بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

تفاصيل...



لا أدري إن كان عام واحد وبضعة أشهر هو زمن كاف لأن ينسى المرء فيها داخله ,ليكترث جدا بخارجه وتفاصيل كثيرة جدا مرهقة ,يوهم بها داخله بأنها سببا بطريقة أو بأخرى لتوازنه واستقراره!
أدرك جيدا بأن خداع الذات لهي من أجمل ملذات الحياة التي يمكن أن يمارسها المرء على ذاته ,وبأن النتائج مهما بدت غير مرضية في ثمة أحيان, إلا أن المتعة المتأتية من جراءها كفيلة بأن تخفف الكثير من الاحساس بمرارة الخيبة.

 لا أعلم حقيقة هل يمكن للداخل أن ينفصل عن الخارج!

عندما يصل المرء إلى مرحلة ينسى فيها روحه وقلبه ,ينسى فيها كيف يحب وكيف يبدي تعاطفه حيال الآخرين , ويعجز عن الشعور بالألم ولا تنتابه قط رغبة في البكاء مهما كانت حدة الأمر من حوله.

عندما تبلغ تلك الدرجة التي تصبح بها مهووسا بنوعية وكمية ما تأكل, وتظل تحسب وتزيد وتراقب السعرات الحرارية في كل جرام مما تأكله ,ويبلغ بك الندم وتأنيب الضمير مبلغا ان استهلكت نوعية بها سعرارات قليلة زائدةعن المعتاد ,


عندما يصل هوسك حد أن تتلذذ وتستمتع بكل الدقائق التي تقضيها في تصفح كل ما يخص الأطعمة التي تذيب الدهون , ومتابعة كل التمارين الرياضية للحصول على بطن مسطح وذراعين مشدودتين وقوام ممشوق.
وعندما يصر كل من حولك بأن توديع كيلوجرامات أخرى من وزنك سيحيلك حتما إلى هيكل عظمي ,وأنت تستنكر كل هذا في داخلك,ولا يزيدك استهجانهم سوى حماسة لفقد المزيد من الوزن.
عندما لا تكترث بتأمل ملامح وجهك التي بت لا تتذكرها في المرآة ,بينما تجد كل الوقت لتمارس الرياضة يوميا وتزور أخصائي التغذية  لتصبح بجسم رشيق !!


تفاصيل ...تفاصيل... تفاصيل..


والزمن أيضا لهو وهم غير لذيذ على الإطلاق وأكاد لأجزم بأن الأهتمام به لهي  الوسيلة الأسرع  للموت.
أن تظل تنقل بصرك بين ساعة يدك ,وبين ساعة سيارتك طوال ال40 دقيقة التي تقود فيها السيارة إلى عملك , لتحسب يوميا فرق الدقائق التي تصل فيها , ويلعب بك الاحباط معكرا صفوك منذ شروق الشمس, حيث أن تأخيرا عن السابعة ب5 دقائق يعني أن ما تبقى على بدء دوامك 55 دقيقة وليس ساعة!

أن تبقى مراقبا لساعة المختبر , وتقارن فارق ال4 دقائق بينها وبين ساعة هاتفك, وتكرر الأمر ذاته يوميا, مما يحدث بداخلك ارتباكا وحنقا لا مبرر لهما البتة.

أن يأخذ جهاز قياس بعض المعادن في المختبر 5 أو 10 أو 20 دقيقة انتظار ريثما ينتهي التفاعل الكيميائي ويرن الجرس معلنا انتهاء الوقت  لتسجل النتيجة بعدها, في هذه الأثناء تقصد المختبر الملاصق لجهازك لاجراء فحص كيميائي من نوع آخر يأخذ ذات الوقت الذي يأخذه الجهاز ,تظل طلية تلك الدقائق تنظر لساعة الحائط مما يبطء في ادائك ليرن جرس العمل الأول وأنت لم تنتهي من الثاني , يصيبك الارتباك ويتشتت ذهنك ويتعكر صفوك!

عندما تقرر أن تمارس المشي لمدة ساعة وتظل تحسب كم من الوقت انقضى بين الفينة والاخرى,تفعل هذا قلقا رغم أنك تستمتع جدا بما تفعله في اللحظة ,لكن صوت داخلي يجعلك تستعجل الساعة ليمر الوقت وتنتقل لعمل آخر بعد الرياضة,لتفقد كل ما يمكن أن يسمى بالمتعة!
زمن= قلق+توتر+توجس دائم+ترقب

يحدث كل هذا فتفقد ذاك الشعور باللذة والحب والجمال التي يمكن أن تمنحها اياك ما يفترض أن تكون ملذاتك

تفاصيل..تفاصيل... تفاصيل...


  عندما تصبح آليا محموما ,مشغولا ,مترقبا طيلة الوقت في كل دقائق يومك للخارج متناسيا الداخل ,فأنت تهرب من أمر بات لا بد من تكليف نفسك كل العناء لكشف ماهيته وإلا فقدت روحك بلا رجعة.


21:58 م
3/2/2015
الموالح

هناك 9 تعليقات:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف


  3. ممتاز


    6 شركة مكافحة حشرات بالدمام
    http://prokr.com/pesticides-spray-anti-insect-company-dammam/
    شركات رش مبيدات
    http://prokr.org
    شركات مكافحة حشرات ورش مبيدات بالمنطقة الغربية
    http://albyaan.com/companies/anti-insect-spray-pesticides-jeddah-western-region/
    مكافحة حشرات بالمدينة وينبع
    http://elbassma.net/anti-insect-companies/al-madina-yanbu/

    ردحذف

  4. ممتاااز


    عقارات جدة
    http://3kary.com/
    فلل للبيع بجدة
    http://3kary.com/property-status/villas-for-sale/
    اراضي للبيع بجدة
    http://3kary.com/property-status/land-for-sale/

    ردحذف