بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

أحببتك أكثر مما ينبغي


رواية للكاتبة السعودية أثير عبد الله ....

تدور أحداث الرواية حول فتاة سعودية (جمانة)حالمة تكمل دراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية , تلتقي هناك بشاب سعودي(عبد العزيز) وتنشأ بينهما قصة حب كبيرة , تعاني فيها جمانة الأمرين من حبيبها الضائع , التائه , اللطيف ,الوديع , الشرقي بغيرته ,اللعوب, المتناقض , تضيق ذرعا من أكاذيبه و أفعاله الغر ائبيه, وتبوء كل محاولاتها المستميتة لتركه بالفشل الذريع , يتزوج من أخرى فقط ليثبت لذاته ولها بأنها اطهر من أن يلوثها قذر مثله بدنسه , يعود إليها من جديد مقسما بأغلظ الأيمان وراكعا تحت قدميها بأنه لم يحب سواها , لا تملك سوى أن ترضى عنه ( مصلوب أنت في قلبي ..فرجل مثلك لا يموت بتقليدية , رجل مثلك يظل على رؤوس الأشهاد...لا ينسى ولا يرحل ولا يموت كباقي البشر..)


يخطبها بعد نضال كبير لإقناع أهله وأهلها بالموافقة , لينهي بعد فترة قصيرة كل ارتباط بينهما بلا أسباب واضحة كعادته, تموت هي للمرة البليار, ويعود هو ليسترضيها من جديد , تسامحه, مع إدراكها التام الذي لا يشوبه أدنى شك أن (أحببتك أكثر مما ينبغي , وأحببتني اقل مما استحق) ...


بدأت الكاتبة الرواية بنبرة تملؤها الحسرة والندم والألم تزفرها البطلة على حبيب لم يمنحها سوى كل أنواع الموت وأقساها , لتستطرد فيما بعد في سرد أحداث ومواقف غير مكتملة لتنتقل إلى أخرى , وتعود من جديد لإكمال الحدث أو الموقف الأول,وهكذا إلى نهاية الرواية...


أعطت الكاتبة سردا تفصيليا مملا لبعض أحداث الرواية ( على سبيل المثال: أحداث خطبة عزيز لجمان) , فقد بالغت بعض الشيء في تكرار مشاعر لوم وسخط وخيبة كانت تبديها جمان إزاء عزيز منذ بداية الرواية .... أو بعبارة أخرى طغى على السرد عاطفية كبيرة مما قلل من أهمية الحدث , وهذا كثيرا ما تكرر قي الرواية..


في الوقت ذاته نجحت الكاتبة إلى حد ما إلى استفزاز مشاعر القارئ , مازجه بنفسه أكثر من شعور , من عطف وشفقه على جمان, إلى غضب واستخفاف بحبها الجنوني لعزيز , ومن قهر وكره لعزيز اللعوب إلى شفقة على شخصه المريض...


تميل الكاتبة إلى صبغة تحليلية جميلة في تبرير تصرفات بعض شخوصها ( على سبيل المثال ( ما جاء على لسان زياد عندما كان يحاول مواساة جمان في احد شجاراتها مع عزيز:(أتعرفين ما مشكلة عزيز معك ؟! مشكلته انه لا يستطيع أن يحتمل نقاءك .. يشعر بقرارة نفسه بالسوء,يظن بأنه سيئ ........................كان عبد العزيز واثقا من إخلاصك وهذا ما عذبه, يدرك بأنه الرجل الوحيد في حياته،بينما جئت أنت بعد عدة فتيات ................ص 82-83)


من قرأ للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي سيدرك جيدا كيف أن أثير عبد الله قد تأثرت كثيرا بمستغانمي منذ بداية روايتها هذه وانتهجت ذات النهج لمستغانمي وجاءت اقتباساتها لبعض أقوال مستغانمي مؤكدة ذلك, ولكن مع تطور أحداث الرواية بدأت أثير الانفلات كثيرا من قالب مستغانمي السردي!


في مواضع كثيرة لم تدع الكاتبة للقارئ فرصة للتكهن بما سيجري من أحداث , فكل شيء كان شارحا ومفسرا نفسه والنهاية كانت أمرا محسوما غير قابل للنقاش!!

