بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مذكرات أحلام (2)



(مساء السكون والحلم



هاجس ما بداخلي يهمس لي بأنك لست بخير , أو على الأقل لست كما أنت!


أتساءل دوما: لماذا أنت بالذات؟ هل كنت خيارا أم واقعا ! هل لنا أن نسمي الواقع خيارا أم أن الخيار هو الواقع !


تقول أنوار بأنني مجنونة من طراز خاص ,من كل شائع أصنع لنفسي خيالا وقالبا خاصا وأصدقه في أغلب حالاتي , أظن بأن معادلة الواقع والخيار تتبع استنتاج أنوار إلى حد ما!


لا أظنك خيارا , وربما لست واقعا فرض علي , لا أدري لا أدري من أنت وماذا تكون؟


أتساءل هل من مغزى من وصولك في هذا الوقت بالذات دون غيره !


أكنت تعلم بأن الملعب فارغ جدا , وبأن الخصوم قررت الانسحاب عندما أدركت بأن الهزيمة واقعة لا محالة!


زمن وصولك للملعب في هذا التوقيت بالذات,أكان فخا قدريا بامتياز وقعنا فيه نحن الاثنين دون إدراك !


لحظة, لأكون أكثر دقة , وقعت أنا فيه لوحدي لأنك هنا لست سوى ضميرا مستترا لم أتوصل لتقديره بعد..


لا أعلم حقيقة إلى متى سأحتمل كتابة كلمات وأفكار مبعثرة كهذه , ولا أعرف إلى متى سأظل صامدة لأربي هذا الأمل اليتيم بمفردي!


هل يعقل بأنني وقعت في الفخ الذي لم يكن كبريائي المتعنت ليعترف به يوما!


أيكون ذاك الجني قد تلبسني , ليجعلني في مصاف الخائبين التائهين!


هل كانت ادعاءات أمي بأن الجن قد تركب رأس من يمكث في الحمام ساعات وهو يدندن ويشدو بأغاني كوكب الشرق وفيروز وغيرهما صحيحة!


تحسست جسدي بأكمله, لم أكن أشعر بأي ألم ,ولا وجود لمؤشرات منذرة بالسوء أبدا, حقيقة كان الوجع في قلبي !


هل يمكن أن يسكن الجن قلب الإنسان أيضا !


هل كان يجب علي أن لا أحفظ سيرة الحب وأنا وشادي ليتلبس الجن قلبي!


لا لا لا , لا يمكن لتلك الحماقة التي تسمى حب أن تنطلي علي !


الحب لعنة لا تصيب إلا الضعفاء, ولم أكن لأكون ضعيفة يوما.


الحب ليس سوى إرهاق للروح,وتعطيل للفكر وطمس للذات , ولكن لماذا يروق للكثيرين تكرار اللعبة ذاتها دوما!


لماذا لا يستطيعون أن يعيشوا دون آلامه وزلاته!


هل تراك أنت الأخر غبيا باسم الحب , باسم العاطفة يا سيدي!


إذا كان الحب ساميا كما تدعون , فكيف لعاشق مجنون أن ينسى حبيبة افترق عنها في غضون ما يقل عن ستين يوما , ليحب أخرى ويعطيها قلبا لم يكن سوى ملكا لغيرها منذ أيام !


أنت فعلت هذا يا سيدي, إذا ببساطة أنت غبي


إن كنتم تدعون بأنه شعورا عميقا وأعمى , فكيف تتخلصون منه بهذه البساطة!


في كل الأحوال أنتم جميعكم حمقى ..


وفي هذه الحالة: الحب بريء من جميع تهمكم الباطلة, أنتم من لا يفهم الحب, ومن لا يدرك عمقه .


لن أجرم في الحب كما فعلت أنت وغيرك, لذلك لن ألزم نفسي وأعترف بأنني أحبك!


لن أفعلها لأنني لا زلت لا أفهم ما هذا الذي يسكن روحي ويذهب بعقلي, أهو جني الحمام كما تقول أمي أم ماذا!


لن أفعلها لأنني لا أريد أن أظلم الحب وأن أحمله سبب كل ساعات أرقي وشرودي, كل ما أود فعله الآن هو أن افرغ كل صراعات عقلي وقلبي التي تكمن –أنت وحدك- وراءها هنا.


قد –أقول قد-أعطيك هذا لتقرأه يوما,وأرى أنه لا بد أن تملك وقتها الكثير من الصبر لتتحمل تشتتا كهذا قد يطول كثيرا.


سيدي ال....: لا ترهق روحك الجميلة لتعرف من أنا , فجميل أحيانا أن تبقى في حياتنا علامات استفهام غير واضحة نتركها للأقدار لتصنع منها لعبا جديدة أو لتكمل بها أخر..


لا زال الهاجس مستمرا..................كم أرجو أن تكون بخير .


هل تستطيع أن تتصور يا سيدي ما الذي يمكن أن يحدث إن تجردنا من الزمن !


ما هو أول ما قد يخطر ببالك!


امممم.. دعتي أقول: أننا لن نكبر , ولن يسلم الطلاب ورقة الامتحان للأستاذ , ويغدو عندها المعلم أسيرا لدى طلابه ولو لمرة واحدة ! , وربما لن تنمو الأجنة في بطون أمهاتها , اممم لا لا ربما ستنمو .لا أعرف


ليست سوى حماقة أخرى من حماقاتي, لن يتوقف الزمن وما هي إلا افتراضات غبية.


أتدري يا هذا ! بالرغم من أنني اشعر ببعدك الوجداني والروحي والجسدي عني, إلا أن ثمة أمل يكبر سريعا بداخلي يهمس لي بأنني سأصل إليك يوما!


قد لا يكون هذا سوى وهما , ولكنه قد يكون حقيقة في الوقت ذاته.


الأوهام أيضا تحمل حقائق بداخلها , والعكس صحيح أيضا


أتراك تؤمن بالنسبية في كل شيء , قد يكون الحب نسبيا أيضا , نعم ثمة احتمال كبير في أن يكون كذلك.


لو قلنا بأن الحب جمال , والجمال نسبي , إذا الحب نسبي أيضا!


الهي ,يبدو أنني سأطبق قوانين نيوتن الثلاثة على الحب أيضا...


ثمة فرق كبير بين الأمنية والتوقع , وهو أمر يغفله الكثيرون , ونتاجا لذلك يقعون في الكثير من خيبات الأمل .


أن أتوقع بأن فريقا ما سيفوز في مباراة لكرة القدم فإنني بذلك أستند إلى استنتاجات أو رؤى عقلية لتوقعي هذا ,كأن يكون هذا الفريق ذو هجوم قوي يصعب على الخصم مجاراته,أو أن دفاع الخصم ليس قويا بما فيه الكفاية ليدافع عن مرماه.


أما عندما أقول بأنني أتمنى أن يفوز الفريق الفلاني ,فغالبا تستند أمنيتي على عاطفة بعيدة عن الاستنتاجات العقلية والمنطق..


هذه المعادلة قد تنطبق على الحب أيضا , وهذا ما يؤكده الصراع الذي قد يعيشه أحد الطرفين من تضارب بين عقله الذي يقتنع تماما بأن الطرف الأخر لا يبادله الحب ذاته لاستنتاج عقلي مرده أن الأخر لا يدري بوجوده أصلا أو أنه مشغول بحب آخر, وقلبه الذي يتمنى أن يحبه الطرف الأخر بدون أية أسباب منطقية واضحة! وأظنني وقعت في هذا المشكل.


سيدي : عندما أبدأ بالكتابة إليك في هذا الدفتر الذي لا يروق لي شكله أبدا , لا أستطيع التوقف.


إنها الثانية عشر وثلاث وأربعون دقيقة , وهنالك الكثير جدا ما لم أخبرك به بعد.


سأحكي لك غدا حكاية البائع المحلي والفتاة , البائع الذي هو لست أنت والفتاة التي ربما هي أنا , فلترقد في سلام وليحرسك الله كثيرا من جني الحمام.


تصبح على فرح)


أحلام: توقفي هنا , سنكمل غدا


أنا: أحلام ,بدأت أخاف عليك!


أحلام: لا تخافي يا أنوار لن يقتلني ولن أقتله ,سنعيش معا


هل كانت تقصد الحب أم الحبيب!


للحكاية بقايا....









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق