مؤخرا تبدو لي الكتابة أو بمعنى أصح الخربشة أو الهلوسة الكتابية أصعب ما يمكن أن أقوم به , وشراء دفتر جميل وقلم أزرق مائي حيلة قديمة مارستها على نفسي لتخفيف وطأة الأمر , لكن الأمور لم تسر كما خططت لها ,فوجود مدونة إلكترونية كان مانعا قويا وبامتياز لإغلاق دفتري الجميل لأجل غير مسمى ,والعودة من جديد للكتابة على شاشة متعبة ومرهقة لعينان انطفأ نورهما!
لا أعلم حقيقة لماذا تبدو لي جميع الأفكار وإن تشابكت ببعضها أكثر وضوحا ,وجميع الأحلام وإن بالغت في تخيل وقوعها أكثر واقعية ,وجميع الخطط وإن تشابهت مع بعضها بدت أكثر تميزا ,كل هذا وأنا على مخدع النوم ,وكأنني أغالب عدوي الصديق بأقوى الأسلحة التي أملك!
في لحظات ما من الزمن قد نتشبث بأمور ما بقوة لا مثيل لها ,أو نعتنق أفكارا ومعتقدات لسنين طوال , متخذين منها مبادئ وملزمين أنفسنا بها ,والحياد عنها قليلا يوقعنا في دوامة كبيرة من الندم ولوم الذات.... يمر الزمن ,وتوقعنا الحياة في اشتباكات مع ذواتنا بامتحاناتها التعجيزية,لنقع بعدها بين مطرقة مبادئنا وسندان دروسها...
في مواقف كثيرة أيضا نقف بخيالنا عند عتبة يصعب علينا تجاوزها ,نجد أنفسنا لا نملك من الجرأة ما يكفي حتى لنفكر ما وراءها , تدور دائرة الزمن وتجرنا إلى ما وراء العتبة ,حيث نقف مذهولين ,فزعين من عالم جديد كان التفكير به شيء خارج قدرات عقولنا,وحداسة أرواحنا , هنا يمر كل شيء ببطء شديد ومزعج, نصطدم فيه بكل شيء ,بالآخرين الذين قد يكونوا وصلوا قبلنا,بأفكارنا,بذواتنا,بحيواتنا السابقات,بأرواحنا,بعقولنا.. قد تبدو عندها الحياة غريبة ,لكننا في نهاية المطاف نتجاوز كل شيء وسواء أكان هذا التجاوز بسلام في بعض الأحيان أو بأكبر الخسائر في أحيان آخر ,فإن الحياة تستمر بكل تأكيد.
لا أجدني قادرة على استيعاب أو إيجاد مفهوم شامل للحياة بكل تناقضاتها ,ومترادفاتها ,سطوتها واستبدادها,كرمها وسخاءها.والسؤال الأهم الذي يتقافز في رأسي هو ما الفرق بين الحياة والزمن !
قد تكون الحياة سلسلة من الأزمنة نعيش كل منها على حدة دون أن نشعر بانفصالها عن بعضها البعض بل وكأنها زمن واحد!
أو قد يكون الزمن سلسلة من الحيوات المختلفة التي تمر سريعا وكأنها حياة واحدة فحسب!
تتخبط الأسئلة والأفكار في رأسي مسببة صداعا لا يطاق ,ومن الجهة الأخرى مخاض لولادة أحلام جديدة,وخطط لغد قادم تنشد الأولوية..
الآن تبدو لي الحياة ماضي بالكاد أذكره ,وحاضر أتقبله بشكل غير سيء وغد أجهله تماما...
تصبحون على وطن عادل
12:49 ص
8\6\2011
الموالح