بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 أبريل 2013

لم تبدأ بعد..




سأعترف بشيء من التردد وللمرة الأولى بأنه ليس سيئا جدا بأن تكون

 عاطلا عن العمل على الأقل في الوقت الراهن بالنسبة إلي.

.
ليس من اليسير على كائن بسقف توقعات عالية ومتطرف مثلي أن يُسلم

 بحقيقة كهذه. مرد إعتراف كهذا لم يأتي عبثا أو من فراغ ,بل من يقين تام 

هو وليد أربع سنوات من الإنتظار والمرارة وخيبات أمل لا معدودة.


خلاصة القول : حياتي أقصر بكثير من أن أضيعها في إنتظار وظيفة قد لا 

تأتي ! وإن جاءت قد لا تلد رحمة مميزة كما كانت وأردتها دوما.


في أحلامي الوردية التي لم ولا أظنها ستفارقني , تمنيت أن ينزل لي راتب

 من السماء شهريا لأسد به إحتياجاتي الأساسية وأن أقضي بقية أيامي القادمة 

في الدراسة.


دراسة إلى ما لا نهاية . وأن أكرس جزءا قادما من حياتي أقضيه بين آبار

 النفط ومختبرات الكيمياء وأخرج ببحوث علمية دقيقة تضيف شيئا لنا كأبناء 

بترول كما كان يسمينا  الماغوط –رحمة الله عليه.


في فترة ماضية طالت كثيرا وجدت نفسي مفلسة تماما من الأهداف والخطط 

,ووجدت نفسي أمام كائن يملاؤه اليأس والخوف من القادم , حتى بدت لي

 الأشياء تشبه نفسها إلى حد التطابق.


عشت أياما طويلة من السأم واحساس عميق بالأجدوى حطمني وأحالني إلى 

كائن فارغ تماما من كل شيء حتى من أبسط مظاهر الحياة.


لم أستطع أبدا أن أتقبل بأي طريقة أن أحتفظ بشهادتي في خزانة كتبي 

وأنسى تماما كل شيء له علاقة بالكيمياء.


كان الأمر بالنسبة إلي مصيبة أن أنسف كل طموحاتي وأمالي وراء ظهري

 وأردد عسى خير أو أن أنتظر وزارة القوى العاملة أن تمن علي بوظيفة

 تقتلني فقط لأحصل في نهاية الشهر  على راتب لا يسمن ولا يغني من

 جوع .


في فترة ما من حياة البطالة التعيسة السابقة –سابقة – لأنها لن تعود ولن

 أسمح لها أن تعود, كان همي الأول هو أن أعمل في أي وظيفة أتقاضى

 منها عائدا ماديا يكون جسرا لتحقيق طموحي, لكن الحظ وقتها لم ينصفني

 أبدا ولا حتى بنصف وظيفة!

ثمة نوع من البشر لا يتعلمون ولا يقتنعون إلا إذا زجوا بأنفسهم في وسط 

المعمعة وجربوا كل تقلباتها .قناعاتهم تكون وليدة تجارب شخصية حقيقية

 وأجزم بأنني من هذا النوع بإمتياز.


بقيت أقتلني من اليأس والسقوط لفترات طويلة ثم أعاود الوقوف وأتحلى

 بربع بصيص أمل بأن القادم أفضل . بعدها أعيش حالة قصيرة من الامبالاة 

شديدة وأتجرد فيها من كل المشاعر ,أتجاهل كل شيء وأفتح كتابا لا أصل

 إلى الصفحة العشرين منه إلا بعد أن أكون قد وصلت إلى اليوم العاشر

 وبمقاومة بسيطة من مزاجي المتعنت أترك الكتاب لأنتقل إلى آخر لكن

 الوضع كان يسوء في كل مرة .


في كل مرة أكرر فيها الديباجة ذاتها وأنا فارغة كليا من خيارات أخرى.كان

 الأمر أصعب جدا من أن أصفه لكم ,ولأنني لست كاتبة جيدة يبدو الأمر 

أكثر صعوبة .


رغم كل البؤس الذي أغرقت فيه ذاتي في فترة حياتي السابقة إلا أنني تعلمت 

الكثير . أصبحت بارعة إلى حد ما في تجاهل فوضى الأصوات السلبية

 بداخلي ,وتبنيت فلسفة(سفه) لكل حالة إحباط تحاول أن تغزوني بإسم

 البطالة.


أعترف بمرارة بالغة بأنني قتلت أربع سنوات من عمري القصير في 

خضوع وإستسلام لقناعات كادت أن تدمر حياتي القادمة أيضا,لكن ما يخفف

 وطأة الأمر علي هو أنني إن لم أكن قد قتلت تلك السنوات لم أكن قد ولدت

( رحمة) جديدة قوية وصامدة.

نعم صامدة وسأصل إلي مبتغاي قريبا ,وبي من الحب للحياة والحافز والأمل 

الكثير .

بدأت التدوين فور تخرجي وفي اللحظة التي قررت فيها أن أطلق على

 مدونتي (صمود) كنت قد قطعت على نفسي وعدا بأن أصمد وأبقى قوية 

كما كنت دائما .

اليوم وفقط أنا صمووووووووووود
J
   ولأن الندم يغطيني من أعلى رأسي حتى أخمص قدماي على سنواتي التي

 أجهضتها في اليأس فقد قررت أن لاأضيع دقيقة واحدة من حياتي القادمة في 

البكاء على البطالة.

لست عاطلة عن العمل , بل لدي عقلا مفكرا يستطيع أن يدير ويفكر ويحلل

 ويفند وينقد وسأكون يوما كما أريد.

قبل أن أبدأ بكتابة التدوينة أعلاه إخترت العنوان مسبقا وهذه ليست عادتي , 

فدائما ما أدع العنوان للنهاية .

(لم تبدأ بعد) نعم  فحياتي بدأت فقط بعد أن أنهيت هذه التدوينة .

دعوها كميثاق لتذكروني به إن حدت عن الطريق يوما ما .

حياتي الحقيقية بدأت الآن.

12:49 ص
8-4-2013
الغُبرة