بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

هاجس فتاة!



مما لا شك فيه أن هاجس الزواج بات الهم الأكبر لفتاة القرن الواحد والعشرين , واخص بالذكر هنا الفتاة العربية, وبالطبع لا يمكن اعتبار هذا التفكير النمطي الذي تشترك فيه معظم فتيات جزيرتنا العربية أمرا نابعا من عقلية بدائية أو فارغة , وإنما هو انعكاس لثقافة وعادات وتقاليد تجزم وبقوة بأن الفتاة مهما وصلت إلى ما وصلت إليه من العلم والثقافة وغيرها مردها إلى بيت زوجها وتربية أبناءها.



لا نستطيع أن نتهم ثقافة كهذه بالرجعية , لكون الزواج كارتباط بالجنس الأخر فطرة خلقت فينا , ويصعب أو ربما يستحيل علينا إنكارها.


لكن المشكل الحقيقي يكمن عندما تتحول هذه الفطرة والضرورة إلى هاجس حقيقي يؤرق كل فتاة اليوم حالما تدخل سن العشرين.


اليوم: ما إن تنهي الفتاة المرحلة الثانوية وتنتقل إلى مرحلة جديدة ودراسة جامعية حتى يبدأ الحلم ورسم مواصفات فارس الأحلام , وربما خوض تجاري عاطفية نابعة من رغبة في اكتشاف الجنس الأخر والتحليق في عالم الرومانسية والحب.


كل هذا يعتبر أمرا طبيعيا جدا في هذه المرحلة العمرية التي تمر بها كل فتاة, بل إن هنالك دراسة علمية تؤكد بأنه من غير الطبيعي أن تمر هذه المرحلة العمرية على الفتاة دون أحلام الارتباط والحب الوردية.


الهاجس الحقيقي يبدأ بقوة عندما تصل الفتاة إلى سن الخامسة أو السادسة والعشرين وما بعدها دون أن يكون الباب قد دق ا وان عريس الغفلة قد تأكد وجوده, تبدأ عندها الفتاة في الدخول في حالة من القلق والخوف والترقب المخيف أحيانا.


رعب كهذا تعيشه الفتاة يلعب فيه المجتمع بثقافته وعاداته وتقاليده دورا كبيرا, ولكن الدور الأكبر والرئيسي هنا هو موقف الفتاة العربية نفسها من هذا الأمر .


يعني –كفتاة عربية- وصلت إلى سن يعتبرها المجتمع خطرة , ولم يصل فارس الأحلام بعربته وحصانه الأبيض , ما الذي يمكنني فعله حيال هذا الأمر !!!


في نهاية هي مسالة أقدار , ولا يستدعي الأمر خلق دوامة من التشتت والهواجس لا طائل منها.


من وجهة نظري : هذه الهواجس من قبل الفتاة هي العامل الأساسي في تأكيد ثقافة المجتمع عن ما يسمى بالعنوسة ونظرة الشفقة التي يبدونها اتجاه من تأخرت في الزواج.


لا يفوتني هنا أن اذكر نقطة مهمة للغاية وهي أساس وسبب رئيسي لكل هذا الهاجس , ودعوني استفتحها بسؤال


ما الذي يمكن أن يشغل الفتاة العربية بعد الدراسة الجامعية أو عندما تصل إلى الخامسة والعشرين؟


سيارة , وظيفة, وزوج


وفقط


لست أبالغ هنا إطلاقا, وقلة قليلة من يسعين إلى التميز والإبداع ,


لذلك فان قلة الاهتمام , وحصر التفكير في الزواج وحده, حتما سيخلق حالة من الملل والفراغ بكافة أشكاله, بل ويؤدي إلى هدر طاقات كبيرة.


لذلك نجد أن انجازات كثير من النساء , وإقبالهن على العمل والحياة ,والحلم يقل بل ويندثر أحيانا بتأخر سن الزواج.


الأمر محزن ويثير الحنق في الوقت ذاته, وأتحدث هنا كفتاة في منصف العشرينيات بأنني أجدها قمة في الحماقة والغباء والضعف بأن توقف المرأة حياتها , وتحصر تفكيرها, وتضيق آفاقها وتطلعاتها, وتدمن الإحباط واليأس والهواجس لمجرد تأخر سن الزواج..


فلتعذرنني أخواتي الفاضلات, ولكن إن كان تفكيركن قد وصل إلى هذه الدرجة من الرجعية , فبكل تأكيد قوقعة الضعف واليأس وهالة الخوف التي تحيط بعوالمكن الآن هي من اختياركن, وكل يتحمل نتيجة اختياره!!





هناك 4 تعليقات:

  1. موضوع مهم رحمة، كنت أسأل ماذا لو وصلت لل55 ولم تتزوج؟ هل ستنتظر أيضاً؟
    الانتظار ليس هو الفعل/اللافعل المناسب!
    بالعكس عليها أن تعيش حياتها بكل ما فيها من أمل وتفاؤل ومشاريع وانجازات، عليها أن تملك أهدافاً خارج إطار الزواج والانجاب!
    لتفكر في إضافة شيء مميزة لهذا الوطن، لهذا العالم!
    لتفكير في تقديم خدمة للمجتمع ككل.

    ردحذف
  2. لا تدرك هي | أو تلك | أو هؤلاء النساء
    أن الزواج كـ الموت
    لا اختيار لمواقيته ..

    خسارة أن نخسر حلم وبضع طاقات في إنتظار لا نعرف هل يسافر إلينا الآن أو يدق الباب متأخراً

    ..
    ود

    ردحذف
  3. الله كريم

    ردحذف
  4. لا اتفق ففي عمر الثلاثين لا ازال اتانق و اقوم بهواياتي دون تفكير في الزواج بقلق ..الزواج ليس له عمر كما انه قدر

    ردحذف