بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 يوليو 2010

نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء


من عاطلة عن العمل إلى جميع من يهمه أمر هذا الوطن:


ملاحظة: عاطلة عن العمل وليست باحثة عنه , فثمة فرق بين الاثنتين البحث عن عمل يتطلب وجود فرص عمل حقيقية يمكن أن يتكلف المرء مشقة العناء والبحث عنها , أما إن لم تكن هذه الفرص موجودة أصلا , فعن ماذا سيبحث, في هذه الحالة لن يكون سوى عاطلا عنه وبامتياز أيضا..


لندع عنا هذه المثاليات والشعارات العالية التي تنادي : بأننا نحن من يجب أن يوجد هذه الفرص , ومن يسعى لخلق ظروفها , وانه ما من عاطل عن العمل هنا , بل هنالك باحثين عنه.


التفاؤل الزائد قاتل في معظم الأحيان , بل هو محاولة بائسة جدا لخلق حقائق مغايرة للواقع ,فلم نضحك على ذواتنا ونوهمها بأشياء من أشباه المستحيل تطبيقها!!


كيف لامرئ يقطن بلدة يابسة جافة خاوية من كل شيء تقبع في داخلية عمان أو شرقيتها ,تنعدم فيها ابسط وسائل الترفيه والاستجمام والترويح عن النفس والجسد والروح والعقل, أن يوجد فرصا للعمل أو أن يقدم مشروعا إبداعيا ينعكس إيجابا عليه وعلى مجتمعه!!


هنا تفرض مشكلة رئيسية مهمة نفسها وهي أن 99% من الوظائف والأنشطة الاجتماعية والثقافية تتركز في العاصمة , فوحدهم سكانها من ينعمون بامتيازاتها , بينما تعيش الأجزاء الأخرى من الوطن( شرقيتها , وداخليتها ..... الخ) انفصالا ثقافيا واجتماعيا حقيقيا و خطيرا عنها وعن جميع امتيازاتها !!


الأمر ليس هينا أبدا ولا يحتمل مزيدا من الإهمال وسوء تقدير للأمور , فقد باتت البطالة داء يهدد المجتمع العماني بأكمله ليس على نطاق العاطلين عن العمل فحسب , بل و العاملين منهم أيضا ..


فلا يكاد أي بيت عماني يخلو من فردين أو ثلاثة عاطلين عن العمل , وهذا يخلق حالة من البؤس والضياع والاكتئاب أحيانا لا تنعكس سلبا على غير العاملين فحسب بل على جميع أفراد الأسرة , بالإضافة إلى ذلك وبحكم أن الأسر العمانية في غالبيتها كبيرة ( ثمانية أشخاص على الأقل , ولان متوسط دخل الفرد ضعيفا مقارنة بمتطلبات الحياة في الوقت الراهن) نجد أن رب الأسرة ومعيلها يكون قد انفق الكثير من المال ليعلم أبناءه في مؤسسات تعليمية خاصة , معلقا جل آماله أن يعوضه ابنه أو ابنته تعب تلك السنين , ليحبط بعدها انه/أنها لن يكون سوى عبئا زائدا ظن انه تخلص منه...


للأسف الشديد نجد أن معضلة البطالة في عمان لم تلقى حقها من الدراسة إطلاقا , فلا نكاد نجد إحصائيات أو أرقاما حقيقية تصف الواقع البائس الذي يعيشه المجتمع,عندما نصل إلى مسألة البطالة يبقى كل شيء مسكوتا عنه , وتكاد الشفافية والمرونة في التعامل مع هذا الأمر معدومة ..


أؤكد من جديد خطورة الوضع هنا فلو تريثنا قليلا في المصائب التي قد تنهال علينا من جراء هذا الداء الفتاك لأدركنا أهمية دراسة الأمر والوقف عنده وقفة جادة صارمة بعيدا عن أية مثاليات وشعارات بالية ..


