بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 سبتمبر 2010

هلوسة




دوما أتساءل وأفكر كثيرا: ألا توجد طريقة يمكن أن يلجأ إليها الإنسان هربا من التفكير!



تساؤل كهذا بحد ذاته يحتاج إلى الكثير من التفكير, وبالتالي التعب وبالتالي لا نتيجة , لأعود بعدها إلى نقطة البداية.


ماذا لو اخترع العلماء دواء يوقف المخ من التفكير في كل شيء لمدة ساعة واحدة على الأقل بمعدل مرتين في الأسبوع!


انه لأمر ايجابي أن نأخذ استراحة من التفكير , لنريح أرواحنا وعقولنا من كل ما يحيط بنا من أفراح وأتراح , واجبات وعلاقات , خطط وأحلام , طموحات وأهداف وكل ما يرهق ...


الحقيقة التي توصلت إليها مؤخرا هي أن الحماس والتفاؤل, الأحلام الطموح هي أكثر ما يرهق الإنسان نفسيا , ويجعله دائم التفكير وكثير الأرق وقليل التركيز..


جميعها تستنزف منا الكثير , وتجعلنا أسرى لها , وتقننا , وتجبرنا على الالتزام وان نكون مثاليين جدا .


بدأت اصدق ايميل سيوران حين قال: (لا ينتحر إلا المتفائلون,


المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التفاؤل.


أما الآخرون، فلماذا يكون لهم مبرر للموت وهم لايملكون مبررا للحياة ؟!!)


أوليس من الأفضل للمرء أن يعيش في هدوء بدون التزامات الأحلام, والطيران بطموحات توقعه مع كل نسمة هواء عابرة, وتفاؤل يقنن تصرفاته ويلزمه كثيرا من المثالية!!!





الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

هاجس فتاة!



مما لا شك فيه أن هاجس الزواج بات الهم الأكبر لفتاة القرن الواحد والعشرين , واخص بالذكر هنا الفتاة العربية, وبالطبع لا يمكن اعتبار هذا التفكير النمطي الذي تشترك فيه معظم فتيات جزيرتنا العربية أمرا نابعا من عقلية بدائية أو فارغة , وإنما هو انعكاس لثقافة وعادات وتقاليد تجزم وبقوة بأن الفتاة مهما وصلت إلى ما وصلت إليه من العلم والثقافة وغيرها مردها إلى بيت زوجها وتربية أبناءها.



لا نستطيع أن نتهم ثقافة كهذه بالرجعية , لكون الزواج كارتباط بالجنس الأخر فطرة خلقت فينا , ويصعب أو ربما يستحيل علينا إنكارها.


لكن المشكل الحقيقي يكمن عندما تتحول هذه الفطرة والضرورة إلى هاجس حقيقي يؤرق كل فتاة اليوم حالما تدخل سن العشرين.


اليوم: ما إن تنهي الفتاة المرحلة الثانوية وتنتقل إلى مرحلة جديدة ودراسة جامعية حتى يبدأ الحلم ورسم مواصفات فارس الأحلام , وربما خوض تجاري عاطفية نابعة من رغبة في اكتشاف الجنس الأخر والتحليق في عالم الرومانسية والحب.


كل هذا يعتبر أمرا طبيعيا جدا في هذه المرحلة العمرية التي تمر بها كل فتاة, بل إن هنالك دراسة علمية تؤكد بأنه من غير الطبيعي أن تمر هذه المرحلة العمرية على الفتاة دون أحلام الارتباط والحب الوردية.


الهاجس الحقيقي يبدأ بقوة عندما تصل الفتاة إلى سن الخامسة أو السادسة والعشرين وما بعدها دون أن يكون الباب قد دق ا وان عريس الغفلة قد تأكد وجوده, تبدأ عندها الفتاة في الدخول في حالة من القلق والخوف والترقب المخيف أحيانا.


رعب كهذا تعيشه الفتاة يلعب فيه المجتمع بثقافته وعاداته وتقاليده دورا كبيرا, ولكن الدور الأكبر والرئيسي هنا هو موقف الفتاة العربية نفسها من هذا الأمر .


يعني –كفتاة عربية- وصلت إلى سن يعتبرها المجتمع خطرة , ولم يصل فارس الأحلام بعربته وحصانه الأبيض , ما الذي يمكنني فعله حيال هذا الأمر !!!


في نهاية هي مسالة أقدار , ولا يستدعي الأمر خلق دوامة من التشتت والهواجس لا طائل منها.


من وجهة نظري : هذه الهواجس من قبل الفتاة هي العامل الأساسي في تأكيد ثقافة المجتمع عن ما يسمى بالعنوسة ونظرة الشفقة التي يبدونها اتجاه من تأخرت في الزواج.


لا يفوتني هنا أن اذكر نقطة مهمة للغاية وهي أساس وسبب رئيسي لكل هذا الهاجس , ودعوني استفتحها بسؤال


ما الذي يمكن أن يشغل الفتاة العربية بعد الدراسة الجامعية أو عندما تصل إلى الخامسة والعشرين؟


سيارة , وظيفة, وزوج


وفقط


لست أبالغ هنا إطلاقا, وقلة قليلة من يسعين إلى التميز والإبداع ,


لذلك فان قلة الاهتمام , وحصر التفكير في الزواج وحده, حتما سيخلق حالة من الملل والفراغ بكافة أشكاله, بل ويؤدي إلى هدر طاقات كبيرة.


لذلك نجد أن انجازات كثير من النساء , وإقبالهن على العمل والحياة ,والحلم يقل بل ويندثر أحيانا بتأخر سن الزواج.


الأمر محزن ويثير الحنق في الوقت ذاته, وأتحدث هنا كفتاة في منصف العشرينيات بأنني أجدها قمة في الحماقة والغباء والضعف بأن توقف المرأة حياتها , وتحصر تفكيرها, وتضيق آفاقها وتطلعاتها, وتدمن الإحباط واليأس والهواجس لمجرد تأخر سن الزواج..


فلتعذرنني أخواتي الفاضلات, ولكن إن كان تفكيركن قد وصل إلى هذه الدرجة من الرجعية , فبكل تأكيد قوقعة الضعف واليأس وهالة الخوف التي تحيط بعوالمكن الآن هي من اختياركن, وكل يتحمل نتيجة اختياره!!





السبت، 25 سبتمبر 2010

متى سيرحمك الله يا مسقط!!!



مما لا شك فيه بأن العاصمة في كل دولة تنفرد بميزات لا تتمتع بها غيرها من المناطق الأخرى في الدولة نفسها, فالعاصمة كانت ولا زالت تمثل الصورة الحقيقية والواجهة للدولة بأكملها...هذه هي الفكرة النمطية رسخت وقُرأت علينا في كتب التربية الوطنية على مدار سنوات الدراسة في المدرسة والجامعة أيضا..



لنأتي إلى الواقع وندع المقدمات الطويلة جانبا ونتساءل :هل تمثل مسقطنا بالفعل الصورة والواجهة الحقيقية لعماننا بأكملها؟


والى أي مدى ترتبط مسقط اجتماعيا وثقافيا وحتى اقتصاديا بمناطق وولايات عمان الأخرى؟


لنحدد ما إن كانت مسقط بالفعل واجهة للبلاد بأكملها, فمسقط يجب أن تتداخل في نقاط تقاطع كثيرة وكبيرة مع مناطق عمان الأخرى, بعبارة أخرى أن مسقط يجب أن تكون مرتبطة بهذه المناطق ارتباطا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا....الخ, وهكذا فان الأمرين مرتبطين ببعضهما ارتباطا وثيقا , بل يكادان يحملان الإجابة والاستنتاج ذاته..


لو فكرنا قليلا في الرابط المشترك أو نقاط تقاطع بين مسقط ومناطق أخرى لنأخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر : ازكي,سمائل,صحم,عبري ,إبراء,المضيبي,المصنعة وجعلان..


لوجدنا أن نقطة التقاطع الوحيدة بين هذه المناطق والعاصمة هي أن جميعها تقع في بقعة جغرافية واحدة في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتسمى عمان!!


ولوجدنا أيضا بأن جميع الأنشطة الثقافية من أمسيات أدبية ونواد علمية وناد ثقافي, ومعارض تصوير وفنون تشكيلية, وأوبرا وموسيقى وسينما معتبرة ومهرجانات تنحصر في مسقط وحدها, وهذا يوضح لنا الانفصال الثقافي الحقيقي الذي تعيشه مسقط عن المناطق العمانية الأخرى...


فلا نعجب من مواطن يقطن عبري أو جعلان ولم يدخل سينما أو يحضر أمسية ثقافية في مسقط في حياته كلها!!


ولا نستطيع أن نعتب على عماني يقطن إبراء أو سمائل أو صحم إن كان لم يسمع بدار الأوبرا العمانية أو أن هنالك جمعية للفنون التشكيلية في عمان أصلا!!


