القديمة. يهديه إدريس العجوز كتاب المئة والذي يسمى أيضا بالمازندراني الذي كان بالداسار كثيرا ما يسمع عنه من تجار وأمراء يأتون إليه من مختلف أنحاء العالم للسؤال  عنه..
في لحظة ضعف أمام مبلغ باهظ من المال من أمير قسطنطنية ,يبيع بالداسار الكتاب ,وسرعان ما يشعر بالندم اثر توبيخ ابنا شقيقته له وتنبيه بأهمية الكتاب..
يقرر بعدها بالدسار السفر الى القسطنطنية لاسترجاع الكتاب ، فينطلق من بلدته جبيل مع خادمه وابنا شقيقته , ويمرون على بلدان كثيرة ويتعرفون على شخصيات كبيرة ويعايشون أناسا كثر, يكتشف بالداسار في منتصف رحلته بأن احد السفن هاجمت السفينة التي كان يبحر فيها أمير القسطنطنية ليموت الأمير ويضيع الكتاب ,هنا تبدأ مغامرات طويلة ينتقل فيها بالداسار الى أزمير ويعيش رعب سنة الوحش التي دارت فيها الشائعات بأن العالم سينتهي بعد عام فقط, يعيش بالداسار قصة حب مع أرملة جاءت من جبيل أيضا ويفقدها فيما بعد في ظروف صعبة, يواصل بالداسار رحلته لتقفي أثر الكتاب الذي يجده أخيرا في لندن, ويشرع في قراءته ليدرك أنه ليس بالأهمية التي كان يرجوها,وأن أهم مكسب له من هذه الرحلة هي المعارف والبلدان والشخصيات والظروف التي عاشها وكيف تغلب عليها..
لغة النص كانت قوية ومشوقة , والرواية بأكملها عبارة عن يوميات مدونة جاءت على لسان بالداسار وهو الراوي الوحيد في فيها..
التاريخ حاضر وبقوة في الرواية , ولعل ما ذكر عن سباتاي يؤكد ذلك..
الحوار كان قليلا في الرواية , والتفاصيل المكانية والزمانية أكسبت الرواية تسلسلا ممتازا في الأحداث..
في الفصل الأخير من الرواية ثمة تفاصيل طويلة أدى الإسهاب فيها  وتكرارها أحيانا إلى بعث الملل في نفس القارئ (لقاء بالداسار بغوريور في جنوى )
بصفة عامة الرواية جميلة وأسلوبها قوي ,وأنصح بقراءتها..



الاثنين، 24 يناير 2011

بعيد جدا...




في ليلة قمرية من تشرين الثاني لمحته للمرة الأولى من نافذة المنزل الخلفية, لم يكن ليثير اهتمامي..



بعدها بليلتين, جاءني في المنام ليعطيني كراسا أحمر...


من يومها , نبت لي جناحين, وطفقت أبحث عنه ,خلف غيمة باكية,فوق قمر ناعس,بين ثنايا تجمع نجومي...


إلتقينا في صبيحة ماطرة, وأهداني صرة حمراء أيضا...


لم نتواعد على لقاء آخر...


انكسر جناحي الأيسر...


حل تشرين ثاني آخر ومرت جميع لياليه القمرية ولا زلت أحتفظ بالصرة الحمراء...


اليوم أبصر القمر وأراه بعيدا جدا..













الأحد، 23 يناير 2011

In Simple Words...

I can't understand how come that this great weather outside
 couldn’t make me happy or at least impressed of its beauty!

The situation for me is like something usual which happened daily !

I wonder : is that healthy?

After this long time of un employment I feel very scared to write one sentence in English . I was thinking that reading can compensate all the emptiness that absence of social life and studying has caused it , however recently I discovered that is completely un true and time to change many un realistic beliefs and thoughts has came no doubt …

I believe that realizing the importance of change itself is a good step to move forward in your life, but kind of hesitant and fear is controlling me ..

Strong will, self confident, patience and optimism are the basic things in order to get the required results ,but still I feel something is missing .

Maybe it is the ability to enjoy the beauty around you , which I miss those days.

