بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 مارس 2010

الذاكرة ممتلئة تقريبا

 الذاكره ممتلئه تقريبا -مجموعه قصصيه للقاص والكاتب العماني مازن حبيب

قُسمت المجموعة إلى أربعه أجزاء :


1-فراغات النسيان التي اشتملت على سهو , التباس


2-ذاكره ثانيه وتضمنت القصص التي كتبت بين عامي 2004 و2005


3- ذاكره أولى وضمت القصص التي كتبت من عام 1998-2002


4-ذاكره أخيره جزء مقتطع من قصه (الكابتن حمدان) في الغلاف الخارجي للقصة..


من يقرا الذاكرة ممتلئة تقريبا يلحظ بوضوح أن الكاتب قد رتب القصص ترتيبا تنازليا , ولم يقتصر هذا الترتيب على القصص فقط , بل إن القصة الواحدة نفسها كانت تسرد من النهاية دوما , ليتذكر السارد أو يروي أحداثا مضت مبتدئا سرده من النهاية فمثلا قصه الخائنة ص( 83-85)


يعيش السارد في جميع أجزاء المجموعة صراعا حقيقيا مع الزمن فلا تكاد أي قصه تخلو من نسيان أو تذكر أو اهتمام بتفاصيل الزمن بدقه ..فمثلا قصه تأهب الدقائق يقول السارد(11:55م ستدق ,بعد قليل ,خلال خمس دقائق,الساعة,ساعة ميعاد سعادتي, قبل خمسين عاما.............الخ)


وفي قصه المسافر (كان لدي أكثر من نصف ساعة في المطار قبل الإقلاع من جديد......الخ)



يميل الكاتب إلى السرد الطويل الممتد دون تقطع في الأحداث كما جاء في قصتي :الكابتن حمدان , وانديا ليست هي الهند ..


في الاخيره :يسهب السارد في ذكر تفاصيل كثيرة قبل البدء في الفكرة الاساسيه مما يبعث شيئا من الملل في نفس القارئ...


في القصة ذاتها ص(62) ثمة مقارنه يجريها الكاتب بين القطط في بلده وفي بلد الغربة ليقول بعدها (لكن هذا كان في بلدي,ولست الآن في بلدي).. بالعبارة السابقة يستغبي السارد القارئ , لأنه- السارد -كان قد أشار في أحداث سابقه للمقارنة أعلاه إلى علامات لا يكاد يغفل عنها أي قارئ أن الكاتب يروي أحداثا ليست في بلده ك(كريسمس,جورج,سانتا كلوس) فلم تخدم العبارة أعلاه السرد بل جاءت مضعفه له ....


في (الكابتن حمدان) كان عنصر التشويق حاضرا جدا , ومثلها كانت (الخائنه) , ليجد القارئ أن ذاكرته تأبى إلا أن تمتلئ يهما!!


في قصه (حدث في المقهى ) يحكي لنا السارد حدثا غير حياته بأكملها وهو التقائه بفتاه ذات يوم في مقهى ما.. وكان هذا هو الحدث اليتيم الوحيد في القصة ,فثمة حلقه مفقودة في القصة جعلتها غير واضحة,أي أن العقده لم تكن قويه كفاية .. فما هي الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ!!!


قصتين في قصه :


في جامع البرتقال – يستهل الكاتب القصة بسرد علاقته الغامضة بجارته ولقاءه بها , وما يلبث أن يدخل في سرد آخر يكاد مختلفا تماما عن الأول , يحكي فيه عن عمله مع صاحبه في سرقه البرتقال من المزارع الكبيرة والاتجار به , في نقطه ما يجمع الكاتب بين السردين باحتراف كبير ,لا يوقع القارئ في أي التباس وبأسلوب سلس ومتقن للغاية...


أما في قصه الوحيد فليس ثمة رابط بين الأحداث ،ليبقى الحدث الأخير وحده العالق في ذهن القارئ وكأن لا جدوى لكل الأحداث التي ذكرت قبله...


(رحله القمله) وهي أول قصص المجموعة


اللغة, التفاصيل, الساردون, أسلوب السرد,النهاية جميعها تترك القارئ في قلق وشك كبيرين , لتقف الأمور السابقة معلقه بين جدران ذاكره امتلأت تماما


!!!

ختاما: أنصح بشده بقراءتها قبل أن تتأهب دقائق عمر قصير لرحيل مفاجئ من ذاكره بات واضحا امتلاؤها!!

الجمعة، 19 مارس 2010

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!!!


من الظواهر التي أصبحت تثير حنق المرء وغيظه مؤخرا في مجتمع كعمان هي لعبه الألقاب المجانية الكبيرة ...

لا يكاد يخفى على أي مطلع على الحركة الادبيه و الثقافية في الساحه العمانية سواء من بعيد أو من قريب أن جميع العمانيين أصبحوا وبدون سابق إنذار قصاص أو كتاب أو شعراء أو روائيين أو أدباء, بغض النظرعن ماهية أو جوده ما يكتبون ..


يكفي أن يكون الواحد منهم جريئا بدرجه ما لينشر بعضا من محاولاته المتواضعة جدا في كتاب ليعطى لقب قاص أو أديب أو ....أو.... الخ الحقيقة المؤكدة هنا أن الكتابة هي حرية شخصيه قد تكون مطلقه في أحيان كثيرة , ومن الصعب جدا أن تقنن ..وهي حق للجميع يمارسه متى أو كيفما أراد بغض النظر عن أغراضه المتباينة والمستترة باسمها...


ولكن , ليس كل ما يكتب يجب أن ينشر أو بعبارة أخرى صالح للنشر!!! على الكاتب أن يكون انتقائيا جدا في ما ينشره خصوصا بعد تجربته الكتابية الأولى, وان يعطي لفكره وقلمه فرصه لينضج وليقيم تجربته ...


ما نراه في الساحة العمانية هو تهافت الجميع للنشر, والاهتمام جدا بالكم لا بالنوع ..


ثمة من يجمعون كل محاولاتهم الكتابية بغض النظر عن مسمياتها وتصنيفاتها في كتاب مطلقين عليها *مجموعه قصصيه* .. عندما تأتي كقارئ وتبدأ بالقراءة تجد أن كل ما في المجموعة شخبطات وكلام غير مترابط لا يمت للقصة بصله لا من بعيد ولا من قريب ..


على سبيل المثال : مجموعه قصصيه بعنوان (.......) لقاص عماني


(فلان الفلاني)...


تبدأ بقراءة القصة الأولى ,العنوان , لتربط في ذهنك أن فحوى القصة مرتبط بعنوانها , تنتهي من الصفحة الأولى ولم تستوعب شيئا متمنيا أن تفهم التي تليها ... إلى آخر القصة ..


لا حوار , لا شخوص, لا عقده, لا عنصر تشويق, العنوان صارخ مبهم لا يمت للمضمون بصله , ناهيك عن النهاية ,,وهكذا إلى آخر قصه في المجموعة ...


معضلة حقيقيه أن نطلق على هذا الإصدار مجموعه قصصيه أو على الكاتب قاصا...


هذه تعتبر اهانه للأدب, وللكتابة ,وللكتاب الحقيقيين ......


هل نشر وبيع شخبطات كهذه تحت مسمى (مجموعه قصصيه) في معرض كتاب او مكتبات وحده كافيا لوصفها بالجيدة!!!


مره أخرى : من حق الجميع أن ينشر , وان يقرا له, وان يعطى الفرصة لينتقد قلمه وان يقيم , و إلا فلن يتطور قط


ولكن يجب أن نحاول جاهدين غربله هذه الكتابات مع أصحابها ,,,وهذا أمر تستطيع دور النشر تحقيقه أن كانت تفهم شيئا من مسؤولياتها ومن واجباتها إزاء الأدب والعملية الكتابية, وان تكف عن نشر كل شيء فقط لتتباهى بكم الكتب التي نشرتها!!


إن الأمر لمحزن لدرجه الضحك في الساحة الثقافية العمانية , أن تجد كل (من هب ودب ) مثقفا وقاصا وشاعرا وأديبا , وعندما تأتي إلى الجد تكتشف أن الثقافة والأدب براء من 99% منهم !!!


من ستخرج لنا هذه الساحة مثقفين وكتابا حقيقيين!!!!!


ومتى سنشفى من لعبه الألقاب المجانية هذه ليرحم الله كل امرئ عرف


قدر نفسه!!!





الثلاثاء، 9 مارس 2010

طفوله و ذكريات(1)

دفتر احمر /ألوان/أخ مُدمر


ثمة ذكريات ومواقف جميله يعجز الزمن انتشالها من ذاكرتنا,ليبقى نسيمها يعطر أرواحنا ما حينا ...


لا زالت صورة دفتري الأحمر الجميل حاضره في ذاكرتي بكل تفاصيلها , كنت وقتها لا أزال في السادسة , وتجميع أقلام التلوين بكل أنواعها وأشكالها كانت هواية لا تفارقني..


لونت كل صفحات دفتري الجميل بألواني الزاهية, وملصقات الشخصيات الكرتونية من مكتبه سعيد الهندي أكسبته رونقا خاصا..


في ظهيرة احد الأيام وأنا منشغلة بتلوين دفتري جاءني أخي الذي يكبرني بعامين واقترح أن يشاركني التلوين متخذا ذريعة انه سيبدو أجمل لإغرائي بالموافقة. مع أنني كنت سأوافق من دون أيه ذرائع ,لأنني كنت دوما أثق بذكائه!!!


وافقت على الفور وأنا فرحه أتخيل كيف سيبدو بعدها دفتري الرائع, اختار اللون الأسود الزيتي , وبدا بتلوين صفحه في منتصف الدفتر لينسكب فجأة كل الأسود على الدفتر، نظرت إليه والدموع تملا عيني ...


قال لي بسرعة: لا تصيحي , بنخليه ف الشمس وبيجف عادي..


بسذاجة صدقته..


رحت انتظر وأفكر بالحال الذي سيؤول إليه دفتري,, وانهمك هو بالبلاي ستيشن..


بعد ساعة ذهبت لأتفقد الدفتر لأجده لا زال على حاله...


أنا(بحشرجة في صوتي): ما جف الدفتر, مــا جـــف


هو(دون أن يلتفت إلي) : بعده انتظري, ترى الشمس بعدها ما روحت , يوم بتروح بنجيبه, تو لو جلستي تروحي تشوفيه كل ساعه ما بيجف,, شورش عاد..


للمره الثانيه و بغباء بالغ صدقته ...


ذهب هو كعادته مع أصدقاء مدرسته ليشتروا البيبسي والخبز والجبن من الدكان المحاذي لمدرستنا..


جلست أتأمل الشمس التي أبت أن تغيب في ذلك اليوم,, ومن يومها أصبحت على غير وفاق مع الزمن دوما...


أنا: تو بتغيب الشمس , عن يكون الدفتر بعده ما جف


هو: بيجف .. انتي حرصي الين يصير ظلام وبعدين جيبيه , بعده تو ما ظلام..


وبقمة سذاجتي صدقته للمرة الرابعة, ربما لأنه غدا وقتها الخيار الوحيد أمامي كي لا انفجر باكيه..


في غرفه التلفاز في بيت جدي , جلس احمد منبطحا يرتشف الكوكاكولا مع ابن عمه يكبره بثمانية أعوام, يشاهداني بنشوة مباراة يلعب فيها احمر مع ازرق...


وأنا أقف على عتبه الباب , احسد برود أعصابهما...


ودعتنا شمس ذلك اليوم وظهرت أولى خيوط الظلام,ليتعاظم معها خوفي وتزداد دقات قلبي الصغير...


