رواية للكاتبة السعودية أثير عبد الله ....
تدور أحداث الرواية حول فتاة سعودية (جمانة)حالمة تكمل دراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية , تلتقي هناك بشاب سعودي(عبد العزيز) وتنشأ بينهما قصة حب كبيرة , تعاني فيها جمانة الأمرين من حبيبها الضائع , التائه , اللطيف ,الوديع , الشرقي بغيرته ,اللعوب, المتناقض , تضيق ذرعا من أكاذيبه و أفعاله الغر ائبيه, وتبوء كل محاولاتها المستميتة لتركه بالفشل الذريع , يتزوج من أخرى فقط ليثبت لذاته ولها بأنها اطهر من أن يلوثها قذر مثله بدنسه , يعود إليها من جديد مقسما بأغلظ الأيمان وراكعا تحت قدميها بأنه لم يحب سواها , لا تملك سوى أن ترضى عنه ( مصلوب أنت في قلبي ..فرجل مثلك لا يموت بتقليدية , رجل مثلك يظل على رؤوس الأشهاد...لا ينسى ولا يرحل ولا يموت كباقي البشر..)
يخطبها بعد نضال كبير لإقناع أهله وأهلها بالموافقة , لينهي بعد فترة قصيرة كل ارتباط بينهما بلا أسباب واضحة كعادته, تموت هي للمرة البليار, ويعود هو ليسترضيها من جديد , تسامحه, مع إدراكها التام الذي لا يشوبه أدنى شك أن (أحببتك أكثر مما ينبغي , وأحببتني اقل مما استحق) ...
بدأت الكاتبة الرواية بنبرة تملؤها الحسرة والندم والألم تزفرها البطلة على حبيب لم يمنحها سوى كل أنواع الموت وأقساها , لتستطرد فيما بعد في سرد أحداث ومواقف غير مكتملة لتنتقل إلى أخرى , وتعود من جديد لإكمال الحدث أو الموقف الأول,وهكذا إلى نهاية الرواية...
أعطت الكاتبة سردا تفصيليا مملا لبعض أحداث الرواية ( على سبيل المثال: أحداث خطبة عزيز لجمان) , فقد بالغت بعض الشيء في تكرار مشاعر لوم وسخط وخيبة كانت تبديها جمان إزاء عزيز منذ بداية الرواية .... أو بعبارة أخرى طغى على السرد عاطفية كبيرة مما قلل من أهمية الحدث , وهذا كثيرا ما تكرر قي الرواية..
في الوقت ذاته نجحت الكاتبة إلى حد ما إلى استفزاز مشاعر القارئ , مازجه بنفسه أكثر من شعور , من عطف وشفقه على جمان, إلى غضب واستخفاف بحبها الجنوني لعزيز , ومن قهر وكره لعزيز اللعوب إلى شفقة على شخصه المريض...
تميل الكاتبة إلى صبغة تحليلية جميلة في تبرير تصرفات بعض شخوصها ( على سبيل المثال ( ما جاء على لسان زياد عندما كان يحاول مواساة جمان في احد شجاراتها مع عزيز:(أتعرفين ما مشكلة عزيز معك ؟! مشكلته انه لا يستطيع أن يحتمل نقاءك .. يشعر بقرارة نفسه بالسوء,يظن بأنه سيئ ........................كان عبد العزيز واثقا من إخلاصك وهذا ما عذبه, يدرك بأنه الرجل الوحيد في حياته،بينما جئت أنت بعد عدة فتيات ................ص 82-83)
من قرأ للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي سيدرك جيدا كيف أن أثير عبد الله قد تأثرت كثيرا بمستغانمي منذ بداية روايتها هذه وانتهجت ذات النهج لمستغانمي وجاءت اقتباساتها لبعض أقوال مستغانمي مؤكدة ذلك, ولكن مع تطور أحداث الرواية بدأت أثير الانفلات كثيرا من قالب مستغانمي السردي!
في مواضع كثيرة لم تدع الكاتبة للقارئ فرصة للتكهن بما سيجري من أحداث , فكل شيء كان شارحا ومفسرا نفسه والنهاية كانت أمرا محسوما غير قابل للنقاش!!
ختاما: رواية جيدة انصح بقراءتها