In simple words ; life is no longer fascinates me .









الجمعة، 14 يناير 2011

تيجي زي ما تيجي..



    
تأتي لحظة في الحياة يتوقف فيها كل شيء,ونظل نحدق فيما قبلها بدهشة ورهبة,يقف عندها العمر,الذكريات,الخطط,الأحلام بسكون غير مفسر..



فكرت كثيرا بلا مبالاة في ما بعد التخرج ,وعندما حان الوقت وقفت ببلادة مصدومة من لحظة كنت أظنها لن تأتي ,أو على الأقل سيكون لدي من الزمن والاستعداد الذهني والنفسي ما يكفي للإعداد لها..


سريعا جدا مرت الأيام, وها هي الحياة تسيرني حسب ما تشتهي,أقف مستسلمة لكل شيء وراضية بكل الأوضاع..


ربما كان من الأجدر بي تبني هذا الموقف منذ البداية بدل إهدار أكثر من عام في الندم وحساب الأيام بضجر مقرف..


لا أجده سيئا جدا أن يكون المرء عاطلا عن العمل لعام وبضعة شهور إذا ما قارنا ذلك باللهاث وراء إعلانات الوظائف ولعن الحظ والعيش في قفص الأحلام والخيالات الواسعة..


لن أنتظر شيئا ,ولن أرهق عقلي بالتفكير مليا بما تخبئه الأيام القادمة..


مجموعة متنوعة لا بأس بها من الكتب+مسلسلات بقصص معادة+30 فيلم في الdesk top كفيلة بقتل الرتابة والفراغ لبعض الوقت ,إلى أن أخترع معطلات أخرى للوقت في إشعارات أخرى.


امضي يا زمن ,ولتعليمينا يا حياة ......

الاثنين، 10 يناير 2011

غرباء...






عرفتها في سنتي الابتدائية السادسة, كنا نتنافس على المركزين الثاني والثالث في الفصل,اقتربت مني كثيرا وكنت باردة أكثر...



مرت السنوات وأصبحنا صديقتين, لا أتصل بسواها لمعرفة التحضير والواجبات في غياباتي الكثيرة والغير مبررة غالبا...


سنوات أربع انقطعنا عن التواصل,وانشغلنا بالدراسة الجامعية وغيرها


بالأمس تخرجنا, وعاد التواصل شيئا فشيئا.


زارتني صباح السبت ,جلست في كرسي يقابلني, كانت تتحدث أكثر مني وهذه لم تكن العادة أبدا, مظهرها ,لهجتها, أحاديثها كلها كانت مختلفة


كنت أستمع وأبتسم بين الحين والآخر, لم أجد ما أتحدث عنه,وكأنني ألتقيها للمرة الأولى!


لم تكن هي هي ولم أكن أنا هي أنا.....







السبت، 8 يناير 2011

وأغلق الباب ...






منذ أشهر ثلاث وشعور بالخوف وعدم الأمان يسكنني , ولم أكن أبدا متفائلة بالسنة الجديدة على كافة الأصعدة, وجاء الرابع من يناير سريعا ليؤكد قلقي ويبرره, ويزيد حكاياتي مع الموت لتصبح أربعا ..



كل الأحداث مرت سريعا وبدون مقدمات,وكأنك في حلم تحاول تكذيبه , أو ربما رواية ذات تفاصيل كثيرة مكررة لم تُحبك أحداثها كما يجب, ولكن رغم تكرار الأحداث وتشابهها مع رواية سابقة إلا أن ثمة إحساس أكثر قسوة وألما يخيم عليك هذه المرة .


هل يمكن أن تشبه الأحزان بعضها حد التطابق!


هل الموت واحد!!


هل سنلتقيهم يوما في حياة أخرى!!


من سخرية الحياة وألاعيب الأقدار أن تذرف الكثير من الدموع في ساعة يطلق فيها آخرون الكثير من الزغاريد والضحك ..


برحيلها أغلقت الباب عن بيت لن يفتح بعدها..


ولم يعد هنالك بيت حبابي!!


(رحمك الله ,وأسكنك روضة من رياض الجنة)


اللهم آمين..