لا نستطيع أن نلوم كل هؤلاء إن كانت كل أمانيهم ومواهبهم قد ماتت لأنهم لا يملكون عائدا ماديا يعينهم على السكن في العاصمة وتتبع عالم الثقافة في عمان والذي تمثله مسقط وحدها!!


والباحث عن عمل الذي قد تجبره ظروفه الخارجة عن إرادته بأن يقبل راتبا زهيدا في ولايته حتى وان حمل مؤهلا دراسيا عاليا,فقط لان كل الشركات الخاصة والوزارات والدوائر الحكومية التي تحمل شواغر لرواتب عالية تتركز في مسقط,هذا انفصال اقتصادي أيضا تعيشه مسقط..


وحتى غير سكان مسقط الراغبين بالعمل فيها يكتون بنار الإيجارات التي قد تستهلك أكثر من نصف رواتبهم أحيانا, وفي حقيقة الأمر الحالتين سيان, ووحدهم سكان مسقط هم الرابحين!!


ناهيك عن العيادات الخاصة والخدمات الطبية التي تتمتع بها مسقط وحدها دونا عن المناطق الأخرى , والجامعات والكليات ووسائل الترفيه , والطرق وحتى الماء!!!!!!!!


أبعد كل هذا لا زلنا ننادي بأن مسقط هي الواجهة والصورة الحقيقية لعمان!!!!!!!




 ولكن تكشف لنا الأيام يوما بعد آخر بأن هذا الانفصال الذي تعيشه عاصمتنا عن باقي أقطار وطننا الأخرى , والازدهار العمراني الذي تشهده ينعكس سلبا على استقرارها ونظامها ومن كونها مكانا صحيا للعيش بسبب التدفق السكاني الكبير الذي تعيشه ..فقد باتت كئيبة مقرفة لا يتطلع المرء إلا لإجازة نهاية الأسبوع ليهرب من ازدحامها وقتلها للوقت والصبر والأرواح معا, فقد باتت مسقط تشكل أعلى نسبة للتلوث والحوادث المرورية في عمان بأكملها..


هذا الأمر يحتاج إلى وقفة طويلة جدا جدا , ودراسة مفصلة وخطة عمل دقيقة من جهات الدولة المسؤولة , وإلى ذلك الوقت لا نملك إلا أن نقول( فليرحمك الله يا مسقط)...

الجمعة، 17 سبتمبر 2010

ليلة تحت ضوء القمر





ليس سيئا للغاية أن تعيش سويعات من ليلة صامتة بدون لعنة تكنولوجية تسمى كهرباء.



ستقضي أجمل ساعات ليلتك في حوش المنزل تتأمل النجوم و السماء وكأنك تراها للمرة الأولى..


ستعيش مع ذاتك ومع ذوات الآخرين الحقيقية وتستشعر صفو أرواحهم التي لم تكن ربما لتستوعبها قبل اليوم قط..


أن تكون بلا ضوء مصباح أو تلفاز أو انترنت يعني أن تكون في عالم واسع لا تقننه لعنات التكنولوجيا بكافة أنواعها, وان تقطع الوقت بنجاح قبل أن يقطعك..


ستتعلم حينها أن تكون معطاء كالقمر , وستدرك بأن ثمة أمور لا تنكشف روعتها وجمالها إلا إذا حرمنا من أخر لطالما خدعنا بقوتها وتأثيرها علينا..


ستسهر وقتها مع نسمات الليل الباردة, وصوت الأرجوحة الخضراء بمحاذاة شجيرة ياسمين تعطر ليلتك الهادئة..


ليس مزعجا أبدا أن تحيا ليلة واحدة بلا إزعاج تكنولوجي , وغزو فكري وجسدي وروحي أدمناه ولا زلنا ندمنه طويلا جدا..






صباح الاثنين 13\9\2010


رابع أيام عيد الفطر

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

حنين وجنون



بعض الحكايات تأبى أن تنتهي وان كان ستارها قد أسدل منذ اجل طويل .. ثمة ما يجعلنا نتلصص عليها من وقت لأخر ...



ربما لنطمئن أرواحنا ونعيد إليها بعضا من عبق الماضي ..


الماضي لا ينتهي أبدا , وان اختلفت حكايات وعودنا مع ذواتنا لتناسيه أو البعد عنه, يبقى هنالك شوق يصعب مقاومته , أو حتى محاولة عدم الاعتراف أو الاكتراث به..


