وهم/كتابه/عشق/بحث/الماورائيات/المؤامرة الكبرى/الزمن
ليله البارحة فرغت من رحله بها الكثير من المغامرة والوهم
اللذيذ استمرت ما يقارب الأسبوعين بالرغم من أنها كانت يمكن
أن تنتهي في فتره زمنيه اقل..
"الحياة الجديدة " رواية عميقة ومتداخلة جدا للتركي أُورهان باموق ..
تتحدث الرواية عن شاب جامعي في بداية العشرينيات من
عمره,يحيا حياة بسيطة للغاية كباقي اقرأنه من الشباب في قرية
(طاش قشله ) التركية مع والدته القليلة الكلام...يقرا السيد عُثمان
(شابنا الجامعي بطل الرواية الذي لم يظهر اسمه إلا في آخر
خمسين صفحه من الرواية) كتابا يقع بين يديه مصادفه ليغير هذا
الكتاب مجرى حياته البسيطة بأكملها.. يعاود قراءه الكتاب
عشرات المرات ثم اعاده صياغته وكتابته بلغته الخاصة .. في كل
مره كان يقرا فيها الكتاب ثمة ضوء قوي ساطع ينبثق منه يصعب
على الشاب مقاومته. يُصاب بعدها البطل بوحدة وانعزالا
حقيقيا .. بالاضافه إلى حاله من التشتت الرهيب والتفكير بلا شيء
سوى بالكتاب ..
في مطلع الحياة الجديدة يقول الراوي"قرأت كتابا في يوم ما
فتغيرت حياتي كلها. من الصفحات الأولى شعرت بقوه الكتاب إلى
حد اعتقادي بأن جسدي انتزع عن الكرسي والطاولة وابتعد "
ولكن ما هو هذا الكتاب ؟ ومن مؤلفه؟ وما هي الأفكار التي تختبئ
في ثناياه ؟ كانت جميعها أمورا مجهولة وغامضة .. بأخذنا
الراوي في رحله مشوقه للغاية مع السيد عثمان استغرقت عشر
سنوات من البحث عن الإجابات الممكنة لهذه المجاهيل ..
الرحلة:
يغادر السيد عثمان (طاش قشله) مع فتاه جميله يقع في غرامها
وتدعى (جانان)التي فقدت عشيقها (محمد) الذي راح ضحية
البحث عن الحياة الجديدة التي تحدث عنها الكتاب..
مُعظم أحداث الرحلة تدور في الحافلات و تحكي تقاصيلا دقيقه
ابرع الكاتب في سردها , وفي كل مره تصطدم الحافلات وتتحطم
ليلقى عدد كبير من ركابها حتفهم .
يصل السيد عُثمان وجانان إلى منزل السيد نارين القابع في مدينه
(غودول)التركية , ويحدثهما السيد نارين عن امور كثيرة
وتفاصيل عميقة عن ابنه الذي فقده وقتل بعد أ ن قرأ كتابا قلب
حياته رأسا على عقب. يكتشف بطل روايتنا وجانان أن هذا الابن
ليس سوى محمدا (عشيق جانان السابق).
يغادر بطلنا منزل السيد نارين تاركا وراءه جانان وقد كوتها حمى
شديدة اثر علمها بوفاة محمد , ليكمل مسيره في فهم مكنونات
الحياة الجديدة ويبحث عن محمدا الذي كان موقنا انه لم يمت ,
فيلتقيه ويتحدثان مطولا عن كل شيء . عن الكتابة و الكتاب , عن
جانان والعشق , عن الملاك والزمن .. يموت بعدها محمد مقتولا
وهو في احد صالات السينما بعد أن يُطلق عليه بطلنا ثلاث طلقات
متتالية ليعود هاربا ومنتصرا ويحظى بجانان إلى الأبد . يُصعق
بأنها غادرت منزل السيد نارين ..
يعود السيد عُثمان إلى (طاش قشله) متمنيا إيجاد الحبيبة , وطامعا
في العودة لحياته السابقة (قبل قراءه الكتاب) ولكن الرياح شاءت
أن تعاند سفنه...
تمر سنوات طوال يتزوج فيها السيد عثمان ويرزق بطفله, ويعود
فيها للسفر في حافلات كثيرة للبحث عن سر آخر من أسرار الحياة
الجديدة , وفي طريق عودته إلى (طاش قشله) تصطدم الحافلة
بعمود اناره لتتحطم مدركا وقتها بطلنا انه منتقل إلى حياه جديدة
أخرى تختلف كليا عن جميع حيواته السابقة....
في آخر فصول الرواية يسلك الكاتب نهجا مختلفا عم بدأها به ,
ويستفهم من القارئ عن أشياء كثيرة , يربط أحداث الرواية بواقع
راهن نعيشه الآن..
بدأت الرواية بأحداث بطيئة مليئة بتفاصيل مُطوله تتراوح لغة
سردها بين ضميري الغائب والمُتكلم ,, تدريجيا بدأت الإحداث
تتسارع مع الإبقاء على ذكر تفاصيل بدت اقل دقه ...
رواية اقل ما يمكن أن أصفها به هو أنها مُذهله...
أنصحكم بقراءتها وستعيشون معها حياه جديدة ,جميله بكل تفاصيلها...
دامت أيامكم عامره بالقراءة و الحيوات الجديدة...
الكتاب القادم الذي سأسدل عنه الستار بعد قليل هو :
(هذا هوالإنسان) لفريدريش نيتشه..