بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 13 فبراير 2010

حُب و أعياد




قالها كافكا مرةً لحبيبته:"أُحِبُكِ كما يُحِب البَحرُ حَصاةً في قُعرِه, هَكذا يغمُرني حُبكِ"



تغنى المتنبي ذات يوم قائلا:


وعذلت أهل العشق حتى ذقــته


فعجبت : كيف يموت من لا يعشق؟


كثيرة جدا وتكاد لا تُحصى الكلمات التي 

قيلت ولا زلت تُردد عن الحُب , وعديدة جدا

هي مفاهيم الحُب التي لن تتوحد أبدا,فكلا

يرى الحب من منظوره الخاص مُرجعا فهمه

 له إلى تجارب شخصيه ,مشاهدات واقعيه,

استنتاجات علميه .............الخ


لطالما كان ولا زال مفهوم الحب مقترنا

اقترانا كبيرا بالعلاقة الرومانسية والإحساس

 الدافئ بين الجنسين , مع عدم الالتفات إلى

 حالات الحب الأخرى كحُب الإله أو حُب

 الأم لابناءها أو حب الأصدقاء لبعضهم

البعض أو حُب الأقارب......الخ


فمعظم أصحاب القلوب المرهفة والأقلام

المبدعة من شعراء وغيرهم ترنموا وأسهبوا

 في الغناء والدندنة لحب الرجل للمراه أو

 العكس,وقلما نجد شاعرا أو كاتبا يكتب عن

 حب الذات أو الأم أو غيرها من أنواع الحب الأخرى..


ثمة نوع آخر من الحب لا يكاد يعترف به إلا قله قليله من الناس ألا وهو الحب الذي نُبديه إزاء أمور ماديه مثلا:


أن تدافع عن فكره أو معتقد حد الموت فهذا حب لفكره/مُعتقد....


أن تتلذذ بأسلوب كاتب في الكتابة فهذا حب لأسلوب كتابي...


أن ترغب في الذهاب إلى المكان ذاته كل مره فهذا حب لمكان...


وكذلك هو الحال كحُب هواية مُعينه, أو أكله مُفضله .....الخ


الحُب لعبه , وخطره في أحيان كثيرة تخضع لقوانين وقواعد متداخلة...


وقد يكون ليس سوى خطيئة نرتكب فيها كل الحماقات...


وربما ليس سوى نتيجة لفوضى وصراع داخلي...


يُعرف علماء الأحياء و الكيمياء الحُب بأنه"

 عبارة عن ظاهرة كيميائية تنشأ في داخلنا،

فنحن نحب لأن أجسامنا تفرز موادا كيميائية

تدفعنا تجاه شخص معين دون سواه".


وهكذا فإن الحب ليس خيالا أو تحليقا في

الفضاء، بقدر ما هو غريزة أساسية هامة

لدينا، وحقيقة بيولوجية يمكن دراستها

بصورة علمية. فلأسباب عديدة سواء بفعل

الجينات أو التبدلات الكيميائية في أجسامنا،

يحصل لدينا الانجذاب أو النفور تجاه

الطرف الآخر.


بغض النظر عن اختلاف فلسفات ومفاهيم الحُب , يظل هو العاطفة الأسمى التي يحلُم بها الجميع بلا منازع..


فوحده الحُب هو ذلك القاتل اللذيذ الذي يستحيل إعدامه لأنه برئ دوما ..


وقد يبالغ المُحبون في تقديس الحُب , ويغالون في أحلامهم ,مُستبعدين حقيقة انه قد ينتهي أو يتبدل مع مرور الزمن..


ومتناسين أن ثمة ضرائب عليهم أن يدفعوها ثمنا لرحله قصيرة ولطيفه في أرجاءه..


فقد حذرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة إمبريال كولدج في لندن من أن الوقوع في الحب يمكن أن يُلحق إضرارا بالغه بصحة العاشقين..


وقال البروفسور مارتين كاوى " إن أجسادنا

تمر وعلى نحو مستمر بتخبطات كبيرة من


العاطفة والحب يترك بعضها آثاراً خطيرة

تؤدى إلى توسع بؤبؤات أعيننا، وتعرّق

 راحات أيدينا على نحو مستمر، وتسريع

 دقات قلوبنا".


وأضاف البروفسور كاوى "شاهدنا ارتفاعاً

 كبيراً في عدد الناس الذين يشتكون من

أعراض مشابهه لمرض الإنفلونزا بسبب

الضغوط والشدة الناجمة عن المشاكل العاطفية".


ولكن يظل من الجميل جدا أن نتبنى فكره

الاحتفال بالحب في يوم هو فقط للحُب,ولعل

أبسط الأساليب التي يلجأ إليها الاغلبيه

للتعبير عن هذا المخلوق المُخيف هو ورده

 حمراء وبطاقة خطت فيها أنامل

مرتعشة"أُحبك"...


في هذا اليوم من كل عام نحن مدينون

باعتذار كبير لهذا الكائن العملاق

بمعانيه,الصادق في توجهاته , الحقيقي في وجوده...


أيها الحُب : كم من الآثام و الخطايا التي ارتكبناها باسمك!!!


وكم من العيوب حملناك بسبب جهلنا بماهيتك العميقة!!!


ولكنك تظل كبيرا جدا لتحتضن كل زلاتنا

وهفواتنا, ونجما ليضيء ظلام قلوبنا ,

وشهدا ليُحلي مراره أيامنا...


ودمتم بحُب و أعياد

(ثمه كتاب رائع يدعى*اذا كان الحب لعبه ,فهذه هي قوانينها للكاتبه:شيري كارتر سكوت*ستجدونه في مكتبه جرير بمعرض الكتاب...)

هناك تعليقان (2):

  1. بحبنا كل يوم نحتفل؛

    لأننا محبون صادقون مخلصون.

    رائع ماكتبتِ رحمة... تحياتي

    ردحذف