اليوم أجدني لا زلت اشتاق لدور البطولة في تلك الرواية التي لم تكن فصولها لتكتمل , أو ربما تلك الأخرى التي انتهت حتى قبل أن تبدأ..


ليست أوهاما تلك الرواية, وان تباينت فيها ادوار الأبطال عن الحقيقة , ولم تكن تفاصيلها المكررة سرابا, لكنها فقط أبت أن تكتمل..


الجنون بكل تناقضاته قد يفلح أن يكون رواية ناجحة بغض النظر عن اكتمال فصولها..


البطل واحد في جميع الروايات السابقة ,وحده من يجيد أداء هذا الدور باحتراف لا شك فيه, ويفك عقدا ويصنع أخر , حتى وان كلفه الأمر التخلي أو استبعاد أطراف أساسية في الرواية إن كان ذلك سيخدم الرواية..


البطل هنا كل شيء , ومهما وصلت إخفاقاته , فلن يكون أبدا لا شيء , وإلا لما كان للرواية أن تكون أبدا..


شوق جارف جدا لا ادري إلى ما هو , قد يكون لكتاب عميق بعبق كوب نسكافيه, أو ربما لكثير من الهدوء والنوم...


تصبحون على عبق وشوق.


8\9\2010


11:46 م


ابرا



الجمعة، 3 سبتمبر 2010

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه

من الظواهر التي أصبحت تثير حنق المرء وغيظه مؤخرا في مجتمع كعمان هي لعبه الألقاب المجانية الكبيرة



لا يكاد يخفى على أي مطلع على الحركة الادبيه و الثقافية في الساحة العمانية سواء من بعيد أو من قريب أن جميع العمانيين أصبحوا وبدون سابق إنذار قصاص أو كتاب أو شعراء أو روائيين أو أدباء, بغض النظر عن ماهية أو جودة ما يكتبون ..


يكفي أن يكون الواحد منهم جريئا بدرجه ما لينشر بعضا من محاولاته المتواضعة جدا في كتاب ليعطى لقب قاص أو أديب أو ....أو.... الخ الحقيقة المؤكدة هنا أن الكتابة هي حرية شخصيه قد تكون مطلقه في أحيان كثيرة , ومن الصعب جدا أن تقنن ..وهي حق للجميع يمارسه متى أو كيفما أراد بغض النظر عن أغراضه المتباينة والمستترة باسمها...


ولكن , ليس كل ما يكتب يجب أن ينشر أو بعبارة أخرى صالح للنشر!!! على الكاتب أن يكون انتقائيا جدا في ما ينشره خصوصا بعد تجربته الكتابية الأولى, وان يعطي لفكره وقلمه فرصه لينضج وليقيم تجربته ...


ما نراه في الساحة العمانية هو تهافت الجميع للنشر, والاهتمام جدا بالكم لا بالنوع ..


ثمة من يجمعون كل محاولاتهم الكتابية بغض النظر عن مسمياتها وتصنيفاتها في كتاب مطلقين عليها *مجموعه قصصيه* .. عندما تأتي كقارئ وتبدأ بالقراءة تجد أن كل ما في المجموعة شخبطات وكلام غير مترابط لا يمت للقصة بصله لا من بعيد ولا من قريب ..


على سبيل المثال : مجموعه قصصيه بعنوان (.......) لقاص عماني


(فلان الفلاني)...


تبدأ بقراءة القصة الأولى ,العنوان , لتربط في ذهنك أن فحوى القصة مرتبط بعنوانها , تنتهي من الصفحة الأولى ولم تستوعب شيئا متمنيا أن تفهم التي تليها ... إلى آخر القصة ..


لا حوار , لا شخوص, لا عقده, لا عنصر تشويق, العنوان صارخ مبهم لا يمت للمضمون بصله , ناهيك عن النهاية ,,وهكذا إلى آخر قصه في المجموعة ...


معضلة حقيقيه أن نطلق على هذا الإصدار مجموعه قصصيه أو على الكاتب قاصا...


هذه تعتبر اهانه للأدب, وللكتابة ,وللكتاب الحقيقيين ......


هل نشر وبيع شخبطات كهذه تحت مسمى (مجموعه قصصيه) في معرض كتاب أو مكتبات وحده كافيا لوصفها بالجيدة!!!


مره أخرى : من حق الجميع أن ينشر , وان يقرا له, وان يعطى الفرصة لينتقد قلمه وان يقيم , و إلا فلن يتطور قط


ولكن يجب أن نحاول جاهدين غربله هذه الكتابات مع أصحابها ,,,وهذا أمر تستطيع دور النشر تحقيقه أن كانت تفهم شيئا من مسؤولياتها ومن واجباتها إزاء الأدب والعملية الكتابية, وان تكف عن نشر كل شيء فقط لتتباهى بكم الكتب التي نشرتها!!


