بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 9 مارس 2010

طفوله و ذكريات(1)

دفتر احمر /ألوان/أخ مُدمر


ثمة ذكريات ومواقف جميله يعجز الزمن انتشالها من ذاكرتنا,ليبقى نسيمها يعطر أرواحنا ما حينا ...


لا زالت صورة دفتري الأحمر الجميل حاضره في ذاكرتي بكل تفاصيلها , كنت وقتها لا أزال في السادسة , وتجميع أقلام التلوين بكل أنواعها وأشكالها كانت هواية لا تفارقني..


لونت كل صفحات دفتري الجميل بألواني الزاهية, وملصقات الشخصيات الكرتونية من مكتبه سعيد الهندي أكسبته رونقا خاصا..


في ظهيرة احد الأيام وأنا منشغلة بتلوين دفتري جاءني أخي الذي يكبرني بعامين واقترح أن يشاركني التلوين متخذا ذريعة انه سيبدو أجمل لإغرائي بالموافقة. مع أنني كنت سأوافق من دون أيه ذرائع ,لأنني كنت دوما أثق بذكائه!!!


وافقت على الفور وأنا فرحه أتخيل كيف سيبدو بعدها دفتري الرائع, اختار اللون الأسود الزيتي , وبدا بتلوين صفحه في منتصف الدفتر لينسكب فجأة كل الأسود على الدفتر، نظرت إليه والدموع تملا عيني ...


قال لي بسرعة: لا تصيحي , بنخليه ف الشمس وبيجف عادي..


بسذاجة صدقته..


رحت انتظر وأفكر بالحال الذي سيؤول إليه دفتري,, وانهمك هو بالبلاي ستيشن..


بعد ساعة ذهبت لأتفقد الدفتر لأجده لا زال على حاله...


أنا(بحشرجة في صوتي): ما جف الدفتر, مــا جـــف


هو(دون أن يلتفت إلي) : بعده انتظري, ترى الشمس بعدها ما روحت , يوم بتروح بنجيبه, تو لو جلستي تروحي تشوفيه كل ساعه ما بيجف,, شورش عاد..


للمره الثانيه و بغباء بالغ صدقته ...


ذهب هو كعادته مع أصدقاء مدرسته ليشتروا البيبسي والخبز والجبن من الدكان المحاذي لمدرستنا..


جلست أتأمل الشمس التي أبت أن تغيب في ذلك اليوم,, ومن يومها أصبحت على غير وفاق مع الزمن دوما...


أنا: تو بتغيب الشمس , عن يكون الدفتر بعده ما جف


هو: بيجف .. انتي حرصي الين يصير ظلام وبعدين جيبيه , بعده تو ما ظلام..


وبقمة سذاجتي صدقته للمرة الرابعة, ربما لأنه غدا وقتها الخيار الوحيد أمامي كي لا انفجر باكيه..


في غرفه التلفاز في بيت جدي , جلس احمد منبطحا يرتشف الكوكاكولا مع ابن عمه يكبره بثمانية أعوام, يشاهداني بنشوة مباراة يلعب فيها احمر مع ازرق...


وأنا أقف على عتبه الباب , احسد برود أعصابهما...


ودعتنا شمس ذلك اليوم وظهرت أولى خيوط الظلام,ليتعاظم معها خوفي وتزداد دقات قلبي الصغير...


راكضه إليه ذهبت بكل ما أوتيت من سرعة,


أنا: احمد روحت الشمس خلا ترابعني نجيب الدفتر


هو: روحي وحدش , انا تو جالس اتابع , تو بيسجلو علينا جول


أنا: تعرفني اخاف اروح وحدي , عن يكون هناك سنوره


بدأت بالصراخ: احـــــــــــــــــــــمد


وقف وشدني من يدي بقوه وغضب وذهبنا لنحضر الدفتر , لم يتسنى لي أن أتفقده إلا داخل الغرفة بسبب الظلام , بينما فر هو ليكمل المباره..


نظرت للدفتر بحزن وقلبت صفحاته الرطبة الملطخة بالأسود لتتمزق الأوراق بين يدي ..و بدأت بالبكاء بصمت..بصمت كبير..


احتضر احمري


احمد منتشيا: جوووووووووووووووووووول


وبدأت الحياة لاحمر أحمد...









هناك تعليق واحد: