مساء جميل من مساءات كانون الأول الطاهرة . مساء اختلط بصفاء صباح مشرق اختبأت فيه الشمس وراء لحاف من الغيم كفتاة غطت وجهها استحياء من عريس قادم ....
مساء أعاد لذاكرتي أشلاء من ماضي دفنته سنين طوال , مساء انبثقت منه رائحة عبقه سافرت معها روحي إلى فضاء فسيح جدا...
لي حكاية طويلة مع ديسمبر....
حكاية الميلاد وهي ذاتها حكاية الصرخة الأولى .... حكاية ستكمل عامها الرابع و العشرين في ليلته التاسعة عشر...
و ربما ستموت حكاية تشرين في كانون الأول هذا .... ربما
بعض الحكايات لا تموت !!!
و ما أجمل الحكايات الطويلة التي نجيد رسم نهاياتها ....
على ارجوحه الآمال و شماعة الحساب و العقاب سنودع عامنا هذا و هاهو كانون الأول قد اقبل...
اقبل كأستاذ منتظر بصمت و ترقب طويلين ليعلن أن زمن الامتحان قد ولى و انتهى
و بعد الامتحان يكرم المرء أو يهان ....
حكايتي مع ديسمبر لعبه خالدة , أو ربما احجيه نادرة و لكنها في الحالتين لن تنتهي أبدا ...
ففي ديسمبر ولدت الآمال وربما ماتت أيضا
و فيه أشعلت الشمعة الأولى و انطفأت أحلام الظهيرة
و معه يبدأ عمر جديد , و تختم به ازمنه و دهور
ها هي الشمس تودعني الآن معلنه وقت الرحيل , و نسمات الهواء الباردة تداعب أغصان نخله الجيران...
اقبل كانون الأول ... و هناك
الكثير لنفهمه
الكثير لنبكي عليه
و الكثير جدا جدا لنحلم به
و اخيرا
داخل النص:
هل أكرمنا بعد الامتحان
أم
أهنا !!
وأخيرا:
يا قمر ديسمبر : فلتبصرني فلتنرني
بعض الحكايات لا تموت لكنها تنتهي!
ردحذفننتظر ديسمبر لنرهقه بأشيائنا
علينا أن نرتب فوضانا قبل ديسمبر
حتى لا نقسو عليه
حتى أحلامنا بحاجة إلى ترتيب!
سلملم
موسى البلوشي