من ستخرج لنا هذه الساحة مثقفين وكتابا حقيقيين!!!!!


ومتى سنشفى من لعبه الألقاب المجانية هذه ليرحم الله كل امرئ عرف


قدر نفسه!!!









الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

أرق ومزاج رائق








أن تكون في مزاج رائق, وتبدأ الدخول في مرحلة رضا ما عن حياتك وظروفها التي كنت قد ظللت فترة طويلة ساخطا عليها , وترفع الراية البيضاء لكل أحداث حياتك, بما فيها المزعجة , ولكنك رغم كل هذا تصاب بأرق غريب جدا , او بصدق ادق هو غياب النوم , فتنام ست إلى سبع ساعات اليوم , وتظل مستيقظا طوال الغد!!



أيعقل أن يكون الأرق وغياب النوم ضريبة للمزاج الرائق والراحة النفسية؟


ثمة أناس عندما يشعرون بالسعادة بعد طول تعاسة واختناق , يصابون بالأرق , فتختفي لديهم الرغبة في النوم , ولا يكون النوم حاجة بيولوجية أساسية لديهم , لان الساعات التي قد يقضونها في النوم ستنقص من عمر سعادتهم , واظنني انتمي إلى هذه الكوكبة من الغرائبيين من بني البشر.


أن تكون سعيدا , يعني أن لا ترهقك دروس تعلم السياقة منذ الصباح الباكر , حتى وان أغدقتك المدربة إهانة وتسفيها لأنك تدخل محطة تعبئة الوقود من المخرج وتخرج من المدخل , وتكون هي المرة الخامسة أو ربما السادسة التي تكرر فيها الخطأ ذاته..


أن تكون مبتهجا وساكنا يعني أن البحث عن عمل لا يعد معضلة حقيقة بعد الآن , بل على العكس تماما هو نعمة يفتقدها كثيرين , لأنك ستكون حرا بلا حدود ومبدعا أيضا, تمارس كل أنواع الجنون وتسهر وتنام متى ما شئت , فليس ثمة ما يقيدك أو يحرمك ويقتل وقتك..


أن تكون رائقا يعني أن لا مانع نفسي من أن تقضي خمس ساعات من يوم صومك تطبخ بيتزا, خلية النحل, لقمة القاضي , شوربة ربيان , وجميع أخواتك لا يكترثن حتى بمجاملة سؤالك إن كنت بحاجة لمساعدة (طبعا هذا لا يحدث إلا عندما تكون في قمة صفاءك وهو نادر جدا)


أن تكون سعيدا هو أن لا تستثقل مناسبات اجتماعية كنت لا تطيقها , لتصبح صلة الأرحام والزيارات العائلية من أحب الأمور إلى نفسك , حتى لو اضطرك الأمر بأن تتعامل مع من لا تحب.


أبعد كل هذا يهاجمك شبح الأرق وعليك أن تدفع ضريبة !!


حسنا , سأكون في أقصى درجة الصفاء وسأقول بأن الأرق يمنحك فرصة جميلة ورائعة للغاية بأن تراقب وجهك جيدا ويجعلك أكثر جمالا في نظر نفسك , فعندما تسهر ترى بأن لون وجهك أصبح أكثر توردا وإشراقا ( والله انا احس كذا , تجربة شخصية, طبعا بغض النظر عن الهالات السوداء التى ستنحفر حفرا اسفل عينيك والتي لن تفيد معها كل كريمات العالم).,لأنك في ساعات النهار كلها قد لا تملك الوقت والهدوء لتحدق في وجهك, فوحده الارق من يمنحك هذه الفرصة لتكتشف جاذبية وجهك وسحره..


وأجمل وأروع ما يمنحك إياه الارق هو فرصة ذهبية للكتابة , كما افعل الان , فليس أجمل من أن تجري جريا إلى مدونتك لتكتب جنونا كهذا..


لا تنزعجوا من الارق يا أصدقاء, حتى وان حل عليكم ضيفا ثقيلا بلا مقدمات أو أسباب وجيهه, فثمة ما يبهج به ..


بعد نصف ساعة درس تعلم السياقة


دمتم بلا ارق وبلا دروس تعلم السياقة..


2\9\2010


5:15 فجر الخميس


إبرا