لنأخذ-على سبيل المثال وليس الحصر:


1-الحالة النفسية التي يعيشها العاطل عن العمل لمدة قد تمتد إلى سنة أو سنتين على اقل تقدير من اكتئاب , وإحباط , وبؤس, والشعور بالا جدوى , والتحسر على سنوات الدراسة الطويلة , وما يترتب على ذلك من سلوكيات طائشة كالسرقة , أو تكسير السيارات, الإدمان على الانترنت, المخدرات والتدخين وشرب الكحوليات , العلاقات الغير شرعية بين الجنسين , الفراغ العاطفي والفكري...... الخ


جميعها أمور لا يجوز أبدا التغاضي عنها لأنها حتما ستدمر الفئة الأكثر أهمية وفائدة للمجتمع , ناهيك عن آثارها الاجتماعية والاقتصادية السلبية على الأفراد كافة.


2- تسهم ظاهرة البطالة بشكل كبير إلى التقليل من انتماء المرء لوطنه , وذلك من جراء شعوره الكبير بالظلم الذي يمارسه عليه مجتمعه من ضياع لكل حقوقه كباحث عن عمل ..


لو تساءلنا : ما هي حقوق الباحثين عن عمل في وطن كعمان؟


لم أقرا ولم أجد أية فئة مختصة بالتوظيف أو أية صحيفة أو مجلة عمانية تناولت موضوع البطالة بجدية تامة أو عرضت لنا معاناة الظلم وهضم الحقوق التي يعانيها الباحثون عن عمل , كل ما قيل في هذا السياق لا يتجاوز رؤؤس أقلام ,وفي معظمه إلقاء اللوم على الباحثين عن عمل لترفعهم عن امتهان الأعمال الأبسط من البسيطة ...


ولا يفوتني هنا أن اذكر بأن التشغيل والاهتمام بتطوير الفئات العاملة الوافدة في مجال أعمالهم على حساب أبناء الوطن يعتبر أشد وأقسى مظهر من مظاهر هضم حقوق الباحثين عن عمل..


لتجد أن معظم الاختصاصين وأصحاب المناصب الكبرى في المجتمع هم من الوافدين بحجة أنهم يملكون خبرة ومعرفة اكبر من العماني..


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لا يعطى العماني الفرصة ذاتها ليتعلم ويتطور في مجاله ليصبح اختصاصيا محترفا !!!


من أين للعماني المتخرج حديثا أن يمارس تخصصه ويكتسب خبرة إن كانت كل إعلانات الوظائف في القطاعين معا العام والخاص لا تطلبان خبرة تقل عن سنتين كأقل تقدير !! عجبا من أين له بهذه الخبرة إن لم يعطى الفرصة كي يدخل سوق العمل !!!!!


ختاما: المسألة في غاية الخطورة , والإسراع لإيجاد حلول منصفة والسير على نهج واضح ودقيق من شأنه أن يجنبنا الكثير من المصائب والخسائرمستقبلا وإلا لتحول المجتمع إلى دمار وفقر ومجزرة ولنلنا ترتيبا متقدما مخزيا في مصاف الدول النامية...

























هناك 3 تعليقات:

  1. رحمة الأخت الفاضلة العزيرة .. ندائك شب القلب قلقا على مزرعة .. مزرعة!
    فشكول ..

    ردحذف
  2. رحمة آل خليفين :
    المسألة ليست سهلة أبدا كما يزعمون
    والنتائج مخيفة جداً
    لم يعد أحد يعيش حياة طبيعية ، لا نفسيا ولا فكريا
    السهولة التي يضعون لها عناوين بطول عامود إنارة شارعنا
    هو أن تدرس تخصص بنصف سنين عمرك إلى الآن
    لكن أن تعمل في مؤسسة خارجة تماما عما درسته


    أحييكِ ولا أوقف التصفيق ولا حتى التفكير

    ردحذف
  3. رحمة أتفق معك في كثير مما قلت، لاسيما فيما يتعلق بتركز كافةالخدمات الترفيهيةوالتعليمية - عدا المدارس- والوظائف في العاصمة،حقيقة باتت الكثير من الأسر التي تقطن في مناطق السلطنةالمختلفة تنتقل للعيش في العاصمة بغية الحصول على حياةأفضل، الأمر الذي يتسبب بزيادة الكثافة السكانية والذي تتفاقم من خلاله العديد من المشكلات أولها الإزدحام المروري.

    عائشة آل خليفين

    ردحذف