ليس بالأمر الهين إطلاقا العودة إلى الكتابة
بعد إنقطاع طويل .عندما تصاب بتبلد ذهني
حاد وتشوش في الأفكار , تحتاج عندها إلى
مؤثرات تحفيزية خارجية قوية لتبدأ من
جديد.
هذا الأنقطاع جعلني أكتشف ميزة تنفرد بها
الكتابة عن غيرها من الهوايات الأخرى لم
أكن قد فطنت لها من قبل ألا وهي الثقة
العالية بالنفس.
في أيام بعيدة مضت كنت أدين للكتابة بالكثير
للعبها دورا مهما في ترتيب داخلي ليس
لكونها متنفسا لهواجس داخلية متعبة فحسب بل
لأنها نجحت إلى حد ما في صقل ثقتي
بنفسي ورفع درجة إحترامي لفكري وتميزي.
كنت ولا زلت أؤمن بأن القراءة هي أكبر عامل
رئيسي للسير والغوص قدما في عملية
الكتابة,وأجزم بأن إنقطاعي شبه التام الذي طال
كثيرا عن القراءة هو المسؤول عن
التردي الواضح جدا في أسلوبي الكتابي
.
ليس هنالك الكثير ليقال بعد كل هذا الإنقطاع
سوى أنه قد آن الأوان للبدء من جديد
حيث لا مجال للتراجع إطلاقا!
في محطات كثيرة من الحياة نختار- بدون دراية-
غالبا أن نكرر الأخطاء ذاتها
معتقدين في قرارة أنفسنا بأننا سنحصل على نتائج
مختلفة وبالفعل نحصل على نتائج
مختلفة ولكن على نحو سيئ جدا وباهظ الثمن لدرجة
تفقدنا الإيمان بأنفسنا أحيانا.
ثمة دروس ليس في تكرارها إلا سرقة لأحلى أيام
العمر وإهدارا وضياعا لطاقات قد
يغدو من الصعب تحفيزها في وقت لاحق نكون فيه في
أشد الحاجة إليها.
لم ولن يكون الإستسلام يوما هو الحل .. إذا
لا مفر ولا منقذ سوى البدء
من جديد.
هذه المرة لن أتبنى موقفا متطرفا من التفاؤل
سبقه بكل تأكيد موقفا متطرفا من السلبية
فلا بد من منطقة وسطى.
أدرك جيدا بأن الأمور لن تسير جميعها على ما
يرام ,فثمة ضرائب يتحتم علي دفعها
لخسائر مختارة سابقة .لكن رحلة النهوض قد آنت .
ختاما:
Life is no longer scared me
1:36 ص
16-2-2013
الغبرة.