 
ختاما: رواية جيدة انصح بقراءتها













السبت، 17 أبريل 2010

ومن التفاؤل ما يخيف!!






(يوم اكتئبنا بغينا نموت هم, ويوم تفاءلنا خفنا عن يكون هذا هم ثاني بعد... يا ربي ايش نسوي (-: )


لا ادري إن كان الفرح والسعادة في كل أحوالهما نعمة , أم أن ثمة أحيان يتلبس فيها الملعون الذي يسمى ب(الاكتئاب) لباس التفاؤل ليغدو عندها الأمر لا شيء سوى double depression!!!


ولكائنات معقدة السيكولوجية تنحدر من اصل جيني يتلبسه الخوف في اغلب مقاماته, يصبح الأمر أكثر التباسا وربما متعة , ومرد ذلك إلى تباين وتشابك التحليلات الخرندعية للأمور..


يعني : أن تعيش في هزات زلزالية تتراوح شدتها ما بين 12.5-14.5 ريختر لمدة لا تقل عن ستة اشهر بسبب أن شهادتك العلمية التي أرهقتك سنينا ليست بالقليلة لتحصل عليها, تقبع اليوم في نوم هنيء في احدى رفوف خزانة ملابسك المرتبة بعناية فائقة ... وفي ذات مساء قريب تكتشف بدون أية إنذارات سابقة أن لا شيء أجمل في الحياة من أن يكون المرء عاطلا عن العمل!!!


الخديعة التي تمارسها على ذاتك هي كالأتي:


أن تكون عاطلا عن العمل يعني أن تكون حرا (لاحظوا حرا ولكن بدون استقلالية )!!...


وأن تسهر إلى آخر الليل تفعل لا شيء في أحيان كثيرة , وشيء واحد في أحيان قليلة,, لتكون في النهاية وفي كلتا الحالتين الفائز الوحيد في الاستمتاع بلذة السهر الطويل أنت و أمثالك من العاطلين وفقط!!


وأن تأخذ دروسا في تعلم القيادة على اقل من مهلك غير آبه بشبح الزمن وضرورة العودة إلى عاصمة خرقاء في نهاية كل أسبوع للارتباط بعمل تموت فيه عضوا عضوا, وان تكون فيه مضطرا إلى لباس قناع الوطني المبالي بشؤون أمته, الفاهم لطبيعة عمله , وهو في حقيقة أمره لا ينتظر سوى جهاز يخترب أسبوعيا ليضع فيه بصمته في نهاية دوامه الرسمي لينطلق جريا خارج مبناه الوظيفي ويحمد الله أن يوما من الأسبوع اللعين قد انقضى!!!


أن تكون عاطلا عن العمل , يعني أن تعيش جوا ليس بالسيئ مع كتبك الكثيرة جدا ,لتقرا وتقرا وتقرا , ولا يعود مهما إن كانت رواية ما قد أهدرت يومين أو ثلاثة من أيامك التي تشبه بعضها بأسلوبها الذي يلوع الكبد ويلخبط الأمعاء الدقيقة بالغليظة,لأنك ببساطة لا زلت تملك الكثير جدا من الساعات في مخزونك الزمني , وإهدار بعضا منها في قراءة كتاب رديء ليس بالأمر السيئ إطلاقا خصوصا إن كنت قد ابتليت منذ زمن ما بداء مرهق يسمى بالقراءة!!


Very important note:


ثمة احتمال ما –قد لا يكون ضئيلا- من أن الخديعة لم تنطلي على سيكولوجيتك المعقدة , وان النتائج قد تأتي على غير المخطط لها!!


لا مفر سوى أن نعيش الوضع الراهن بألبسته المبطنة –إن وجدت-


فربما أقول ربما شيء أفضل من لا شيء ( بس ما دايما )

 
ودمتم بتفاؤل نقي وغير مبطن


2:09 ص


2010-04-18


إبـــــــــــــــــــــــــرا














السبت، 10 أبريل 2010

شكــــــــــــــــــرا



شكرا لآخرين اهدوني فرصة لأكتب



شكرا لفراغ منحني آمال عظام


شكرا لأب جميل أعطاني الأمان لأقول (لا)


شكرا لصديقة لا زالت تذكر تفاصيلي


شكرا لمساء اشبع روحي سرورا وإصرارا


شكرا لذكرى مؤلمة أعادت إلي توازني


شكرا لكل جميل في حياتي..


