أن تكون في مزاج رائق, وتبدأ الدخول في مرحلة رضا ما عن حياتك وظروفها التي كنت قد ظللت فترة طويلة ساخطا عليها , وترفع الراية البيضاء لكل أحداث حياتك, بما فيها المزعجة , ولكنك رغم كل هذا تصاب بأرق غريب جدا , او بصدق ادق هو غياب النوم , فتنام ست إلى سبع ساعات اليوم , وتظل مستيقظا طوال الغد!!
أيعقل أن يكون الأرق وغياب النوم ضريبة للمزاج الرائق والراحة النفسية؟
ثمة أناس عندما يشعرون بالسعادة بعد طول تعاسة واختناق , يصابون بالأرق , فتختفي لديهم الرغبة في النوم , ولا يكون النوم حاجة بيولوجية أساسية لديهم , لان الساعات التي قد يقضونها في النوم ستنقص من عمر سعادتهم , واظنني انتمي إلى هذه الكوكبة من الغرائبيين من بني البشر.
أن تكون سعيدا , يعني أن لا ترهقك دروس تعلم السياقة منذ الصباح الباكر , حتى وان أغدقتك المدربة إهانة وتسفيها لأنك تدخل محطة تعبئة الوقود من المخرج وتخرج من المدخل , وتكون هي المرة الخامسة أو ربما السادسة التي تكرر فيها الخطأ ذاته..
أن تكون مبتهجا وساكنا يعني أن البحث عن عمل لا يعد معضلة حقيقة بعد الآن , بل على العكس تماما هو نعمة يفتقدها كثيرين , لأنك ستكون حرا بلا حدود ومبدعا أيضا, تمارس كل أنواع الجنون وتسهر وتنام متى ما شئت , فليس ثمة ما يقيدك أو يحرمك ويقتل وقتك..
أن تكون رائقا يعني أن لا مانع نفسي من أن تقضي خمس ساعات من يوم صومك تطبخ بيتزا, خلية النحل, لقمة القاضي , شوربة ربيان , وجميع أخواتك لا يكترثن حتى بمجاملة سؤالك إن كنت بحاجة لمساعدة (طبعا هذا لا يحدث إلا عندما تكون في قمة صفاءك وهو نادر جدا)
أن تكون سعيدا هو أن لا تستثقل مناسبات اجتماعية كنت لا تطيقها , لتصبح صلة الأرحام والزيارات العائلية من أحب الأمور إلى نفسك , حتى لو اضطرك الأمر بأن تتعامل مع من لا تحب.
أبعد كل هذا يهاجمك شبح الأرق وعليك أن تدفع ضريبة !!
حسنا , سأكون في أقصى درجة الصفاء وسأقول بأن الأرق يمنحك فرصة جميلة ورائعة للغاية بأن تراقب وجهك جيدا ويجعلك أكثر جمالا في نظر نفسك , فعندما تسهر ترى بأن لون وجهك أصبح أكثر توردا وإشراقا ( والله انا احس كذا , تجربة شخصية, طبعا بغض النظر عن الهالات السوداء التى ستنحفر حفرا اسفل عينيك والتي لن تفيد معها كل كريمات العالم).,لأنك في ساعات النهار كلها قد لا تملك الوقت والهدوء لتحدق في وجهك, فوحده الارق من يمنحك هذه الفرصة لتكتشف جاذبية وجهك وسحره..
وأجمل وأروع ما يمنحك إياه الارق هو فرصة ذهبية للكتابة , كما افعل الان , فليس أجمل من أن تجري جريا إلى مدونتك لتكتب جنونا كهذا..
لا تنزعجوا من الارق يا أصدقاء, حتى وان حل عليكم ضيفا ثقيلا بلا مقدمات أو أسباب وجيهه, فثمة ما يبهج به ..
بعد نصف ساعة درس تعلم السياقة
دمتم بلا ارق وبلا دروس تعلم السياقة..
2\9\2010
5:15 فجر الخميس
إبرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق