بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 فبراير 2012

عندما تقرر أن تكون سعيدا ..


صباح الجمال والنشاط.
هذا الصباح مغري جدا لإنتشال كل الأحاسيس الإيجابية المدفونة في الداخل ,مغري لرؤية الأشياء بوضوح تام وكأن قوة إبصارك وحدتها ازدادت ضعفي ما كانت عليه , مغري كرائحة كابتشينو وتشوكليت كيك في مساء بارد ..



صباح رائع كهذا لا تكتمل روعته وتدوم إلا إذا كانت نابعة من أعماقك بدون أن تكون المؤثرات الخارجية عاملا أوليا .


أن يكون صباحك جميلا هو أن تستيقظ نصف ساعة على الأقل قبل موعدك المعتاد , أن تصلي وأنت حاضر الذهن موقنا في قناعة نفسك بأن الله قريب منك ,أن تكون قادرا أن تفتح المصحف وأنت مؤمن بأنه كفيل بأن يحرسك من نفسك أولا وقبل كل شيئ إلى نهاية اليوم.


أن تكون سعيدا هو أن تتصالح مع نفسك من الأعماق وأن لا يتلبسك شك بأنك كنت ولا زلت وستزال كائن بشري رائع لم يخلق الله له شبيها على هذه البسيطة .


عندما تقرر أن تكون راضيا عن نفسك فإنك بشكل لا إرادي تغرق في ذاتك متجاوزا كل زلاتها وأخطائها –المكررة- فإنك تطلق الطاقة الرهيبة من داخلك وتستشعر أهمية ما تقوم به


الإستسلام –ويا له من استسلام جميل – لشعور إيجابي كهذا يبدد أمامك كل ما خلته مستحيلا أو غير ممكن في السابق, ويريك الروعة في الأشياء التي لم تكن تشكل لك سوى عبئا وارهاقا.


بعد عام من السياقة – التي كانت من أثقل الأشياء على نفسي- أتصالح معها الان بل وأستمتع بزحام مسقط في الصباح الباكر.أراقب الوجوه المختلفة , الناعسة , العابسة , المستعجلة , اللا مقروءة , المغلوبة على أمرها , وأضحك في قرارة نفسي .. أفتح النافذة وأغلق التكييف وأتلذذ بأصوات السيارات والهرنات وأطلق للعالم الخارجي شيئا من طاقتي ومن صوت العجمي للعالم الخارجي عل بائسا أو مهمومة يستنشقها مع هواء الصباح فتدخل إلى قلبه شيء من راحة واطمئنان.


في الأحوال العادية-حيث يكون الزحام عاديا- يأخذ مني مشوار الوصول الى العمل ما يقارب النصف الساعة , وفي حالة الزحام الشديد قد يصل الأمر الى ساعة الا عشر دقائق , يعني هل يستحق الزحام بأن أتنرفز وأغضب وأعكر صفو صباحي الجميل حتى وإن استغرقني الوصول الى الدوام ساعتين –وحدث ذلك معي مرتين- فلا شيء يستحق أن أعكر مزاجي من أجله !


الوقت الطويل الذي نقضيه في السياقة يمكن أن نأخذ فيه دبلوم في الموسيقى ان كنت من الذين يملكون حسا موسيقيا جيدا أو تطربون لهذا الفن , أو يمكن أن نسترجع فيه ما نسينا من القرآن أو يمكن أن يمنحنا الكثير من المعرفة في التنمية البشرية إن كنتم من المهتمين بذلك . أنا من يقرر كيف أجعل صباحي وكيف أتحكم بمزاجي , بغض النظر عن كل الظروف المحيطة !


لأول مرة تستغرق مني الكتابة هذا الوقت القصير , أشعر وأن الكلمات تكتب نفسها هنا :)

 
في نهاية هذه التدوينة التي أرجو من أعماقي الحارة أن تكون قد أضافت إليكم شيئا من بصيص أمل :تذكروا دوما أن السعادة قرار ينبع من الاعماق ويحتاج فقط لبعض الارادة والصبر بغض النظر عن كل المحبطات الخارجية ..


يوم جميل :)
10:04 ص


12\2\2012


شل