راكضه إليه ذهبت بكل ما أوتيت من سرعة,


أنا: احمد روحت الشمس خلا ترابعني نجيب الدفتر


هو: روحي وحدش , انا تو جالس اتابع , تو بيسجلو علينا جول


أنا: تعرفني اخاف اروح وحدي , عن يكون هناك سنوره


بدأت بالصراخ: احـــــــــــــــــــــمد


وقف وشدني من يدي بقوه وغضب وذهبنا لنحضر الدفتر , لم يتسنى لي أن أتفقده إلا داخل الغرفة بسبب الظلام , بينما فر هو ليكمل المباره..


نظرت للدفتر بحزن وقلبت صفحاته الرطبة الملطخة بالأسود لتتمزق الأوراق بين يدي ..و بدأت بالبكاء بصمت..بصمت كبير..


احتضر احمري


احمد منتشيا: جوووووووووووووووووووول


وبدأت الحياة لاحمر أحمد...









الاثنين، 8 مارس 2010

الدب الذي لم يستيقظ!!!



"وأخيرا استيقظ الدب " مجموعه قصصيه للقاص والروائي العماني عبد العزيز الفارسي......



تتألف المجموعة من سبع قصص قصيرة تحكي عن مواقف و صراعات مقتبسه من الواقع العماني المحلي سردها القاص بلهجة عمانيه بسيطة جدا..


في جميع قصص المجموعة سلك القاص النهج نفسه في السرد , فهنالك إسهاب في تكرار الأحداث وتكاد تخلو من تفاصيل الأشياء ...


فمثلا في القصة الأولى( المستثمر) : الحدث الوحيد في القصة هو دخول خليل في مشروع بناء سرا دون علم زوجته وصديقه الذي كان هو سببا في إقناعه بالفكرة , فيسيطر عليه القلق من أن يقوم شركاءه بسرقته.. فيكرر لنا الكاتب بإسهاب ممل كيف أن خليل يخرج يوميا من بيته باكرا ويتجه إلى مكان البناء ليراقب شركاءه لئلا يهربوا بأمواله ثم إلى المقهى المجاور ليشرب الشاي ثم إلى البنك ليعود إلى بيته في آخر الليل لتنتهي القصة بموته وموت أمواله معه... ولم يستيقظ الدب !!!


قصه ( الحريق ) جاءت كحدث صحفي طويل غاب فيه عنصر الاثاره تماما , كل أحداثها تدور حول بيت مراد غلام الذي احترق , وسيارة الإطفاء التي جاءت لتطفئ الحريق ولم تصل لأنها هي الأخرى (غرزت) وانتهت القصة(ما المغزى ) وكذلك هو الحال في قصه ( الشيخ الشمسوني) ولم يستيقظ الدب!!!


(عمتي تعرف نجيب محفوظ) كانت أجمل ما جاء في المجموعة ..


فالبداية التي استهل بها الكاتب القصة (اسمعني يا ابن أخي .اضحك على غيري وقول لهم انك مثقف وتكتب وتعرف الكثير من الأدب) جاءت مشوقه تحفز الكاتب لمواصله القراءة, بالاضافه إلى تسلسل الأحداث وقله تكرارها ...ولم يستيقظ الدب!!!


اللغة: بسيطة جدا ,مائلة إلى الركاكة أحيانا.....


وأخيرا استيقظ الدب كعنوان للمجموعة جاء كأسلوب سخريه , يستهزأ فيه الكاتب من الدببة (الأبطال) الذين لم يستوعبوا الدرس إلى بعد فوات الأوان ..


ختاما: مجموعه قصصيه جاءت دون المستوى المطلوب إذا ما قورنت بالإصدارات الأخرى للكاتب..

أنصح الجديدين في رحله القراءه بقراءتها كبدايه , لبساطه اسلوبها.....

















السبت، 6 مارس 2010

لو لم نكبر !!!!




منذ الصغر وثمة سؤال يئن أنينا في راسي ذو الأفكار الغريبة : ما الذي سيحدث إذا لم نكبر !!!



كبرت وكبر معي السؤال , ولا زلت أنبش عن اجابه له بين جنبات هذه الحياة العظيمة بتعقيداتها ...


كنت أفكر بسذاجه طفله في السادسة أننا إن لم نكبر فإننا لن نموت , لان الكبار هم وحدهم من يموتون...


واذكر يومها أنني ذهبت إلى المدرسة منتشية باكتشافي العظيم هذا , وسالت أستاذه سعيدة: ابله ايش بيصير اذا ما كبرنا؟؟


أجابت(وهي تحدق في وتكاد تاكلني بعينيها البغيضتين): بطلي الاسئله دي يا بت وهاتي كراستك اصححه لك !!!(هؤلاء هم مدرسين للأسف)..


كنت أتمنى يومها لو ان أستاذه سعيدة وافقتني فكرتي هذه، ربما لأسجل أولى اكتشافاتي العظيمة وانا في تلك السن الصغيرة...


من يومها لم أجرئ على أن أعيد التساؤل ذاته على أي احد, وتركت الأفكار تتردد في عقلي المزدحم آخذه كل راحتها في التشكل..


مرت سنوات طوال , وأصبحت في العشرين ولا زال الأمر يؤرقني, وثمة فكره جديدة ارتسمت ..


إن لم نكبر يعني أن الزمن سيتوقف , وإذا توقف الزمن فان اختراع الساعة سيلغى من العالم , عندها لن نسلم ورقه الامتحان إلى الأستاذ إلا متى شئنا , وكم سيكون الأمر مفرحا أن نمارس شيئا من الذل على أساتذتنا!!!( يا لحماقتي)


" ما الذي سيحدث إن لم نكبر " كتبتها في رسالة نصيه وبعثتها إلى عدد لا باس به من الأشخاص الذين يرهقون ذاكره هاتفي النقال:


من أجمل الردود التي جاءتني هي: لن تكبر الاجنه في بطون أمهاتها


وقالت صديقه مقربه : سنكبر ولن يتوقف الزمن , (متى بتعقلي انتي؟؟)


نسيت _أو بالأحرى تناسيت الأمر لبعض الوقت_


اليوم وفي هذا الصباح الجميل , عاد صداه يتردد في إذني بقوه , فقررت أن اكتب عنه..


في سنوات طفولتنا الأولى كنا نغضب بقوه ونبكي أن نعتنا احدهم بالصغير أو الصغيرة , وكانت الماما تتخذ من (ما بتكبروا)ذريعة لننهي بها كل ما في الطبق من طعام..


اليوم ... ألا تتمنوا ان تعودوا إلى الوراء!!


أن لم تكبروا!!!


أولا تتمنوا ذلك!!


ولا زلت وسأزال : لو لم نكبر , ما الذي سيحدث!!!















ده العُمر كله يومين



وأخيرا
راحــــــــــة وأُكسجـــــــــين

 انه بحق لشعور رائع جدا أن تستيقظ من نوم متقطع وساعات غفوة قليله بمزاج راااائق لتجد أن ثمة ما يستحق العيش من اجله ..



كل هذا بعد كآبه فظيعة وفراغا روحيا هائلا غرقت فيه لايااام ثقيلة طواال ...


أن تكون مكتئبا يعني ببساطه أن يكتسب كل شيء صفه التماثل .. أن تشبه الأشياء بعضها بطريقه مضجره , أن يغدو البشر من حولك في مرتبه واحده بدون أدنى اختلاف, فالصديق والعدو في مرتبه سواء, أن يمثل كل شيء ضده , فالفرح ليس سوى صوره أخرى للحزن ......


عندما يغزوك الاكتئاب يتحول كل المحظور إلى مباح,و تبقى رسائل هاتفك النقال معلقه بلا ردود, و تصب جل لعناتك على الخدمة المدنية أن كنت عاطلا عن العمل , ويصبح الطعام بالنسبة إليك من الرفاهيات التي تستطيع التخلي عنها كليا بسهوله تامة, ولا تصبح الحياة سوى ضربا من ضروب الرداءة والألم..


بعد كل هذه الدوامات من الصراع مع الذات , والبكاء على الإطلال تجد نفسك تستيقظ صبيحة أول يوم من الأسبوع وأنت تنعم برااااااااااااحه هائلة بدون أيه مقدمات تبشيرية بالسعادة..


سألت أختي ذات الخامسة: أتعرفين ما معنى السعادة؟


أجابت بعد تفكير لم يتجاوز الدقيقة:( يعني ما تكون متملل) (-:


أن تكون سعيدا يعني أن تنظر إلى وجهك في المرآة وكأنك تراه للمرة الأولى , مزيج من النقاء والنعومة , أن تكتشف بأن الجلوس في الارجوحه مساء لأمر ممتع, وأن تستمتع بالطعام بعد صيام طوييييييييل


أن يغمرك الاطمئنان يعني أن تستلقي على سريرك بأريحيه تامة بلا هواجس, أن تتنفس بعمق كثيرا جدا من الأكسجين, أن تلغي من عقلك كل من كانوا يقضون مضجعك في أيام مضت, أن تستمتع بصوت نانسي عجرم وهي تقول لك(الدنيا حلوه واحلى سنين بنعشها واحنا يا ناس عشئين) , وبالمقابل تلعن ام كلثوم عندما تشدو ( دى الصبر عايز صبر لوحده)...


أن تقرر أن تكون مبتهجا يعني أن تغسل مخك ب (لايف بوي) مزيل الأفكار السلبية مرتين يوميا , وان تصفي روحك ب (جِف ) السلام الأصفر (لان الأخضر لزج جدا), وان تبرد قلبك ب (كوكاكولا لايت)....


لـــــــــــــــــــــكم أتمنى أن لا ينتهي هذا اليوم ....


دمتم في سعادة وبلا اكتئابيات....






9:00 م


6/3/2010


ابـــــــــــراء









الثلاثاء، 2 مارس 2010

فراغ و رداءة




الفراغ لا يولد سوى الرداءة


(ملاحظه هامه جدا: المقال أدناه ليس سوى رأي شخصي بحت ومحاوله للتنفس لروح كانت مسكونة بالأحلام يوما ما , وتعيش على أمل أن "عسى خير")

اليوم بالذات أجدني مقتنعة تماما بالعبارة أعلاه أكثر من أي وقت مضى


أن تكون فارغا يعني بالضرورة أن تكون رديئا ولنأخذ الرداءة هنا بمعناها الشامل والعميق,


وهذا يدعونا أولا أن نعي جيدا الفراغ كمفهوم ضمني وكمي وفعلي وكلي .....الخ


لطالما انحصر مفهوم الفراغ لدينا بوجود وقت زائد عن الحاجة غير مستثمر ..


أو أن نقول بأن فلان (فارغ) أو (ما عنده سالفة) فغالبا ما نرجع ذلك إلى اهتمام فلان هذا بأمور ليست ذات أهميه لأحدنا..


الفراغ بكل أنواعه وتفرعاته هو حاجه ملحه لسد نقص ما بغض النظر عن ماهية هذا النقص أو تجلياته أو تداعيه..


الرداءة:


أن نقول هذا شيء رديء أي غالبا شيء غير جيد أو غير مستحسن من قبل الآخرين ..


وان نصف شخصا ما بالرديء فأغلب الظن أن هذا الشخص يعاني خللا أخلاقيا أو سلوكيا...


الرداءة هي نتيجة فعليه ملموسة للفراغ ...


أن تفقد الرغبة في القيام بأمر ما كان يستهويك فأنت تعاني فراغ الرغبة وبالتي أنت رديء...


أن يكتنز عقلك بآمال ضائعة وأوهام عظيمه فأنت فارغ عقليا وذهنيا وكنتيجة حتمية أنت رديء ..


أن تمشي بلا هدف وتتوقف بلا هدف وتواصل المسير بلا هدف فأنت فارغ الأهداف ..... رديء


ولك أن تتخيل الحال عندما تكون عاطلا عن العمل وتجتمع فيك كل أنواع الفراغ و
 الرداءة , عندها قد لا تملك سوى أن تربي آمالا ضائعة, لان خياراتك عندها تصبح محدودة جدا , و أحلامك تناطح السحاب ,, فقط طبطب على أحلامك ودثرها جيدا ..
وقل (عسى خير ,, عسى خير )...