بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 يناير 2010

لم لا؟؟!!

صباح الخير والبوح والذكاء والصحة :



الموضوع الذي أود طرحه اليوم موضوع يعتبر حساسا إلى حد ما –في بلد يقدس العادات والتقاليد كعُمـــــــــــان- ومهم للغاية كذلك لأنه متشعب جدا ويحتاج إلى وقفه مُطوله ....


لطالما كُنت ولا زلت أتساءل : لماذا لا تملك الفتاه –في مجتمعنا العماني-


1-الشجاعة و 2-الحق و 3-المبادرة في أن تُبدي إعجابها ومشاعرها للشاب الذي يعجبها!!!!!


وللتوضيح :اقصد هنا ما هو خارج عن المألوف: وهو أن تكون الفتاه هي السباقة للاعتراف بإعجابها للشاب وليس العكس!! لــــــــــــــِــــــــــــــــم لا؟؟؟؟؟


التفكير في موضوع كهذا أو محاوله الكتابة عنه أو حتى دراسته ليس أمرا غبيا إطلاقا كما يراه البعض- أو دعوني أقول- الاغلبيه الذين يوقنون انه أمر مفروغ منه بسبب رفضهم للفكرة بأكملها من حيث المبدأ...


أكاد اجزم أن الأمر برمته –رفض المجتمع للفكرة أعلاه – ينبثق من مفهوم المجتمع المغلوط للعلاقة السليمة والصحية بين الجنسين من جهة,والفهم القاصر للدين الإسلامي من جهة أخرى .. وكلا الأمرين في غاية الخطورة...


1- فالعلاقة بين الشاب و الفتاه في مجتمعنا لم تعد تصنف سوى بالعيب بغض النظر عن ماهيتها... يكفي أن تكون بين جنسين مختلفين لتصبح في قائمه الممنوعات والغير مرغوب فيها ...


والنتيجة الُمزرية لهذا أن الأمر أصبح عكسيا , فمع الحرب التي يشنها المجتمع إزاء هذه العلاقة باختلاف توجهاتها , في المقابل نجد أن الشباب ذكورا وإناثا على حد سواء يقتحمون كل الحواجز ويفتحوا كل الأبواب على مصراعيها في علاقاتهم ,, والتي في غالبيتها لا تكون سوى سرا لسد أفواه الاسره والمجتمع ...


على سبيل المثال وليس الحصر:


أيهما أفضل :


أن يجتمعا في شقه مغلقه سرا وقد -وللأسف *قد*هذه تتحقق كثيرا – يحدث ما لا تحمد عقباه؟؟؟


أو


أن يلتقيا في مقهى أو مكان عام أو أن يجلسا معا في كافتريا الجامعة أو الكلية أمام أعينكم؟؟؟


توضيح مهم جدا:


لست هنا لأدعو أو ل أؤيد أو ل أؤكد على وجوب قيام علاقات بين الجنسين , سواء سرا أو علانية , أو لأعطي خيارات محدودة أحلاهما مر....


كل ما أتحدث عنه هنا هو الواقع كما هو بلا مبالغات... الواقع الذي يقرر- رغم انفي وأنوفكم جميعا- أن هنالك علاقات كثيرة قائمه بين الفتيات والفتيان بغض النظر عن صحتها, وان اضافه خيار ثالث للتساؤل أعلاه وهو محاربه قيام علاقة بينهما أصلا لهو أمر فارغ ...


هذا المفهوم المغلوط الذي يتبناه المجتمع من علاقة الجنسين ببعضهما يرسخ في أذهان الكثير من الفتيات انه من العيب أن تبادر إحداهن بالاعتراف للشاب بإعجابها به وان فعلت ذلك فإنها لن تكون سوى قليله حياء ودين...


فثمة فكره –غبية للغاية- تتداولها معظم الفتيات وبصوت مسموع غالبا هنا وهي أن : من تتجرا وتبوح لشاب بمشاعرها اتجاهه فإنها تعاني من خلل في احترامها لذاتها , ومبررهن لفكره كهذه مردها إلى أن الشاب قد يحتقرها ويزدريها لجرأتها....


حسنا _لو افترضنا_ أن الشاب احتقرها بالفعل – لجرأتها ... فهل تكون قد أذنبت وانتقصت من حقها عندما فتحت له قلبها بالاعتراف؟؟؟


بالطبع لا ومليون لا .... أتعرفون لماذا؟؟؟


انحني إجلالا وتقديرا لمن تستطيع أن تفعل ذلك ولمن لن تندم أبدا حتى وان قام هو بازدرائها


أولا : لأنها تملك قدره نفسيه وذكاءا اجتماعيا –كثيرون لا يملكونه- ألا وهي أن بوسعها البوح بمشاعرها والتعبير عنها ...


ومسألة التعبير عن المشاعر سواء أكانت إعجابا أم حبا أم غضبا أم بكاء أم شوقا وعدم كتمانها هو أمر مهم للغاية , وانعدامه يدل على خلل نفسي لا ريب فيه حسب ما أقرته كل الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة..


وهذه قضيه مهمة جدا تحتاج إلى دراسات واضحة وكثيرة في مجتمعنا العماني.فبسبب الكبت العاطفي يعيش عمانيون كثر في اكتاءب مزمن ..


فثمة أفكار راسخة وممارسات مريضه في المجتمع العماني والتسليم بصحتها من كثيرين وتأييدهم لها ما هو إلا مؤشرلخطوره الوضع...


على سبيل المثال:


عيب على الرجل إن يبكي وان كان يمر بأزمه حقيقيه ,لان البكاء ضعف ليس سوى من اختصاص النساء , وعليه أن يكبت حزنه وتأثره بداخله ....


لماذا ؟؟؟


اوليس الرجل من فئة البشر الذين يمتلكون حسا ومشاعرا ؟؟؟


يا ناس حتى الحيوانات تبكي وتعبر عن مشاعرها!!!!


سلوك آخر خطير: أن يتحرج البعض من معانقه أبويه حتى بعد طول غياب هذا لأنه لم يعتد أصلا على التعبير عن عواطفه لا كلاميا ولا سلوكيا..


فإقدام فتاه على البوح بمشاعرها لشاب في مجتمع كعُمان يقل فيه الأصحاء نفسيا من داء كبت المشاعر , يجعل من هذي الفتاه صحية نفسيا من هذا الداء ... فيفترض بنا أن نحسدها على نعمه الصحة لا أن نزدريها ا وان نقول لها عيب..

ثانيا: _لو افترضنا الاحتقار كرده فعل من الطرف الأخر_ ازدراءه لها بحجه جراءتها الزائدة ليست سوى سلوكا رجعيا ونقصا في شخصه, لان ذلك لم يؤثر بها سلبا بل كانت واثقة وفخورة بما فعلت, والدليل هو عدم ندمها بالرغم من احتقاره لها..


ثالثا: لأنها ستكون استثنائية واستقلاليه في تفكيرها : لان من يقدم على فعل ما يزدريه ويمقته الاغلبيه في المجتمع يصبح إنسانا مستقلا بفكره وغير تابع لأحد . أي أن( رأي الاغلبيه مش دايما صح)


2-العامل الأخر الذي يجعل من فكره مبادرة فتاه للاعتراف لشاب بمشاعرها اتجاهه في مجتمعنا هي: المفهوم القاصر للدين الإسلامي..


الاغلبيه العظمى يعتبر ذللك نقص حياء في المراه أو قله دين..


من يؤمن بالفكرة أعلاه فليأتني بدليل واحد من الدين يقنعني به !!!


خديجة بنت خويلد –رضي الله عنها_ أخبرت ابن عمها ورقه بن نوفل عن مدى إعجابها برسولنا الكريم ودعته أن يعرض عليه الزواج بها وعلى لسانها!!


هل كانت هنا خديجة الطاهرة تعاني نقصا في الحياء أو قله في الدين؟؟؟


ستقولون :بأن خديجة بعثت مرسالا للرسول ليبلغه حبها وإعجابها ولم تذهب إليه بنفسها!!!


حسنا


أولم يكن ورقه بن نوفل رجلا؟ ؟


أولم تصارحه خديجة بحبها لرسول الله؟


وان لم يكن هو الشخص المقصود ... ولكنها في النهاية باحت لرجل بمشاعرها ليوصلها لرجل!!


بواقعيه ومنطقيه أكثر:


اليوم: هل من فتاه أن تبعث أخاها أو أباها مرسالا ليبلغ إعجابها لمن تحب على لسانها؟؟


والأكثر واقعيه ومنطقيه:


من هو الأب أو الأخ أو ابن العم الواعي والاستثنائي جدا الذي يفعل كما فعل ورقه بن نوفل؟؟


رسالة أخيره:


إلى المجتمع كافه:


إن كنتم ترفضون أمورا بشده وتزدرون اعتناق أفكار تمقتونها , فلتقدموا لنا خيارات وبدائل أخرى تقنعنا , بعدها لن نملك سوى أن نقول سمعا وطاعه....


ودمت بخيارات وبدائل






هناك تعليقان (2):

  1. الحمد لله أنني على صحة وعافية
    أحسن من أكثر مليون ونصف شخص

    ردحذف
  2. كلامك جميل أخت رحمة
    لا أملك أن أضيف
    ولكني معجب بهذا الفكر
    مشاعرنا متساوية فإن كان يحق للرجل أ يبوح بحبه فللمرأة ذلك الحق لأنها تملك مشاعر كمشاعره.
    المجتمع ظالم من هذه الناحية... ولكن دعيني أقول أن هناك فتيات الآن بنفس الجرأة والثقة ولكنهن قليلات... وهناك من الشباب من يتفهم ويحترم أمثالهن ولكنهم أيضاً قليلين.

    ردحذف