انه لمن المؤسف للغاية أن يبلغ المرء الرابعة أو الخامسة والعشرين من عمره ليكتشف بأنه يعي لا شيء من دروس الحياة , وبأنه يقف دوما على شفا حفرة من الرسوب في الجزء الأكبر من امتحاناتها !!
وانه لمن المؤلم أن تعيش ما يقارب ربع القرن من حياتك متشبثا بقناعة انك دوما أكثر عمقا وعلى صواب من كثيرين حولك, تأتي هذه الحماقة اليوم لتعلن انتهاء مدة صلاحيتها وبدون سابق إنذار لتتركك تتخبط مع ذاتك و تخلط حابلك بنبالك!!
وانه لمن المتعب والمهلك للروح والنفس معا أن تتبنى أحلاما تناطح السحاب وطموحات تتحدى كل المهالك,وعلى حين غرة يغدو كل هذا كلاما لا أفعالا...
بعد كل هذا العمر , تأتي لتحاول تغيير معتقداتك ومبادئك وأفكارك لتصدم بواقع وبآخرين يرفضون هذه النقلة المفاجئة, بل والأدهى من ذلك أن تتضارب أفكارك القديمة مع الجديدة لتحدث ضغطا هائلا على راسك المتهالك,وقد توصلك إلى الجنون يوما ما..
تبدو الحياة مضجرة في معظم تفاصيلها , حيث كل شيء يكرر نفسه بالطريقة وبالأسلوب ذاته, حتى لتشعر بأن الضجر نفسه قد ضجر منك..
قاتل هو الفراغ , مدمر هو الضجر , مهلك هو التكرار
ثلاثة أشكال للموت البطيء , تنسفك روحك, وتجردك من كل جميل تحليت به يوما..
يجري بك الزمن , ليدخلك متاهات من الوحدة والغربة في أوطان لم تعهدها , وفي وطن لم تعش في غيره.. تختلط الأمور ببعضها , وكل شيء يمثل ضده , ويبقى الجزء الأكبر من كل شيء معلقا إلى اجل غير مسمى..
يبقى بصيص أمل بعيد يحاول جاهدا تسلية أرواح ظمأى بأن الأوان لم يفت بعد!!
أتراه كذلك فعلا!!!
11:50 م
9\10\2010
إبرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق