بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 فبراير 2010

أن تكون مُتفتحا......

؟What does open minded mean

بعربية بسيطة جدا:ماذا يعني أن تكون متفتحا؟


أصبح مفهوم التفتح / التمدن/التحضر متباينا جدا في عصر

 تفاقمت فيه وسائل الاتصال والانفتاح على الآخر , ليغدو فيه

 المرء غير قادر على استيعاب كل تداعيات وضرائب هذا التفتح,

 ويضيع في دوامه مجاراة الركب!!!




فموضة ال(open minded) باتت تغزو عالم الشباب و

المراهقين بشكل مخيف جدا , وظهرت معها ثقافة التعصب ,

وعدم تقدير الرأي الآخر...



على سبيل المثال وليس الحصر , ينظر

شاب اليوم إلى آخر الذي يرفض الحديث مع

 فتاه عبر الهاتف أو حتى في مواقع الشات

الانترنتيه بأنه متخلف و (دقه قديمه), وقد

 يرفض الدخول معه في حوار ليوضح

الأخر وجهه نظره, وكأن الحديث مع فتاه

 عبر الهاتف أصبح من المسلمات اليوم على

 انه معيار ل التفتح و التمدن!!!


وفي رواية أخرى قد تميل بعض الفتيات إلى

اتهام أخريات لا يروق لهن تتبع حُمى

الموضة في اللباس أو الماكياج بالغير العصريات ... وكأن الماكياج والموضة

شرطين أساسيين في عمليه التحضر

والرقي!!!


في المثالين أعلاه كان من الممكن أن يتم

تقدير الأمور على نحو بسيط ومختلف

تماما ... أن نعتبر أن رفض شاب للحديث

مع فتاه عبر الهاتف,أو عدم إقبال فتاه على

 تتبع الموضة هو حرية شخصيه/رأي

مختلف/قناعه شخصيه بدلا من تخلف...


قضيه وضع معايير معينه أو مسلمات ثابتة

 للتمدن أو التخلف سواء على مستوى أفراد أو مجتمعات لهو أمر غير منطقي...



المسألة ليست مطلقه أبدا , فمثلا قد يرى

احدهم أن إيران دوله متحضرة جدا لما

وصلت إليه من استقلاليه تامة في المجالات
 المعرفية والصناعية , قد أراها أنا أوغيري

 على أنها ليست سوى دوله متخلفة تعيش في

 ظلمه الانعزال عن العالم الأخر فضلا عن

 عنصريتها الدينية المطلقة...


قد تميل الأمور في مستوى المجتمعات

الكبرى إلى أسس ثابته بوساطتها يتم تقييم

 مجتمع ما .. هذه الأسس غالبا ما تركز على

 التقدم الفكري والسياسي والاقتصادي

والعلمي الذي وصل إليه مجتمع ما...


ولكن حتى في هذه الحالة : حتى الأسس الثابتة ليست مطلقه البتة....


لأوضح الفكرة أكثر: لو قلنا أن أمريكا هي

الدولة الأكثر تقدما وانفتاحا على الدول

الأخرى على مستوى العالم في الوقت

 الراهن.. !!!(مجرد افتراض قد لا يكون
صحيحا)


.فما هي المعايير التي تبنيناها لنخرج بنتيجة كهذه!!!


لو أرجعنا ذلك طبقا(لنظريه الأسس الثابتة)إلى الأتي:


1- لان أمريكا نجحت في الوصول الى اكبر

 اقتصاد فاق كل قريناتها من دول العالم!!


2- لان أمريكا مجتمع ليبرالي بحت مما

 أسهم بدوره في تقدم أفراده الفكري بنسبه لم

 يصل إليها أفراد العالم في دول أخرى!!!


3- لان نظام الحكم فيها  ديمقراطي

 أكثر من غيرها من الدول الأخرى مما

صنع ازدهارا سياسيا واضحا..


حسنا , لو سلمنا بان الأسس أعلاه

صحيحة ,,, لن تكون هذه سوى أسس نسبيه للغاية,


ففي الأساس رقم 1 قد تكون السياسات التي

انتهجتها أمريكا في رفع اقتصادها سياسات

غير أخلاقيه وغير مشروعه تتنافى مع بنود

 اتفاقياتها مع دول العالم الأخرى في ما

يخص مصداقية البورصة وغيرها من

ألعاب الأسهم والاقتصاد العالمي!!!


كيف يمكن ل(dirty business) أن يكون تمدنا !!!


في الأساس رقم 2 مفهوم التقدم الفكري بحد

ذاته أمر نسبي للغاية. قد تكون أمريكا

نجحت في إخراج كتاب , وعلماء ,ومفكرين

 مخلدين ... وهذا يعد حضارة فكريه في

نظر البعض كافيه لجعل أمريكا تنال شرف

الدولة الأكبر فكرا في العالم...


ولكن,,,,,,


ماذا عن الإحصائيات التي توضح أن سكان

أمريكا أكثر دول العالم اكتئابا ,شذوذا

جنسيا,تدهورا اسريا, تفسخا أخلاقيا!!!


أوليست هذه كافيه لنعت أمريكا بالتخلف الفكري؟؟


ختاما:


أن تكون متفتحا هو أن لا تدور في حلقه

أسس ثابتة لتقييم الأمور ...


أن تكون متفتحا هو أن تعي جيدا أن هنالك

 آخر في هذا العالم لزاما عليك دوما أن

 تتقبل رأيه وان اختلفت معه..........





















هناك تعليقان (2):

  1. أنا لستُ منحاز إلى أي رأي في هذه المسألة بالضرورة لكنني أتسائل كيف تكون أمريكا كمثال هنا من أكثر الدول رقياً فكرياً وفي نفس أكثر الدول حالات إكتئاب وتفسخ أخلاقي..
    ووصف تفسخ أخلاقي هذا بمعيار من تحديداً؟ ، أليست الأخلاق نسبية بدورها؟

    ردحذف
  2. تساءلت قائلا:
    كيف تكون أمريكا كمثال هنا من أكثر الدول رقياً فكرياً وفي نفس أكثر الدول حالات إكتئاب وتفسخ أخلاقي..

    وهو الاستفهام ذاته التي طرحته في موضوعي اعلاه,مُشيره ان تبني اسس ثابته تقييم امه او فعل ما بالتفتح لهو امر قد يكون متناقضاوهذا يرجعنا الى مساله ان الامور جميعها تميل الى النسبيه , وكذلك هو الحال بالنسبه الى الاخلاق..

    ردحذف