8:40م


10/4/2010


إبـــــــــــــــــرا













الخميس، 8 أبريل 2010

ارجع يا زمااااان

على خشبة المسرح والعميد ذو الكاريزما الرائعة يلقي كلمته, جلس جميع الخريجين منصتين بمبالاة واضحة غير معهودة , عندها طفقت في الذاكرة ذكريات بعيدة,واختلطت أصوات كثيرة , وتشابكت مشاهد وأحداث وحكايات بلا تواريخ محدده ببعضها البعض... ثمة وخز أصاب الفؤاد, وعبرات اكتست بها العيون...



بدأت الحكاية منذ ثمانية عشر عاما, وطفلة مدللة ذات السادسة إلا ثلاثة اشهر , تتخذ من دموعها سلاحا لترفض به الذهاب إلى المدرسة التي يفصلها شارع يضج بالحركة عن منزلهم الصغير..وحدها خديعة ابلة (سعيدة الشريرة ) انطلت على طفلتنا المدللة (ماما حتروح تعملنا غدا وحتيجي),,, حتى شوكولاه القريبة عائشة فشلت في المهمة..


لم تكن أبله سعيدة الشريرة لتتوانى يوما عن رمينا بحبات الطباشير التي تكون قد أصبحت صغيره من عنف أبله سعيدة التي تضغط عليها بقوه عندما تكتب على السبورة ... و الرمي بحبات الطباشير كان كعقاب لعدم الاستماع إلى شرحها, أو على البكاء كإعلان لرغبه وجود الماما معنا في غرفة الفصل (: , أما لعدم كتابة الواجب المنزلي فكان هنالك حكاية أخرى !!!


مر العام الأول بسلام , ونجحت فيه طفلتنا المدللة بأُعجوبة , فدرجة واحدة فقط كانت تفصلها عن الرسوب!!!


ليتني املك عنوان أبله سعيدة الطيبة لأشكرها على السنة التي أهدتني إياها من عمري القصير !! شكرا لك أبله ..كم أنا ممتنة لك..


بعد تجربة الأول الابتدائي التي لا أزال أدين لها بالكثير إلى الآن , ثمة علاقة حميمية كبيره أصبحت تربطني بالمدرسة والكتب الدراسية , لتصبح الدراسة وحدها وفقط هي هاجسي في الأحد عشر سنه القادمة , ولتنال الطفلة المدللة دوما ترتيبا لا يقل عن الثالث في فصلها!!


وصلت إلى الاعداديه ولا زال صوت ابلة ناهد مؤنبة زميله تجلس بمحاذاتي يتردد في مسامعي( عمى ف عينك ع الصبح)


وأنا اهمس في ذاتي مدافعه عن جارتي ( عمى ف عينش انتي)....


في الثاني الإعدادي كانت اول تجربة حب لي مع معلمه اقل ما يمكن ا ن أصفها به هي أنها رائعة,, لم تتكرر التجربة بعدها إلا مره واحده لألعن بعدها كل معلمات الدنيا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ( والله لا يسامحك يا أبله ناني لا دنيا ولا آخرة)..


صراع داخلي يدور بصمت في أرجاء عقل مراهقة لم تتجاوز الثالثة عشر, ورغبة حقيقة لرفض واقع غبي علانا أن( لا) لمزيد من الكبت...


معلمة اللغة العربية : بما أن اليوم يصادف عيد المعلم , فسيكون موضوع التعبير لهذا الشهر عن المعلم , على أن تسلمن الموضوع بعد غد , وسيتم تكريم أفضل ثلاثة مواضيع وقراءتها في الفصل..


كان من الطبيعي جدا أن تسعى جميع الطالبات بالبحث عن أكثر الأساليب والعبارات تأثيرا في مدح المعلم لنيل شرف التكريم , بحيث لا يكاد أن يخلو أي موضوع من الجملة الاتيه( المعلم هو شمعه تحترق لتضيء درب الآخرين ) أو ( قم للمعلم وفه التبجيلا ----- كاد المعلم أن يكون رسولا).. باستثناء تعبير مراهقتنا الذي استهلته بعنوان ( بعض الأخطاء التي يقع فيها المعلم , وآثارها السلبية على طلابه)


جمعت كراسات التعبير , واتت أبله (جميلة ) لتعلن لنا عن أفضل ثلاثة مواضيع


1-جوخة


2- أمل


3- افتتان


واثنت على مواضيع جيده أخرى كموضوع ابتسام , و زوينه وربما لأسماء أخرى لا اذكرها.


ناولتني دفتري بعدها وقالت موجهة خطابها لزميلاتي ف الفصل : ستقرأ رحمة موضوعها , ولتصغين جيدا لما ستقراه...


قرأت العنوان بكل فخر وبأعلى صوتي , لأرى كل العيون تنظر إلي بدهشة, وبشيء من الاستخفاف, حين انتهيت, سألت الاستاذه الزميلات الفاضلات: ما رأيكن؟؟


صمت الجميع، لم تتجرا إحداهن على النطق بكلمه...


صمتت ابلة جميلة هي الأخرى, وكان صمتها كسكين غرست في قلبي الصغير ..وقفت وقلت لها: أستاذه أنا اعرف أن موضوعي لم يعجبك, وبأنك غاضبة مني لأنني لم امدح المعلم كما فعلت زميلاتي, ولكن ما كتبت هو رأيي في المعلم,, انتم دائما تلقون كل اللوم على الطلاب وترفعون من قدر المعلم , ولكن المعلم يخطئ ويجب أن نتحدث عن جانبه السلبي أيضا.. لم يعجبك موضوعي لأنكم اعتدتم على معاقبة الطالب إذا اخطأ, ولكن المعلم لا يعاقب أبدا .. وجلست على كرسي بعدها ليرن الجرس معلنا انتهاء حصة اللغة العربية...


كم كرهت زميلات ذاك الصف وقتها , غبيات, ولا يستخدمن عقولهن أبدا


أستاذه جميلة: لست اقل غباء منهن(آسفة ولكنك بالفعل كذلك)


كبرت وأصبحت في الثانوية ( وما ادرئكم ما الثانوية)


بدأت عندها شخصيتي المتمردة الاستقلالية تظهر بشكل واضح وكبير وأبله (زينه) وحدها من فهمت هذه المتمردة التي هي أنا , فما كانت لتناديني سوى (freedom)...


كنت ارفض حضور الطابور الصباحي لان كل ما يقال في الإذاعة المدرسية لم يكن سوى كلاما فارغا بالنسبة لمحبطة خذلها منهاج دراسي علقت عليه كثيرا من الآمال..


الدراسة الجامعية:


مرت فيها السنوات الدراسية سريعا جدا, لنكبر فيها كثيييييييرا وتنضج معها خبرتنا الحياتية, وتزداد همومنا لتتجاوز هواجسنا الدراسة فحسب متعدية إياها بحدود بعيده


تشيخ أحلامنا, ويتربص بنا القلق من القادم , ولا يزال الخوف من الفشل يلازمنا حتى هذه الدقيقة...


ينهي العميد كلمته , ويبدأ بعدها بتوزيع الأسلحة التي ناضلنا سنين طوااال لننال شرفها ...


وصل دوري لاستلم سلاحي,, تمنيت وقتها لو يعود بي الزمان إلى الوراء , لأغير الكثير , وافعل الكثير والكثير ,, لأجمع فتات أمل نثرته في محطات بعيده لا أكاد اذكر طريق العودة إليها, لانتشل روحا أعيتها دقائق الزمن حسرة وندما , لأرتوي من تجارب رحلت عنها بجهل غير متعمد قبل أن استوعب دروسها, لأرتمي في حضن كتاب اعتقدت لوهلة انه ليس سوى وريقات حقيرة وليذهب ما فيها أدراج الرياح,لأجلس على حصير احمر زاهي افترشته ذات يوم آمال عظام, لأبكي على ذكرى ماتت دون أن أودعها...


لو عاد بي الزمان إلى الوراء لغيرت الكثير ولمحوت الكثير والكثير والكثير


لكنه لن يرجع أبدا ......


11:30 م


7:ابريل:2010


إبـــــــــــــــــــــــــرا

















الأحد، 4 أبريل 2010

العابرون


(أيها الساعون الى الحتف,

لا تطرقوا الابواب التي لا تطرق

لا توقدوا النار في الهشيم , لانها ستحرقكم

لا لا )

سالم آل توية

المطر قُبيل الشتاء