بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 سبتمبر 2010

متى سيرحمك الله يا مسقط!!!



مما لا شك فيه بأن العاصمة في كل دولة تنفرد بميزات لا تتمتع بها غيرها من المناطق الأخرى في الدولة نفسها, فالعاصمة كانت ولا زالت تمثل الصورة الحقيقية والواجهة للدولة بأكملها...هذه هي الفكرة النمطية رسخت وقُرأت علينا في كتب التربية الوطنية على مدار سنوات الدراسة في المدرسة والجامعة أيضا..



لنأتي إلى الواقع وندع المقدمات الطويلة جانبا ونتساءل :هل تمثل مسقطنا بالفعل الصورة والواجهة الحقيقية لعماننا بأكملها؟


والى أي مدى ترتبط مسقط اجتماعيا وثقافيا وحتى اقتصاديا بمناطق وولايات عمان الأخرى؟


لنحدد ما إن كانت مسقط بالفعل واجهة للبلاد بأكملها, فمسقط يجب أن تتداخل في نقاط تقاطع كثيرة وكبيرة مع مناطق عمان الأخرى, بعبارة أخرى أن مسقط يجب أن تكون مرتبطة بهذه المناطق ارتباطا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا....الخ, وهكذا فان الأمرين مرتبطين ببعضهما ارتباطا وثيقا , بل يكادان يحملان الإجابة والاستنتاج ذاته..


لو فكرنا قليلا في الرابط المشترك أو نقاط تقاطع بين مسقط ومناطق أخرى لنأخذ منها على سبيل المثال وليس الحصر : ازكي,سمائل,صحم,عبري ,إبراء,المضيبي,المصنعة وجعلان..


لوجدنا أن نقطة التقاطع الوحيدة بين هذه المناطق والعاصمة هي أن جميعها تقع في بقعة جغرافية واحدة في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتسمى عمان!!


ولوجدنا أيضا بأن جميع الأنشطة الثقافية من أمسيات أدبية ونواد علمية وناد ثقافي, ومعارض تصوير وفنون تشكيلية, وأوبرا وموسيقى وسينما معتبرة ومهرجانات تنحصر في مسقط وحدها, وهذا يوضح لنا الانفصال الثقافي الحقيقي الذي تعيشه مسقط عن المناطق العمانية الأخرى...


فلا نعجب من مواطن يقطن عبري أو جعلان ولم يدخل سينما أو يحضر أمسية ثقافية في مسقط في حياته كلها!!


ولا نستطيع أن نعتب على عماني يقطن إبراء أو سمائل أو صحم إن كان لم يسمع بدار الأوبرا العمانية أو أن هنالك جمعية للفنون التشكيلية في عمان أصلا!!


لا نستطيع أن نلوم كل هؤلاء إن كانت كل أمانيهم ومواهبهم قد ماتت لأنهم لا يملكون عائدا ماديا يعينهم على السكن في العاصمة وتتبع عالم الثقافة في عمان والذي تمثله مسقط وحدها!!


والباحث عن عمل الذي قد تجبره ظروفه الخارجة عن إرادته بأن يقبل راتبا زهيدا في ولايته حتى وان حمل مؤهلا دراسيا عاليا,فقط لان كل الشركات الخاصة والوزارات والدوائر الحكومية التي تحمل شواغر لرواتب عالية تتركز في مسقط,هذا انفصال اقتصادي أيضا تعيشه مسقط..


وحتى غير سكان مسقط الراغبين بالعمل فيها يكتون بنار الإيجارات التي قد تستهلك أكثر من نصف رواتبهم أحيانا, وفي حقيقة الأمر الحالتين سيان, ووحدهم سكان مسقط هم الرابحين!!


ناهيك عن العيادات الخاصة والخدمات الطبية التي تتمتع بها مسقط وحدها دونا عن المناطق الأخرى , والجامعات والكليات ووسائل الترفيه , والطرق وحتى الماء!!!!!!!!


أبعد كل هذا لا زلنا ننادي بأن مسقط هي الواجهة والصورة الحقيقية لعمان!!!!!!!




 ولكن تكشف لنا الأيام يوما بعد آخر بأن هذا الانفصال الذي تعيشه عاصمتنا عن باقي أقطار وطننا الأخرى , والازدهار العمراني الذي تشهده ينعكس سلبا على استقرارها ونظامها ومن كونها مكانا صحيا للعيش بسبب التدفق السكاني الكبير الذي تعيشه ..فقد باتت كئيبة مقرفة لا يتطلع المرء إلا لإجازة نهاية الأسبوع ليهرب من ازدحامها وقتلها للوقت والصبر والأرواح معا, فقد باتت مسقط تشكل أعلى نسبة للتلوث والحوادث المرورية في عمان بأكملها..


هذا الأمر يحتاج إلى وقفة طويلة جدا جدا , ودراسة مفصلة وخطة عمل دقيقة من جهات الدولة المسؤولة , وإلى ذلك الوقت لا نملك إلا أن نقول( فليرحمك الله يا مسقط)...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق