بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

...............



ربما هي المرة الألف أو تزيد تلك  التي مارست فيها شتى أنواع الحيل والمقاومة على نفسي  لأبتعد عن هذا المكان,وهأنا اليوم أعلن استسلامي بكل صراحة وتعب وأسى.

 لا أدري حقيقة لم تتملكني حالة من الاشمئزاز والقرف ممن يلجأون إلى الكتابة كخيار أول للتعبير عن ضعفهم وخنوعهم وأمام الملأ , ربما لأنني كائن عنيد جدا أمام الشعور بالضعف , ولا أستسلم بسهولة , لذلك أظل أقاوم  وأقاوم  حتى يطفح بي الكيل . أو قد أحيل الأمر إلى نظرتي المبالغ بها لعملية مقدسة كالكتابة.
لماذا نختزل جمال الكلمات واللغة –غالبا- في التعبير عن بؤسنا وخوفنا وخيباتنا  أكثر من أي أمر آخر ,وان بدت مسكنا لها في حالات !

 ومع ذلك ,الكتابة أمر مخيف و مروع  للغاية , فهي تعرينا وتفضحنا أمام أنفسنا قبل الآخرين , تجعلنا ندور حول نقطة مركزية بداخلنا لتغرقنا في دوامات من الأفكار والتساؤلات وكثير من الشك في فهمنا لدواخلنا.
ثمة حالات تسهم الكتابة فيها بمضاعفة آلامنا وهواجس دواخلنا المزعجة , تجمعنا باستمرار مع من نقرر أن نطوي صفحاتهم من ذاكرتنا وإلى الأبد, وتجعلنا نهيم في مساحات شاسعة من الخيال معهم ..
تساعدنا الكتابة جدا على ممارسة كافة أنواع الخداع  والكذب على ذواتنا , تسافر بنا إلى حالات من الفرح المؤقت والذي قد يطوول كثيرا لدرجة يصعب علينا بعدها أن نفيق من أوهامها .

ورغم كل هذا ,لا زلنا نحاول ونحاول أن نكتب . ثمة رابط قوي يربطنا بهذه اللذة المؤلمة ,ليس من السهل فهمه أو حتى محاولة وصفه.

كيف يمكن للمرء أن يتصالح مع أمر كالكتابة ؟  وهل أمر التصالح وارد أساسا؟  أم أنها محاولة فاشلة سلفا؟

وإن كان الأمر جائزا ولو بنسبة ضئيلة, فكم من الزمن يلزمنا كي نعيش شيئا من هذا التصالح وان كان مؤقتا!!

هل يمكن للكتابة أن تنتصر على ذات أعياها الفراغ  وعقل بات مفلسا من كل شيء, لتصنع له حياة بعد موت؟

..........
.......
.....
...
..
.
21\18 م
19/9/2014
الموالح
                                                                                             


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق